أقدم أحد كبار المسؤولين بالشركة الخاصّة الساهرة على تنظيم مهرجان النّاظور المتوسطي على دهس شرطي بالقرب من المنصّة الغنائية للحَدَث ، وجاء ذلك بالضبط عند حلول أولى دقائق يوم الأربعاء ما قبل الماضي، حيث أفضى صدى الواقعة إلى إيقاف الوصلات الغنائية المُقدّمة من أجل فتح الطريق أمام إحدى سيارات الإسعاف التابعة لمصالحة الوقاية المدنية من أجل نقل الشرطي المصاب نحو المستشفى الإقليمي بالنّاظور لتلقّي العناية الطبّية التي يتطلبها بدنه الذي تقلّب أكثر من مرّة فوق غطاء محرّك العربة الصادمة قبل الاستقرار على الأرض. وضمن تصاريح متطابقة استقتها "هسبريس" أفاد شهود عيان بأنّ واقعة الصدم المُسجّلة بأقصى الجزء الشمالي من كورنيش النّاظور قد أتت لتختتم سياقا من التلاسن الذي وقع بين ذات المسؤول الشاغل لمنصب "المدير التنفيذي لمهرجان النّاظور" ورجل الأمن المصدوم.. إذ لم يتقبّل الأوّل أن يُمنع من النفوذ إلى محيط منصّة السهرات من قِبل شرطي مُتذرّع بتعليمات رؤسائه.. ويورد ذات المُعايِنين بأنّ نفس المدير التنفيذي للمهرجان المتوسطي المذكور كان قد نزل من مركبته قبيل ثوانٍ من ارتكابه لفعلته، عاملا على انحية جزءٍ من الحاجز الحديدي المُغلق للمنفذ، قبل أن يُسبِق دهسه للشرطي باقترابه من الضحيّة قائلا: "إذَا كُنتِ رَاجْلْ بْقَا وَاقْفْ قُدّامِي". كما علمت "هسبريس" من خلال انتقالها للمستشفى الإقليمي بالنّاظور في أعقاب واقعة الصدم، واستقائها لتصريحات متطابقة من الأطر الصحّية المُداومة بمصلحة المستعجلات، أنّ الشرطي المصدوم قد خضع لكشف أوّلي شامل سجّل وجود إصابات متفرّقة على بدنه وتواجدت أبرزها على مستوى الظهر، قبل أن يُضيف مصدر صحّي مسؤول: "لقد تمّ تفعيل قرار رئيس الطاقم الطبي المُداوم بإخضاع الشرطي المُصاب لمراقبة طبية من 12 ساعة، ويُنتظر بعد ذلك إجراء فحص شاملٍ من أجل الوقوف على تداعيات الإصابات الإضافية التي قد تتضح". وقد ووكب حادث الصدم الفضائحي بتحرّك أمني امتدّ من كورنيش مدينة النّاظور إلى مستشفاها الإقليمي، حيث تراقص رئيس المنطقة الإقليمية لأمن النّاظور أحمد الراجي، وعميد الأمن المركزي عبد الرحمان بورمضان، بين مكان وقوع عملية الصدم ومستشفى المدينة إلى غاية وقت متأخر امتدّ إلى أولى ساعات صباح يوم الحادث.. في حين شوهدت سيّارة باشا ذات المدينة بالقرب من الخيم البلاستيكية التي تُستخدم كغرف كولسة مرافقة لمنصة الحفلات الغنائية بكورنيش النّاظور.. إذ أفيد في هذا الصدد من قبّل أحد حرّاس الأمن الخاص المتواجدين بعين المكان بأنّ "الخليفة الأوّل لعامل الإقليم قد اهتمّ بالحصول على الإفادة الشخصية لصَادِم الشرطي". وعلاقة بذات الواقعة، أفاد عدد من رجال الشرطة ل "هسبريس" بأنّ الاستياء ساد وسط عموم أسرة الأمن بالنّاظور جرّاء تعرض زميل لهم للصدم العمد بسيّارة دون أن تفعّل في حقّ الفاعل المساطر المخصصة لهذه الحالة بقوّة القانون، إذ يورد نفس الأمنيون الرافضون للكشف عن أسمائهم: "لقد ظلّ صادم الشرطي حرّا طليقا رغما عن ارتكابه لجريمة حضرها عدد من مسؤولينا.. وإنّنا لنتساءل عن السبب الواقف وراء عدم اعتقاله ووضعه رهن الحراسة النظرية"، ثمّ يضيفون: "إنّ مثل هذه الوقائع تورّط ضمنها فاعل اقتصادي وفنّي مقرّب من دوائر السلطة هي التي تعيق أداءنا لواجبنا كما تُحرجنا أمام المواطن العاديّ".