بدا أمنيو مدينة النّاظور بمظهر شديد الافتقار للتأهيل الذي يمكّنهم من القيام بدورهم التنظيمي المُواكِب لإقامة حدث كبير من حجم تصور المهرجان المتوسطي لمدينة النّاظور، وعمد أمنيو المنطقة الأمنية الإقليمية ذاتها إلى اعتماد الرؤى الارتجالية مباشرة بعد انتهاء العروض المقامة على الخشبة الاحترافية التي اعتلاها مغنّو الأيام الثلاث الأوائل من الموعد المذكور.. وذلك عن طريق تفعيل "استنطاقات بوليسية" لبعض حاملي شارة "صحفي" ليل الأحد 18 يوليوز، ما جعل عناصر أمن النّاظور تتحوّل إلى منبع شغب عوض بروزها ضمن حلّة الساهر على التنظيم. وقد حاول البوليس الساهر على تنظيم النفوذ إلى محيط منصة الغناء بمهرجان النّاظور، في أوّل أيّام العرض بالمنصة "الجديدة"، استفزاز بعض حاملي شارة "صحفي" عن طريق المطالبة ببطاقة المنبر الإعلامي المُمثّل، مُتطاولين بذلك على اختصاصات الجهة المنظمة الممثلة في عمالة الإقليم والجمعية الإقليمية للمهرجان المتوسطي ومُبرزين جهلهم التّام بطرائق تنظيم مثل هذه التظاهرات وما تقتضيه من التوفر على ترخيص ممنوح من قبل المنظمين رغما عن البطائق المهنية أو بطائق المراسلة والانتماء المُتوفّرة لدى الأغلبية العظمى من الحاضرين لإيصال أصداء الموعد على العالم. وفي الوقت الذي احتجّ المُستهدفون بارتجال المنطقة الإقليمية لأمن النّاظور في عين المكان، أخذ العشرات من الحاملين لشارتي "مُنظم" و"فنّان" يعبرون صوب المحيط الداخلي للمنصة الغنائية المذكورة دون مطالبتهم بالإدلاء بأي بطاقة تثبت صفة فنّان ولا بأي دعامة ورقية إضافية من شأنها تأكيد الصفة التنظيمية للبعض.. هذا في الوقت الذي حاول بعض أفراد الأمن الخاص إكمال صورة التخبّط بالارتجال المُدّعي بوجود مخاوف من تعرض بعض ال"بادجات" للتقليد. وأمام غياب كبير أمنيي النّاظور عن مكان التعسّف الموسوم بالشطط في استخدام السلطة، وغياب أي ممثل لكبار منظمي الموعد عن محيط خشبة يتحكّم فيها أفراد أمن خاص قليلو الخبرة، يثبت المهرجان المتوسطي لمدينة النّاظور أنّه يراهن في شعاره على لقاء العالم في إهمال تام لمساعي من أجل لقاء الذّات في الجوهر، كما يبدو من خلال التدابير المُتبنّاة يوم الأحد الأخير بأنّ الرهان على المحلّية للبصم على موعد فني وثقافي ورياضي متميّز كان يستوجب تبنّي برنامج تنظيمي يعمل على استقدام أمنيين من مناطق أخرى خبيرة بمثل هذا المواعد حتّى تُمارس الوصاية على أمنيي النّاظور الذين لا زالوا يمارسون مهامهم وفق عقلية العهود البائدة. تجدر الإشارة إلى أنّ عددا من متتبّعي المهرجان المتوسطي للنّاظور استغربوا استغناء المنظمين على المنصة الاحترافية التي احتضنت الأيام الثلاث الأوائل من مهرجان المدينة، لقاء 160 مليون سنتيم، ولجوءهم إلى إعادة تفعيل البرنامج الاحتفالي "جولة" الذي تنظمه شركة اتصالات المغرب وإعطائه تواجدا بصيغة امتداد للمهرجان المتوسطي.