بعد غياب دام 16 سنة، تذكر «السوبر ستار» عمرو دياب أن له في المغرب جمهورا يتابع إنتاجاته بشغف، جمهور استقبله استقبالا حارا ذات مساء من عام 1992 عندما كان الشاب البورسعيدي في بداياته الفنية يشق طريقه في مجال الغناء بأغنيات مثل «بتغني لمين يا حمام» و»ميال ميال» ثم «راجعين»، كان عمرو يؤسس لبداية عصر الفيديو كليب ولمدرسة الأغنية الشبابية التي يعد هو رائدها بلا منازع، حيث سار على خطاه كل من جاء بعده من المغنين الشباب في مصر. ليلة أول أمس الأربعاء، اخترق ليل شوارع العاصمة الرباط موكب من خمس سيارات فاخرة في اتجاه منصة مهرجان موازين بحي النهضة، سيارتان أمنيتان رباعيتا الدفع كانتا تحفان الموكب واحدة في المقدمة وأخرى في المؤخرة. إنه موكب عمرو دياب وهو يتجه إلى خشبة حي النهضة، حيث أحيا سهرة حضرها عشرات الآلاف من الجمهور ملؤوا مدرجات ملعب حي النهضة عن آخره. خارج الملعب، افترشت الأرض أسر بأكملها من أمهات وأولادهن وبناتهن، مكتفين بالاستماع من بعيد إلى ما تجود به عليهم مكبرات الصوت من أغاني عمرو دياب، لأنهم لم يجدوا موطئا لأقدامهم داخل الملعب. عمرو الذي استرسل في الغناء حوالي الساعتين، بدأ حفله بأغانيه الأكثر شهرة مثل «حبيبي يا نور العين» و»تملي معاك» وأنهاها بكشكول من أنجح أغانيه القديمة قائلا: «سأغني لكم آخر أغنية غنيتها هنا في المغرب قبل 16 سنة، أغنية راجعين»، كما شمل الكشكول الغنائي أغاني فيلمه السينمائي الأول «العفاريت»، وختم عمرو دياب الحفل بثلاث أغنيات من ألبومه الأخير، بعد أن تساءل أمام الجمهور: «لا أعرف إن كان ألبومي الأخير قد وصل إليكم» غير أنه فوجئ بأن الجمهور الرباطي كما يحفظ أغنيات قديمة مثل «ما بلاش نتكلم في الماضي» يحفظ أيضا أحدث أغانيه مثل «أنا ليك» و «ليلي نهاري». الإقبال الذي حققه حفل عمرو دياب فاق بكثير الإقبال على حفل نجمة الفضائيات نانسي عجرم والتي توقع الكثيرون أن تجلب أكبر عدد من الجمهور في الدورة السابعة من مهرجان موازين، لكنه بالتأكيد لم يتجاوز الإقبال الذي حققه الشاب بلال معشوق الجماهير المغربية ليلة الاثنين. مع جمهور حي النهضة وجمهور قادم من مدن أخرى مغربية ليجدد اللقاء «بالسوبر ستار» (وهو لقب لا يطلق حاليا سوى على عمرو دياب وراغب علامة وسميرة سعيد) عاد عمرو دياب أكثر من عشرين سنة إلى الوراء ورقص وقفز تماما كما كان يقفز في نهاية الثمانينيات، رغم أنه حسب ما يؤكده مقربون من كواليس المهرجان يقارب ختم عقده الخامس. من طرائف ليلة عمرو دياب في موازين أنه أبى أن يغادر غرفته إلى موقع الحفل إلا بعد أن ينتهي من مشاهدة مقابلة كرة القدم التي جمعت بين تشيلسي ومانشستر. في بهو الفندق الفخم المطل على نهر أبي رقراق حيث نزل النجم، كان عدد من مرافقيه ومن معجبيه الذين رابضوا هناك منذ الصباح لكي يلتقطوا معه صورة تذكارية ينتظرون نزوله بفارغ الصبر. سمع أحدهم يقول حوالي الساعة التاسعة إلا ربع ليلا: «سينزل عمرو الآن إذ ستنتهي المقابلة بعد ثلاث دقائق»، لكن ما لبث أن عاد ليقول: «سننتظر أكثر لأن تشيلسي ومانشتر تعادلا وسيكون عليهما أن يحتكما إلى الأشواط الإضافية والضربات الترجيحية». بعض النبهاء ربط بين زيارة عمرو دياب الاستثنائية للمغرب وبين دخول الشركة الإماراتية سما دبي لأول مرة كممول رئيسي لمهرجان موازين بل في مهرجان مغربي، حيث روج البعض أن ما دفع عمرو دياب إلى قبول الدعوة هذه المرة هو المبلغ الكبير الذي تقاضاه بفضل دعم الشركة الإماراتية العملاقة التي تملك من بين ما تملكه عددا من القنوات الفضائية، وهو المبلغ الذي لم يكن من الممكن أن يقدمه له المهرجان اعتمادا على أموال المستشهرين المحليين فقط، ولا غرابة في ذلك فعمرو دياب هو أغنى وأغلى المغنين أجرا في العالم العربي. من جهة أخرى، لوحظ على ملصقات مهرجان موازين أنه لأول مرة يعلو اسم شركة أخرى هي «سما دبي» على اسم عملاق الاتصالات في المغرب «اتصالات المغرب» وهي الشركة التي اعتدنا أنها تتنافس دائما مع مثيلتها ميديتيل على احتضان ودعم عدد من المهرجانات الكبرى في المغرب، مثل مهرجان كناوة بالصويرة ومهرجان الدارالبيضاء والمهرجانات السينمائية، حيث تجد فيها فرصة نادرة للترويج لنفسها وسط مئات الآلاف من الجمهور الذي يرتاد المهرجانات. لكن يبدو أن هؤلاء المستشهرين يعرفون جيدا على من يراهنون، لأن ليلة عمرو دياب ستحسب للدورة السابعة من موازين في انتظار ما سيعرفه من إقبال كل من حفل ويتني هوستن ليلة السبت وحفل صابر الرباعي ليلة الجمعة في منصة النهضة، وأيضا حفل المغني البرازيلي خوانيس مساء يومه الجمعة.