شكل موضوع تنازل الملك خوان كارلوس، ملك اسبانيا عن العرش، لفائدة ابنه ولي العهد الأمير فيليبي، أهم المواضيع الذي تناولتها الصحف الأوروبية الرئيسية الصادرة اليوم الثلاثاء. ففي بلجيكا، كتبت صحيفة (لوسوار)، تحت عنوان "خوان كارلوس، مهندس عملية الانتقال إلى الديمقراطية"، أن العاهل الاسباني ب"سلوكياته البسيطة، وطبعه الجذاب، وبالتعلق الكبير الذي يبديه رعاياه اتجاهه، مكنه ذلك من أن يكون واحدا من أكثر الشخصيات شعبية في اسبانيا". وأضافت الصحيفة أنه للحفاظ على هذه الشعبية، حاول خوان كارلوس دائما البقاء بعيدا عن المعارك السياسية الداخلية، مفضلا شبكاته الدولية وتنقلاته المتعددة في الخارج ك "سفير لإسبانيا بامتياز". وكتبت صحيفة (لاليبر بلجيك) أنه بعد بضع عقود، لما ستتولى الابنة البكر للملك فيليبي العرش في إطار استمرارية الملكية الدستورية، سيذكر المؤرخون بالتأكيد بالدور الأساسي الذي اضطلع به الملك خوان كارلوس من أجل تثبيت القيم الأوروبية والديمقراطية في إسبانيا. وأشار كاتب المقال إلى أن المهمة لم تكن سهلة، لكنه قام بدوره بكل ما أوتي من قوة ضدا على الذين يحنون لمرحلة فرانكو. ومن جهتها، تناولت صحيفة (لافونير) شخصية الأمير فيليبي الذي تم تهييئه بكل جدية من أجل تولي العرش في اسبانيا، مبرزة الشعبية التي يحظى بها من قبل الشعب الإسباني. واعتبرت الصحيفة أن الصفات التي يتمتع بها الأمير فيليبي تعد أساسية من أجل تأدية مهمة الملك بنجاح في الدولة الحديثة، وفي القرن الحادي والعشرين، مضيفة أن ''هذا سيكون التحدي المزدوج أمام فيليبي حيث يتعين عليه تلبية متطلبات المهنة دستوريا موازاة مع انتظارات السكان، وكذا ضمان ديمومة النموذج السياسي الإسباني''. وفي فرنسا، اهتمت الصحف كذلك بقرار الملك خوان كارلوس التنازل عن العرش لفائدة نجله الامير فيليبي، حيث كتبت صحيفة (لاكروا) أن العاهل الاسباني أبلغ في جملة من أربعة أسطر عن تنازله عن العرش في رسالة وجهها الى رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي، مشيرة إلى أن خوان كارلوس سلم المشعل لابنه فيليبي الذي سيخلفه بعد تصويت البرلمان. وأضافت الصحيفة أن هذا الأسلوب المدروس يجسد طريقة عاهل سهر بهدوء طيلة ثمانية وثلاثين سنة من الحكم على الحياة السياسية لبلده. وأكدت الصحيفة تحت عنوان "خوان كارلوس ملك ديمقراطي" أن العاهل الاسباني ساهم في ترسيخ الديمقراطية باسبانيا، بعد ست سنوات على وفاة الديكتاتور فرانكو الذي عينه خلفا له، مضيفة أن الشيوعيين والفرانكاويين والاشتراكيين والمحافظين عملوا آنذاك على تسريع تحديث البلاد وتجنب إيقاظ فتنة الحرب الاهلية لسنوات الثلاثينيات. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (ليبيراسيون) أن العاهل الاسباني الذي عينه الديكتاتور فرانكو خلفا له استطاع بتبصر قيادة اسبانيا نحو الانتقال الديمقراطي، ووضع دستور 1978 ، مذكرة بأنه ساهم بشكل حاسم في التصدي للمحاولة الانقلابية للعقيد انطونوي تاخيرو . وقالت إن خوان كارلوس سيبقى دائما ذلك الرجل الذي أخرج اسبانيا من الظلمات، وقادها نحو الديمقراطية والحداثة، واصفة إياه ب"بطل الانتقال الديمقراطي". أما صحيفة (لاتريبون) فأكدت من جهتها أن الاحتفال بتنصيب الأمير فيليبي سيشكل مناسبة للتذكير بدور خوان كارلوس في الدفاع عن الديمقراطية الاسبانية وبمختلف الإصلاحات التي باشرها. وفي بإسبانيا، تمحور اهتمام الصحف حول الموضوع نفسه. وفي هذا الصدد، أفردت صحيفة (إلباييس)، التي عنونت صحفتها الأولى ب"الملك يتنازل عن العرش للدفع بالإصلاحات التي تطلبها البلاد"، عددا خاصا تناولت فيه قرار الملك خوان كارلوس بالتنازل عن العرش لصالح الأمير فيليبي، الذي سيصبح فيليب السادس. وعادت اليومية إلى الخطاب الذي وجهه الملك خوان كارلوس عبر القناة التلفزيونية العمومية (تي في أوه) للإسبان والذي قال فيها إنه تنازل عن العرش لتمهيد الطريق أمام "جيل جديد شاب" يجسده الأمير فيليبي، وذلك بعد 39 سنة من الحكم. وأضافت، نقلا عن العاهل الإسباني، الذي كان قد اتخذ قرار التنازل في يناير الماضي، قوله إن "هذه السنوات مكنتنا من القيام بحصيلة للنقد الذاتي"، مشيرة من جهة أخرى إلى أن إعلان فيليب السادس ملكا جديدا لإسبانيا سيتم ابتداء من 16 يونيو الحالي. وتحت عنوان "الملك يسلم المشعل للأمير"، أوردت (إلموندو)، التي أفردت بدورها خاصا لقرار الملك بالتنازل عن العرش، أعلنت أنه سيتم إعلان الأمير فيليب ملكا لإسبانيا خلال الشهر الجاري. وأضافت اليومية أن الملك خوان كارلوس وولي العهد ورئيس الحكومة، ماريانو راخوي، وزعيم الحزب الاشتراكي، ألفريدو بيريز روبالكابا، "سيجتمعون بعد غد الخميس بقصر زارزويلا". ومن جهتها، عنونت صحيفة (لا راثون) صحفتها الأولى ب"خوان كارلوس يتنازل عن العرش للأمير الذي سيصبح فيليب السادس، تحدي ملك"، وزينتها بصورة كبيرة للملك خوان كارلوس وابنه الأمير فيليبي. وأوردت اليومية إعلان الملك خوان كارلوس، الذي جاء في خطاب تلفزيوني أمس، وبكثير من "التأثر"، والذي قال فيه العاهل الإسباني، على الخصوص، "أردت أن أكون ملك جميع الاسبان"، مشيرة إلى أن خوان كارلوس كان قد قرر التنازل عن العرش في يناير الماضي. أما صحيفة (أ بي سي)، التي نشرت بدورها صورة كبيرة للملك خوان كارلوس والامير فيليبي رفقة ابنته ليونور، فذكرت بدورها أن إعلان فيليب السادس ملكا لإسبانيا سيتم خلال يونيو الجاري بعد موافقة مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، على القانون التنظيمي، وأيضا بعد موافقة البرلمان. وعادت جميع الصحف، من جهة أخرى، إلى مختلف الأحداث والفترات التي ميزت عهد الملك خوان كارلوس الأول، والاتصالات المختلفة التي كانت له مع قادة العالم منذ اعتلائه العرش سنة 1975، وكذا الدور الرئيسي الذي قام به العاهل الإسباني في الانتقال الديمقراطي بالبلاد. وفي ألمانيا، أحاطت الصحف بجملة من المواضيع، كان أبرزها تخلي العاهل الإسباني خوان كارلوس عن العرش لولي عهده، والانتخابات الرئاسية في سورية. وبخصوص موضوع تنازل ملك إسبانيا عن العرش لنجله الأمير فيليبي، استحضرت صحيفة (دي فيلت) مسار العاهل الاسباني والاحترام والشعبية الكبيرة اللذين يحظى بهما في بلاده بعد أن تمكن من نقل البلاد إلى الديمقراطية وطي صفحة ديكتاتورية الجنرال فرانكو، مشيرة إلى أن هذا المسار لم يخل من بعض المشاكل التي تعرض لها العاهل الاسباني. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروك) أن تخلي الملك خوان كارلوس عن العرش كان في محله للحفاظ على صورته وإنجازاته ومن أجل تطوير الديمقراطية في إسبانيا. أما صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) فلاحظت أن الملكيات في أوروبا سارت على نفس النهج السنة الماضية هولنداوبلجيكا واليوم أسبانيا، رغبة في تحديث الملكيات، معتبرة أن كل الأمل معقود الآن على ملك اسبانيا المقبل فيليبي السادس والملكة ليتسيا، من أجل بناء مستقبل أفضل للبلاد خاصة عبر إجراء إصلاحات. وتناولت الصحف، من جهة أخرى، الانتخابات الرئاسية في سورية حيث سيتم اليوم انتخاب رئيس جديد للبلاد وسط حرب أهلية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن بشار الأسد يريد أن يقنع أتباعه، فضلا عن العالم، أن الأمور تجري عادية في سورية حيث يمكن تنظيم الانتخابات ويمكن للمواطنين الاختيار، مؤكدة، في المقابل، بأن الأمور لا تجري على هذا النحو في سورية وأن الملايين فروا منها، كما دمرت أجزاء كبيرة منها وتعمق الانقسام بين السوريين. ومن جانبها، انتقدت (فرانكفورتر روندشاو) هذه الانتخابات واعتبرتها "خطوة في غير محلها تأتي فقط لتكريس تواجد الأسد على كرسي الرئاسة، في وقت تعاني فيه البلاد من حرب أهلية مدمرة قتل فيها الآلاف، ثلثهم من المدنيين"، مسجلة أن هذه "الانتخابات تضرب عرض الحائط بقيم الديمقراطية، وهي رديف لما وقع، على سبيل المثال لا الحصر، في الانتخابات الرئاسية بالجزائر". وفي روسيا، ركزت الصحف على موضوع تأجيل العمل بنظام التسديد المسبق لسعر الغاز مع أوكرانيا إلى غاية تاسع يونيو الجاري. وبهذا للخصوص، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن معطيات شركة "غازبروم" الروسية تدل على أنه مع متم ماي الماضي، وصلت قيمة الدين المتراكم على أوكرانيا لقاء الغاز الروسي إلى 5,2 مليار دولار. وهذا يعني أنه لا يزال متوجبا على سلطات كييف تسديد حوالي 4,4 مليار دولار لروسيا. ونقلت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) عن رئيس "غازبروم"، أليكسي ميللر، قوله ،"إنه قد يتم التوصل إلى اتفاقات جديدة تؤدي إلى تأجيل تطبيق نظام التسديد المسبق لثمن الغاز مع أوكرانيا". ولم يستبعد أن يتم تخفيض سعر الغاز المصدر إلى أوكرانيا إلى 385,5 دولار لكل ألف متر مكعب. وتحت عنوان "أوباما سيركز على العقوبات ضد روسيا خلال جولته الأوروبية"، قالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إن جولة الرئيس الأمريكي الأوروبية تبدأ اليوم، وتتمحور حول تنسيق المواقف تجاه روسيا، إضافة إلى حضور مراسم الاحتفال بالذكرى الÜ 70 لإنزال قوات الحلفاء في نورماندي، والتي سيحضرها أيضا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكنهما لن يلتقيا على انفراد. وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن قلقة من احتمال انصرام ال"جبهة الموحدة" التي بذلت جهودا كبيرة لتشكيلها في مواجهة روسيا، خاصة في ظل تخفيف الاتحاد الأوروبي للعقوبات المفروضة على هذا البلد. ونقلت الصحيفة ما صرح به ، في هذا الصدد، مصدر رسمي في إدارة الرئيس الفرنسي بقوله .."في الوقت الراهن جميع الشركاء متفقون على أن الهدف هو تخفيف التوتر، لذلك لا يخطط لفرض عقوبات جديدة" . وفي السويد، شكل تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش الموضوع الرئيسي للصحف حيث كتبت صحيفة ( سفنسكا) أن قرار الملك خوان كارلوس الذي خلف الديكتاتور فرانكو كرئيس للدولة عام 1975 ، جاء لأسباب شخصية، مشيرة إلى أن الملك عانى مؤخرا من مشاكل صحية وخضع لسلسلة من العمليات في الورك. وقالت الصحيفة إن الملك خوان كارلوس الذي تمكن من إجهاض محاولة انقلابية سنة 1981 يعتبر من واحدا من الملوك الأكثر شعبية في أوروبا، مشيرة إلى أن أوروبا باتت تشهد جيلا جديدا من الملوك، في إشارة إلى تنازل الملكة بياتريس، ملكة هولندا السنة الماضية، وقبل ذلك الملك ألبرت الثاني، ملك بلجيكا. ومن جانبها، تساءلت صحيفة (داغينس نيهيتر) عما إذا كان ملك السويد سيتبع نفس الطريق، مشيرة إلى أن المزيد من السويديين يريدون تخلي ملك السويد لصالح ولية العهد الأميرة فيكتوريا. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (افتونبلاديت) أن تنازل خوان كارلوس يهدف إلى بث حياة جديدة في النظام الملكي الإسباني، مثيرة الانتباه إلى أن تنازل الملوك في الآونة الأخيرة أصبح اتجاها سائدا في أوروبا.