كررت الحكومة الإسبانية أمس الثلاثاء تأكيد "السيادة" على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في شمال المغرب، وذلك بعد دعوة المغرب إلى بدء حوار بين الدولتين حول هذا الموضوع. وأكدت ماريا تيريزا فرنانديز دو لا فيغا نائبة رئيس الحكومة الإسبانية للإذاعة الوطنية أن "السيادة والطابع الإسباني لسبتة ومليلية ليسا مطروحين للنقاش في أي شكل من الأشكال"، وأن المغرب الذي "نقيم معه علاقة جيدة، يعرف هذا الموقف." وبدوره قال مصدر دبلوماسي إسباني لوكالة الصحافة الفرنسية إن "موقف المغرب بشأن سبتة ومليلية ليس جديدا" مؤكدا أن إسبانيا "لن تغير أيضا موقفها" في هذه القضية. وكان الوزير الأول عباس الفاسي قد دعا إسبانيا أول أمس الاثنين إلى الحوار لإنهاء احتلال مدينتي سبتة ومليلية. وقال الفاسي "إننا ندعو الصديقة إسبانيا إلى الحوار مع المغرب من أجل إنهاء احتلال هاتين المدينتين المغربيتين والجزر السليبة المجاورة لهما، وفق منظور مستقبلي." وتحتل إسبانيا مدينة مليلية منذ عام 1496 وعلى سبتة منذ عام 1580، بينما يطالب المغرب بهاتين المدينتين منذ استقلاله في عام 1956. وكان المغرب اقترح على إسبانيا منذ أكثر من عقد ونصف العقد تشكيل فريق عمل للبحث في مستقبل المدينتين في شكل "يضمن تثبيت السيادة المغربية (عليهما والحفاظ على المصالح الاقتصادية والتجارية لإسبانيا فيهما)"، لكن الحوار لم يبدأ بعد. وطغت على سطح علاقات البلدين الجارين أزمات حول هذه القضية، كان آخرها أزمة زيارة العاهل الإسباني خوان كارلوس للمدينتين المحتلتين، غير أن الأزمة طُوّقت عبر معاودة الحوار.