أكدت وزيرة خارجية إسبانيا مرة أخرى لصحيفة لاراثون الإسبانية يوم الأحد الماضي أن "سبتة ومليلية إسبانيتان" ... وأن هذا الأمر ليس محل نزاع وفقا للقانون الدولي" رافضة التعليق عما كان سيحدث لو أسفر الاحتلال الإسباني لجزيرة تورة المغربية عن قتلى في الجانبين مكتفية بالقول إن الجيش الإسباني يستحق التحية على طريقة تحركه. وكانت إسبانيا قد أرسلت يوم أول أمس الأحد سفينتي دورية في مهمة قالت السلطات الإسبانية إنها لمراقبة مليلية والجزر الجعفرية المجاورة لها وغيرها وهي الجزر التي ما زال المغرب مصرا على مغربيتها، وقد وصلت السفينتان "اسفيدو وكونيفيرا" يوم الأحد إلى المياه المغربية لتلتحق بسفينتين سابقتين كانتا راسيتين بالمنطقة منذ اندلاع أزمة جزيرة تورة المغربية في يوليوز الماضي. كما كان السيد محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي قد أعلن عن احتجاج المغرب بشكل رسمي لرسو سفينة إسبانية في المياه الإقليمية المغربية نهاية الشهر الماضي وكان ذلك مناسبة إجراء أول اتصال هاتفي من السيد محمد بن عيسى بالسيدة أنا بالاثيو رئيسة الدبلوماسية الإسبانية أبلغها قلق المغرب من استمرار التصعيد الاستعماري الإسباني على المياه المغربية. واستمرارا في العناد الإسباني ومعاكسة المغرب في وحدته الترابية ردت مدريد بالتأكيد على أن السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية غير خاضعة لأية مناقشة. وفي نفس السياق سبق للسيد نائب رئيس الوزراء الإسباني والناطق باسم الحكومة الإسبانية ماريانو رافوي أن "الحوار ممكن" مع الرباط بشأن سبتة ومليلية اللتين ما زالتا تحت الاحتلال الإسباني. وصرح وقتئذ السيد رافوي للصحافيين أنه لا مجال للنقاش حول سبتة ومليلية زاعما أنهما مدينتان إسبانيتان منذ مآت السنين، وذلك حسب زعمه وارد في الدستور الإسباني والقانون الدولي. وتجعل إسبانيا من قضايا أخرى كقضية الهجرة والمخدرات قضايا أهم من احتلالها لسبتة ومليلية، فقد زعم وزير الداخلية السابق أن "سبتة ومليلية اسبانيتان وسنتحاور حول مواضيع أهم"، بناء على أن تقرر بنص الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكا إلى أنه ستجرى منذ شتنبر المقبل اتصالات وحوارات بين المغاربة والإسبان بمدريد حول القضايا العالقة، لكن الظاهر أن إسبانيا لا تريد أن تجعل من سبتة ومليلية قضية للنقاش الثنائي المثمربشأنها بين الطرفين وأنها ستقتصر في ذلك على مناقشة عودة السفراء إلى البلدين وعلى قضايا أخرى من مثل المخدرات والصيد البحري وغيرهما. إلا أن الإصرار المغربي الذي توج بالخطاب الملكي الأخير يؤكد أنه آن الأوان لعودة سبتة ومليلية إلى وطنهما الأصلي المغرب. وإلى حين حلول شهر شتنبر المقبل ما زالت إسبانيا تمعن في سياستها التصعيدية، ذلك أن رئيس حزب مليلية المستقل والرئيس السابق لهذه المدينة اتريكي بلا سيوس طلب من الحكومة الإسبانية أن تدرج زيارة إلى مليلية وسبتة المحتلتين في جدول أعمال العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول. وزعم بلاسيوس في مؤتمر صحافي زيارة من هذا النوع لمدينتي سبتة ومليلية ستظهر سكان هذين المدينتين ممتنين لملك خوان كارلوس وتظهر للمغرب أيضا أن الملك كارلوس يزور المدن الإسبانية، مدعيا في الوقت نفسه أن مطالبة المغرب باسترجاع سبتة ومليلية أمرلا يقلقه وأنه في انسجام تام لحد الآن مع قرارات ومواقف السلطة التنفيذية المركزية. تأتي دعوة رئيس حزب مليلية المستقل لزيارة هذه المدينة انتقالا بالعلاقة بين الرباطومدريد نحو درجة أعلى من التوتر وكأن بلاسيوس استفزته الزيارة الأخيرة التي قام بها العاهل المغربي إلى شمال المغرب حيث ألقى خطاب العرش لهذه السنة من مدينة طنجة وأشرف بمدينة تطوان على حفل الولاء وأطلق إسم "يوسف بن تاشفين" على الضباط المتخرجين من المدارس العليا العسكرية لهذه السنة، وكان ذلك أبلغ دليل على البعد الحضاري والإسلامي الجامع للمغرب عبر تاريخه الكبير، وما يحمله اسم يوسف بن تاشفين من صلات باسبانيا، وبالنصر الذي حققه في معارك متعددة ضد الإسبان في التاريخ . عبد الرحمان الخالدي