فشل الطرفان المغربي والإسباني في إجراء لقاء تقني بينهما على أعلى مستوى لتحديد برنامج ونقط اللقاء المرتقب لهما بإسبانيا في غضون مطلع شهر شتنبر الحالي. ويبدو أن ذلك اللاتفاق واللاتفاهم الذي يميز العلاقة المغربية الإسبانية حاليا من شأنه أن يؤجل هذا اللقاء المرتقب الذي أخذ على عاتقه مدارسة ومناقشة عدة قضايا على رأسها عودة السفراء إلى البلدين. وتذهب بعض الأوساط المطلعة على خبايا الملف المغربي الإسباني أن السيدة أنا بالاثيو جيء بها على رأس وزارة الخارجية الإسبانية خلفا لجوزيف بيكي لما يلاحظ من أنها متشددة ومتصلبة وقادرة على إدارة الملف المغربي الإسباني من زاوية النظر الرسمية الإسبانية. ورغم ذلك لا تستبعد هذه الأوساط أن تلين أنا بالاثيو موقفها في حوارها مع محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي لما يشكله المغرب من مكانة استراتيجية وجغرافية بالنسبة لاسبانيا. وكان وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى قد صرح لأسبوعية "الأهرام العربي" المصرية الأسبوع الماضي "أنه من غير المعقول، وأنه ليس هناك من يستسيغ أن تمتلك دولة في أوروبا مدينتين في اليابسة المغربية في إفريقيا في بلد عربي هو جزء من العالم العربي، بلد مسلم ومستقل، بدعوى أنها احتلتهما منذ 003 سنة . التقادم بالنسبة للأوطان لا يشكل سند ملكية، وأنا لا أعتقد يقول بن عيسى أن هناك دولة أوروبية تستطيع أن تدافع عن هذا التوجه". ويكشف هذا التصريح لوزير الخارجية المغربي أن الطرف المغربي مازال متشبثا بمغربية المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما وهو الأمر الذي تنفيه حكومة خوسي ماريا أثنار، وتدعي في مقابله أن سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان ولا شيء يغير من ذلك. وتشترط إسبانيا لاستمرار الحوار بين الرباط ومدريد عدم إدراج ملف المدينتين ضمن جدول ومهام اللقاء المرتقب والاقتصار فقط على بعض القضايا الأخرى المشتركة كقضية الهجرة السرية والصيد البحري، وعودة السفراء. المغرب من جهته متشبث بطرح كل الأراضي المغربية التي تستعمرها إسبانيا بما في ذلك سبتة ومليلية على طاولة المفاوضات، ويطالب بالانطلاقة الفعلية في التحاور حول ذلك. يذكر أنه قد تم بالمغرب في 22 يوليوز الماضي، على إثر الاحتلال الإسباني لجزيرة تورة الاتفاق على عقد اجتماع بين الطرفين المغربي والإسباني بإسبانيا عند مطلع شهر شتنبر الجاري، إلا أنه لم يتحدد منذ ذلك الحين وقته المضبوط، ومازال لم يتحدد لحد الآن. وتذهب بعض الآراء، استنادا إلى معطيات واقع العلاقة المغربية الإسبانية، أن هذا اللقاء المرتقب محكوم عليه عند إجرائه بالفشل المسبق أمام توالي تصريحات المسؤولين الإسبان بإسبانية المدينتين المغربيتين سبتة ومليلية، مع وجود كتاب ومؤرخين إسبان ينادون بمغربية المدينتين وبضرورة التحاور بشأنهما. ومحكوم عليه من ناحية أخرى بضرورة تأجيله إلى حين تليين الموقف الإسباني وذلك إلى أجل غير مسمى. عبد الرحمان الخالدي