أعلن مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية، أمس، أن مجهولين أقدموا على تخريب شواهد سبعة قبور لجنود مسلمين سقطوا دفاعا عن فرنسا، في القسم العسكري لمقبرة تاراسكون، جنوب البلاد. "" وتضم المقبرة رفات المئات من مجندي المغرب العربي وأفريقيا السوداء الذين حاربوا تحت الراية الفرنسية في ما كان يعرف ب"جيش أفريقيا" في الحرب العالمية الأُولى. هيرفيه موران، وزير الدفاع الفرنسي، أصدر بيانا عبر فيه عن عميق استهجانه لهذا الانتهاك الذي وصفه ب"العمل الشائن والجبان". وجاء في البيان وفق ما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط "اللندنية "أنحني أمام ذكرى أولئك الجنود بالكثير من التأثر لأن هذه الإهانة القصوى استهدفت الراقدين في تلك القبور بسبب معتقدهم الديني، على ما يبدو". وأضاف الوزير في كلمته التي جاءت عشية الاحتفال بذكرى الثامن من ماي ، أي ذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الأُولى، أنه يستذكر كل المقاتلين الذين وهبوا حياتهم في سبيل أن تنتصر فرنسا وأُوروبا الحرة والعادلة والكريمة. وقال، أيضا، إنه يقصد ببيانه الجميع "سواء من كان منهم مؤمنا أو غير مؤمن، فرنسيا بالدم الذي تلقاه أو بالدم الذي جاد به". الجدير بالذكر أن مسجدا جديدا كان قد دشن في المنطقة نفسها، يحمل اسم «مسجد الرحمة»، وقد تعرض بدوره أواخر الشهر الماضي لزخات من الرصاص، لكن لم يصب أحد بأذى نظرا لأن المهاجمين ارتكبوا فعلتهم ليلا وتحت جنح الظلام. ودفعت سلسلة الاعتداءات الدكتور دليل بوبكر، عميد مسجد باريس الكبير، إلى التصريح للقناة التلفزيونية الفرنسية الخامسة معربا عن قلقه من تصاعد حالات العدوان ضد الرموز الإسلامية في فرنسا. كما أصدر المجلس الفرنسي للعقيدة الإسلامية بيانا دعا فيه السلطات الرسمية إلى استنفار كل الأجهزة المعنية بالأمن لوقف هذه الاعتداءات ومعاقبة مرتكبيها.