أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ببسالة الجنود المغاربة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير فرنسا، وذلك خلال حفل أقيم ترحما عليهمأمس الثلاثاء بالجزء المخصص للمسلمين من مقبرة عسكرية بالقرب من أراس (شمال شرق) الذي تعرض للتدنيس غير ما مرة. وقد أراد الرئيس الفرنسي بزيارته لمقبرة نوتر-دام دو لوريت، أن يعطي إشارة قوية للجالية المسلمة بفرنسا، وذلك عقب تزايد أعمال التدنيس التي تستهدف الرموز الإسلامية في فرنسا ، ومن بينها على الخصوص قبور ثمانية جنود مغاربة تم تدنيسها بالجزء المخصص للمسلمين من مقبرة مونتجوا-سانت-مارتان (شمال غرب فرنسا). ويذكر أن الإقدام على هذا العمل قد أثار استنكار الرأي العام بفرنسا وأدانه الرئيس ساركوزي، وذلك في رد فعل وصفه الملك محمد السادس في رسالة موجهة للرئيس الفرنسي ب"الحازم". وقد ذكر الرئيس ساركوزي خلال هذا الحفل المهيب، بتضحية المحاربين المغاربة خلال المعارك في الحربين العالميتين الأولى والثانية . وأكد ساركوزي أن "فرنسا احتفت وكرمت دوما ، كما هو الشأن بالنسبة لأبنائها الأعزاء، كل الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها " ، وقال إن هؤلاء "حاربوا من أجل الدفاع عن وطننا ، وحاربوا من أجل حرية فرنسا، وحريتنا نحن( الفرنسيين)" ، مجددا تنديده بأعمال التدنيس التي طالت قبور هؤلاء على يد أشخاص " جبناء وضعاء دخلوا غير ما مرة إلى هذه المقبرة العسكرية الوطنية من أجل تدنيس قبور المسلمين". وتميز هذا الحفل بوضع أكاليل زهور على قبور ثلاثة جنود قضوا من أجل فرنسا، وتقديم التحية العسكرية لأرواحهم، وكذا بزيارة الرئيس ساركوزي لجزء من المقبرة يرقد فيه جنود مجهولون. وتعد مقبرة نوتر دام- دو لوريت أكبر مقبرة عسكرية بفرنسا، حيث يرقد بها أكثر من 40 ألف محارب. وكان قد تم الاعلان عن هذه الزيارة، التي تعد الأولى لرئيس فرنسي منذ تلك التي قام بها فاليري جيسكارد ديستان لها سنة 1977، من طرف رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وذلك عقب لقاء مع الرئيس ساركوزي في نهاية سنة 2009.