وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حريق مسجد سان برييست بكونه عمل شائن ذي طبيعة عنصرية وأعرب، في رسالة وجهها لمحمد الموساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، عن أمله في أن يعتقل مرتكبو هذا الفعل الذي لا يوصف بسرعة ومعاقبتهم من قبل العدالة الفرنسية، وكان حوالى ألف شخص قد تظاهروا يوم الأحد أمام مسجد قرب ليون في وسط فرنسا غداة استهدافه بحريق متعمد، حيث نددوا بتصاعد موجة معاداة الاسلام في هذا البلد. وأثار الحريق المتعمد الذي استهدف السبت مسجدا في سان برييست في ضاحية ليون سخط الأحزاب السياسية والجمعيات المناهضة للعنصرية وغضب الجالية الإسلامية، وذلك بعيد أيام من تدنيس حوالي 500 من قبور المسلمين في مقبرة نوتردام دو لوريت قرب اراس (شمال فرنسا)، هذا وأعلنت الحكومة الفرنسية عزمها نصب كاميرات تعمل بالطاقات الحرارية لمراقبة مدافن المسلمين في المقبرة العسكرية نوتر دام دو لوريت ووضع حواجز أمام باب المقبرة، على أن تكون هذه الأشغال منتهية في أبريل من العام المقبل. وحسب تقرير رسمي أصدره البرلمان الفرنسي، انتشرت ظاهرة تدنيس المقابر في فرنسا بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث تم في العام الماضي تدنيس 9 مقابر إسلامية، كما أن نسبة الاعتداء على المقابر وصلت إلى 21 بالمائة خلال العامين الماضيين، وقالت جريدة لوفيغارو إنه يتم تدنيس مقبرة كل ثلاثة أيام في فرنسا. وحسب التقارير نفسها، تم خلال العام الماضي محاكمة 53 من الجناة الذين قاموا بالاعتداء على المقابر في فرنسا، كما يلاحظ تساهل المحاكم الفرنسية مع الجناة؛ حيث أصدرت المحاكم الفرنسية خلال العشر السنوات الأخيرة الحكم بالسجن النافذ على 15 من المعتدين على المقابر من مجموع 310 حالات.