أكد الكاتب العام لقطاع الصيد البحري عبد الجبار اليوسفي، أن التمرين الذي انطلق أمس الخميس في البحر قبالة ميناء أكادير، يجسد إرادة المغرب البالغة في تحسين وسائل وقدرات البحث والانقاذ. وأوضح اليوسفي أن هذا التمرين الذي أطلق عليه اسم (أرغانا 2010) "يمثل أبرز حدث في برنامج عملنا لسنة 2010، وهو يستجيب لانشغال المغرب بتحسين قدراته دوما في مجال البحث والانقاذ البحري ليكون في مستوى مسؤولياته كدولة ساحلية متميزة، وتماشيا مع المتطلبات الدولية التي سنتها المنظمة البحرية الدولية ومنظمة الطيران المدني". وذكر أن استراتيجية المغرب في مجال البحث والانقاذ البحري ، تكشف أن الجهود تركزت حول دعم وسائل الانقاذ المتخصصة وتنمية شبكة الاتصالات، وكذا تعزيز الموارد البشرية وتكوينها، مشيرا إلى أنه تم مؤخرا اقتناء زورق سريع للإنقاذ البحري لميناء بوجدور ، وسيتم قريبا اقتناء زورق مماثل للميناء المتوسطي. وبعد أن أبرز الجهود المبذولة حاليا لتحسين معدات الاتصال وتقوية كفاءات الموارد البشرية وتحيين أماكن نزول الطائرات العمودية على طول الساحل المغربي، أشار إلى أنه تجرى حاليا دراسة للجدوى لاقتناء زورق متعدد الاختصاصات يستعمل بالبوغاز لاهداف البحث والانقاذ ومكافحة التلوث والحرائق. وأوضح أن مختلف الاجراءات التي يتم القيام بها تهدف إلى تحقيق أمن المياه المغربية ودعم أجهزة البحث والانقاذ البحري وإرساء تكامل بينها وبين نظيراتها بدول المنطقة. وأكد أن المغرب يولي اهتماما بالغا لدعم التعاون الدولي في هذا المجال ، خاصة وأن المنظمة البحرية الدولية تدعو الدول الساحلية إلى توحيد جهودها في هذا الميدان البالغ التعقيد، مذكرا بأن المغرب يتولى مهمة التنسيق للمنطقة الشمالية الغربية للفيدرالية الدولية للإنقاذ البحري. وعبر عن الامل في أن تكون الزيارة المقبلة للكاتب العام للمنظمة البحرية الدولية للمغرب مناسبة لافتتاح مركز جهوي للبحث والانقاذ البحري يكون الخامس من نوعه بإفريقيا، مشيرا إلى أن هذا الجهاز سيشكل مجالا رحبا لدعم التعاون بين دول المنطقة في هذا الميدان الحيوي، كما سيعتبر أمرا استراتيجيا باعتبار أن الدول الساحلية تعرف ظواهر وتظاهرات تتطلب تعاونا وثيقا في مجالات متعددة من أبرزها الهجرة السرية والقرصنة التي تشغل بال المجموعة الدولية. وجدير بالذكر أن تمرين "أرغانا 2010" يجري بشراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والبحرية الملكية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والوقاية المدنية ، وقد قام المغرب بدعوة ممثلين عن دول مبادرة الدفاع (5+5) "موريتانيا والجزائر وتونس وليبيا والبرتغال واسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا"، وكذا ممثلين عن المصالح المسؤولة عن الانقاذ البحري في الدول المجاورة "اسبانيا وفرنسا والبرتغال وموريتانيا" لحضور هذا التمرين. وللتذكير فإن المغرب يتوفر على خافرة للإنقاذ البحري وعشرة زوارق سريعة موزعة على طول السواحل المغربية ، يتم التنسيق معها من أجل توظيفها في عمليات الانقاذ بواسطة وسائل اتصال عصرية انطلاقا من المركز الوطني للإنقاذ البحري المتواجد بوزارة الفلاحة والصيد البحري بصفتها المنسق الوطني في هذا المجال.