في الصورة أيوب الجيلالي بألوان إسبانيول خلال زيارة الفريق الإسباني لأكاديمية أسباير وأنا أتابع مباراة ودية بين ناشئي نادي إسانيول برشلونة الإسباني مواليد 1998 ونظرائهم لأكاديمية التفوق الرياضي –أسباير، أثار انتباهي حارس مرمى الفريق الإسباني بتدخلاته الرجولية وقراءته الجيدة لمسار الكرة وقطعه لكل الكرات العالية بفضل قامته الرشيقة وطوله الذي يدل على أنه من طينة الحراس الكبار. وعادت بي الذكريات إلى الجيل الذهبي والزمن الجميل الذي كان فيه مدربو المنتخبات الوطنية المغربية يحتارون في اختيار الحارس الأول لجاهزية الكل وكثرة العدد كما ونوعا، وكيف صار الوضع اليوم ومنذ سنوات قليلة ماضية حيث بات البحث عن حارس في مستوى المنتخب المغربي عملية معقدة لاختفاء الحراس المميزين. وأنا أتابع المباراة المذكورة أعلاه، قلت في نفسي ما دام الأمر يتعلق بناد إسباني فإنه لا غرابة بوجود حراس من مستوى عال اقتداءا بزيبيزاريطا، وكانيزاريس، وكاسياس وحتى فالديس واللائحة طويلة؛ وبداعي الفضول تقدمت نحو رئيس بعثة النادي الإسباني ومدير أكاديمية إسبانيول كارلوس كازانوفا برينغوير وهنأته على فوز فريقه وأدائه الجيد، وأشدت بالحارس الشاب وقلت له إنه نال إعجابي وإعجاب الحاضرين بمستواه، فأكد لي أنه فعلا متميز " ولولا تميزه لما تواجد في الفريق خصوصا وأنه مغربي!" ضاحكا. وأضاف كارلوس،أنأيوب مغربي من مواليد يناير 1998 جلبناه لأنه فعلا حارس متميز ويذكرنا بعمالقة الحراس المغاربة وخصوصا بادو الزاكي الذي جاور نادي مايوركا الإسباني وكان سدا منيعا أمام هجوم فريقنا، إسبانيول، في عدة مناسبات واجهنا فيها مايوركا على عهده. كلام جميل من مدير أكاديمية أحد الأندية الإسبانية والأوروبية العريقة، لكن كلام يحز في النفس لأنه وفي عز نذرة الحراس في دورينا وأنديتنا، ليس لغياب المواهب ولكن لغياب من يرعاها، تتهافث الأندية الإسبانية والأوروبية على مواهبنا. قد يرى البعض انني أبالغ وأهول الأمر فهذا نموذج واحد فقط، لكن حالة أيوب الجيلالي ليست أول حالة صادفتها خلال متابعتي للفرق الأوروبية الزائرة حيث أن اندية ألمانية وبلجيكية وهولندية عديدة ضمت في صفوفها لاعبين مغاربة، ككولن وليفركوزن وسبارتا روتردام وأندرلخت وبريدا وستاندار وغيرها كثير. مدرب إسبانيول ألبرتو فيلارويا سولي. موضوع أيوب الجيلالي يثير انتباهنا ربما إلى قضية مهمة، وهي هجرة الأقدام بعد هجرة الأقلام نتيجة غياب الاهتمام، طلبا لظروف عيش وفرص أفضل؛ خصوصا في ظل اعتماد المنتخب الوطني الأول على لاعبين يمارسون في بطولات أوروبية بنسبة كبيرة، بل وتتعدى كل الحدود في مناسبات عدة حيث تجد الحارس فقط يمثل لاعبي الدوري المحلي! ومن هنا يبدأ هاجس الآباء بالبحث عن فرصة لأبنائهم خارج الحدود لعل وعسى أن يجدوا لهم فرصة في تمثيل المنتخب، وربما كان والد حارسنا الشاب في إسبانيول واحدا من هؤلاء. متمنياتنا لأيوب بمستقبل زاهر، وقد سألته هل ستختار الأسود أم الثيران في المستقبل؟ فأجاب بعفوية تامة": طبعا اللعب لأسود الأطلس ورفع راية بلادي عالية." شكرا أيوب على روحك الوطنية. * صحفي مغربي مقيم في الدوحة