كثيرة هي الوسائل التي يعتمدها الشيعة للتغلغل والتسرب وسط التجمعات السنية، خاصة تلك التي تتمتع بميزة الصفاء المذهبي( حالة بلدان المغرب الإسلامي)، ويعد الزواج والمصاهرات من بين تلك الوسائل المهمة والفعالة، التي أثبتت نجاعتها لدى الساهرين على نشر التشيع خارج مناطقه الأصلية، أو تلك التي فيها تواجد عددي لا بأس به. وتعد علاقات الزواج والمصاهرات أسلوبا ناجعا للتمكين من نشر الأفكار و وانتقالها من بيئة إلى أخرى، حيث تنتقل العقائد والأعراف مع الأفراد حيثما حلوا وارتحلوا، خاصة إذا كان من يحرص على عملية الانتقال هذه، أنظمة و جهات رسمية لها مصلحة في ذلك، وهو الأمر الذي ينتهجه القيمون على التشيع الرافضي. لقد احتفظ لنا التاريخ البعيد والقريب على السواء، بنماذج للدول الشيعية التي اتخذت من علاقات الزواج والمصاهرة، بما فيها العلاقات المحرمة ( زواج المتعة)، أسلوبا لنشر عقائد التشيع الاثني عشري في أوساط المجتمعات السنية، نموذج الدولة الصفوية الشيعية في إيران، وهو نفس أسلوب عمل الدولة الشيعية الخمينية الإيرانية الحديثة في مناطق أخرى مثل المغربي العربي، التي انتهجت سياسية تشجيع الإيرانيين والإيرانيات الشيعة على التزوج من العرب العراقيين، خاصة في منطقة الجنوب حيث يكثر أعداد الشيعة اليوم، إذ تم استقدام أفواج كثيرة من الإيرانيات خاصة، وتشجيعهن على التزوج من العرب ولو عبر الزيجات المؤقتة ( المتعة )، ومعلوم ما لذلك من أثر في تكثير عدد المولدين الذين ستتم تنشأتهم على التشيع الرافضي، كما أن علاقات الزواج والمصاهرة تزيل الحاجز النفسي والتخوف من الآخر، وهو ما يسهل فيما بعد عملية قبول أفكاره ومعتقداته، وهكذا تم الأمر في العراق على وجه الخصوص، فقد تحدث الدكتور عبد العزيز بن صالح المحمود عن (استخدام الفرس زواج المتعة بجلب نساء من إيران لممارسة المتعة بين قبائل وعشائر العراق الجنوبية والوسطى العربية، التي تأبى هذا الفعل مع نسائهم العربيات لأنه عار، بينما يرتضيه شيخ العشيرة أو الوجيه مع نساء من غير العرب يهبن أنفسهن بدراهم معدودة أو مجانا ؛ فهي دعارة حلال أو شرعية (كما يسميها بعض الشيعة ) (جهود علماء العراق في الردّ على الشيعة، مقدمة مختصرة في تاريخ تشيع العشائر العراقية)، وكان هذا الأمر لا يزال ساريا في العراق حيث (هناك بعض العشائر المعروفة قد تشيع أفرادها الذين يسكنون المناطق الجنوبية فاستُغِلت هذه العشائر لنقل التشيع من خلال أبناءها إلى أفراد عشائرهم الذين لازالوا سُنة عن طريق النساء وخاصة ما يسمى بنكاح المتعة ) ( ممدوح الحربي، الأخطبوط الشيعي عبر العالم). والتاريخ المعاصر، يسجل لنا أن الدولة الخمينية في إيران بقيادة ( ولي الفقيه ) تسير على نهج و خطى الدولة الصفوية من قبل، عبر توظيف الأسلوب نفسه لنشر عقائد غلاة الشيعة الرافضة الاثني عشرية بين الأوساط السنية، فمثلا بالنسبة للمغرب الإسلامي، المعروف بالصفاء المذهبي السني منذ جلاء الدولة الفاطمية عنه إلى مصر في القرن الخامس الهجري، سجل العديد من المراقبين أن سفارات إيران بالمغرب العربي وأوربا الغربية تشجع الإيرانيين والإيرانيات الموجودين هناك على التزوج من أبناء المهاجرين السنة بأي طريقة كانت سواء عن طريق الزواج الدائم ، آو عن طريق التشجيع على الزواج المؤقت ( زواج المتعة، آو الزنا بالمفهوم السني)، وقد كان هذا الأسلوب وراء تشيع الكثير من أبناء المغرب الأقصى، خاصة المنحدرين من المنطقة الشمالية، مما كان له انعكاس على تكاثر أعداد المتشيعين بين أبناء المهاجرين المغاربة المقيمين بأوربا الغربية ( منتصر حمادة، أركولوجيا التشيع بالمغرب، وأيضا قاسم العلوش: الشيعة والتشيع بالمغرب الأقصى.. البداية والمسار.) ولتيسير وإنجاح هذا الأمر، فإن المعنيين بأمر نشر التشيع يقدمون مساعدات متنوعة للشيعة الراغبين في الزواج والمصاهرة مع أهل السنة، من اقتناء السكن، إلى توفير منح ومساعدات مالية منتظمة تساعد على تلبية حاجات الشيعة المعنيين، كي يزداد تأثيرهم أكثر على الأسر السنية التي يتصاهرون معها، خاصة إذا كانت تعاني من أوضاع اقتصادية غير مستقرة، وهذا الأمر يتم بالتساوي بين رجال الشيعة ونسائهم الراغبين في عقد زيجات دائمة، أما المتخصصين في المتعة من الرجال والنساء فهذا حدث عنه ولا حرج، بل إن التشجيع على المتعة كان سببا في تشيع الكثير من أبناء الجزائر، فقد أورد الكاتب الجزائري أنور مالك في دراسته حول الشيعة والتشيع في الجزائر بأن (... "زواج المتعة" هذا من بين أسباب التشيع بين الجزائريين، حيث اعتبره الكاتب مسعودي في دراسة له من أنه العمود الفقري لظاهرة التشيع، ونحن نراه العامل الذي يفتح الشهية لمن يسمون أنفسهم مستبصرين..) ويضيف قائلا في موضع آخر (...والغريب في أمر هذا “الزواج المؤقت” أن غير المتشيعين لجأوا لهذه الوسيلة لأجل الوصول لغايات جنسية محضة، وطبعا صار سببا مقنعا وممتعا في المد الشيعي الذي يضرب العمق الجزائري، ونذكر هنا ما فعل أحد الشيعة النشيطين في "باتنة "... لأجل الوصول لشيعية سابقة ذكرناها من قبل ...، إلا أنها استطاعت أن تفلت من مخالبه... على كل لقد لاحظنا أن ما يسمى ب “زواج المتعة” هو الوسيلة المغرية في هذا التدين، وما يحدث في كثير من البلدان التي ينتشر بها التشيع مثل إيران ولبنان وسورية من علاقات محرمة وجنسية... ) وهكذا يتضح للقارئ الكريم، كيف أن التشيع الفارسي لا يتورع عن استعمال أية وسيلة يراها مناسبة لخدمة تمدده داخل الأوساط السنية لأجل كسب المزيد من الأتباع والمؤيدين لخدمة مشروعه التوسعي، وتصديرا لأفكار الثورة الخمينية بين المسلمين السنة في بلاد المغرب الإسلامي ، مستغلا بذلك سذاجة البعض وجهلهم، و انتهازية البعض الآخر وسعيهم وراء تحقيق مآرب لهم ولو على حساب بيع دينهم وأمتهم.