ركزت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس، في تعليقاتها على عدد من المواضيع الدولية والمحلية، كان أبرزها الوضع في أوكرانيا، والنقاش الدائر في سويسرا بعد فتح سوق الشغل في وجه الكروات، ومشروع لإصلاح الإدارة في إيطاليا، إضافة إلى الأخبار الرياضية في إسبانيا. ففي ألمانيا، واصلت الصحف الألمانية تركيز اهتمامها على الوضع في أوكرانيا والتطورات التي شهدتها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في هذا البلد المقرر إجراؤها يوم 25 ماي الجاري. وبهذا الخصوص أشارت صحيفة (برلينز سياتونغ) إلى أنه في خضم تطورات الأحداث، احتجزت حكومة كييف الملحق العسكري الروسي الذي اتهمته بالتجسس واعتبرته شخصا غير مرغوب فيه ثم طالبته بمغادرة البلاد فورا، مبرزة أن الخارجية الأوكرانية أكدت أن الملحق العسكري البحري بسفارة روسيا الاتحادية بكييف "تم توقيفه بسبب تصرفاته التي لا تتفق مع وضعه الدبلوماسي". من جانب آخر، أبرزت الصحيفة أن الحكومة الأوكرانية تبذل جهودا من أجل تهدئة الوضع في البلاد التي تعاني من أزمة منذ شهور، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن القيادة الأوكرانية فقدت السيطرة على أجزاء من شرق البلاد الذي يشهد سيطرة انفصاليين موالين لروسيا. من جانبها، كتبت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ) أن الحكومة الأوكرانية اعترفت أنها فقدت السيطرة على مدن شرق البلاد بسبب عدم قدرة قوات الأمن على القيام بواجبها، مضيفة أن سلطات كييف تبذل جهودا كبيرة من أجل ضمان مشاركة كل الأوكرانيين في موعد 25 ماي للانتخابات الرئاسية. وذكرت الصحيفة عن مسؤول عسكري أوكراني أن خطر نشوب حرب بتحريض من روسيا ضد أوكرانيا مازال قائما، حيث أشار إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية في حالة استنفار وعلى استعداد متواصل لمواجهة أي غزو محتمل من القوات الروسية على الحدود مضيفا أن الحكومة تسعى بالخصوص إلى "حصر الإرهاب" الذي اجتاح مدن شرق البلاد حتى يتوسع نطاقه ويشمل باقي مدن أوكرانيا. أما صحيفة (دي فيلت) فاعتبرت أن زعزعة استقرار الجزء الشرقي من أوكرانيا من قبل روسيا يثير قلق ألمانيا وتخوفها من العودة إلى حرب باردة جديدة، لذلك، تقول الصحيفة، فإن الدعوة إلى فرض عقوبات اقتصادية ضد موسكو لقي ترحيبا واسعا من قبل مجموعة الدول السبع والولايات المتحدة. ولاحظت الصحيفة أنه على خلفية الأزمة الأوكرانية، تحسنت أيضا العلاقات مع واشنطن التي عانت من قضية إدوارد سنودن الذي سرب معلومات خطيرة عن وكالة الأمن القومي، فعادت ك" شريك موثوق " به من قبل ألمانيا. وفي بولندا ، اعتبرت صحيفة (ريسبوبليكا) أن تأثيرات العقوبات الأمريكية والأوروبية بدأت تظهر على الاقتصاد الروسي كما يتضح من خلال انخفاض قيمة الروبل وإخراج رأس المال من البلاد، لكنها عبرت عن أسفها لموقف ألمانيا، الدولة الوحيدة في المعسكر الغربي، التي لا تزال مترددة في تنفيذ العقوبات التي تستهدف موسكو. من جانبها شككت صحيفة ( لاغازيت إليكتورال) بأن تكون للعقوبات الغربية عواقب وخيمة بالنسبة للاقتصاد الروسي، معربة عن اعتقادها أن حربا باردة تظل وشيكة ويبدو أنه لا مفر منها، خاصة أمام سلوك روسيا التي لن يوقفها أي شيء عن زعزعة استقرار أوكرانيا. ودائما حول الأزمة الأوكرانية، أكدت صحيفة (فولكس كرانت) الهولندية أن الحكومة المؤقتة في كييف أعربت عن عزمها إجراء استفتاء في أوكرانيا يحفظ سيادة البلاد على أراضيها، مشيرة إلى أن الجيش الأوكراني مازال في حالة تأهب قصوى، معتبرة أن الحكومة الأوكرانية ستعرض قريبا مشروع قانون بشأن هذا الاستفتاء. وفي سويسرا اهتمت الصحف اليومية ب" فرص العودة إلى الحياة الطبيعية " في العلاقات بين سويسرا وبروكسل بعد فتح سوق الشغل السويسرية في وجه العمالة الكرواتية، محملة اليمين الشعبوي المسؤولية عن مناخ انعدام الثقة التي سادت في العلاقات بسبب " مبادرته المتعلقة بمكافحة الهجرة". وكتبت صحيفة (لوطون) في هذا الصدد أن دخول سويسرا في أجواء عدم الثقة وعدم التوازن جاء إثر التصويت الشعبي يوم 9 فبراير على مكافحة الهجرة بمبادرة من الاتحاد الديمقراطي (يمين). وذكر كاتب افتتاحية الصحيفة أن الاتحاد الديمقراطي وعد بالتحكم في الهجرة بسويسرا، معتبرا حسب الصحيفة أنه سيحافظ بذلك " على المال وعلى علاقة اقتصادية سليمة مع أوروبا". وترى الصحيفة أن مستقبل البلاد غامض خاصة وأن جميع برامج التعاون مع الاتحاد الأوروبي سيتم تعليقها على خلفية سؤال واحد يهم "الحفاظ أو عدم الحفاظ على اتفاق حرية التنقل". أما صحيفة (تريبيون دو جنيف) فترى في افتتاحيتها أن سويسرا تدفع الآن ثمنا باهظا لصيانة الإطار المؤسسي مع الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن تصويت تاسع فبراير "لم يقلب علاقة القوة بين سويسرا والاتحاد الأوروبي، بل ما حصل هو العكس ". من جانبها كتبت صحيفة ( 24 أور) نقلا عن تصريحات أدلى بها متحدث باسم رئيس المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء، تنص على أن قرار برن فتح أسواقها أمام العمال الكروات كان " تسوية من جانب واحد وليس على المدى الطويل". من جهتها اهتمت الصحف الإسبانية الصادرة اليوم الخميس لليوم الثاني على التوالي بالأخبار الرياضية حيث تناولت موضوع تأهل أتلتيكو مدريد إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بعد ريال مدريد. وكتبت صحيفة ( إل موندو) أن " مدينة مدريد ستفوز بدوري أبطال أوروبا " ، في إشارة إلى أن المباراة النهائية ستجري بين فريقي العاصمة وهو واقع لم يشهده تاريخ كرة القدم في أوروبا. وأضافت الصحيفة أن أتلتيكو مدريد شكل مفاجأة هذه الدورة بفوزه على فريق تشيلسي في لندن ولخوضه المباراة النهائية لأول مرة منذ 40 عاما. وكتبت صحيفة (أ بي سي) من جهتها، أن مدينة لشبونة البرتغالية تنتظر مهرجانا كرويا إسبانيا، مشيرة إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ دوري أبطال أوروبا، يخوض فريقان من مدينة واحدة المباراة النهائية. أما صحيفة (إلباييس)، فاعتبرت أن فريق أتلتيكو سيكون أمام تحد هائل، وهو فريق ريال مدريد ، ليتربع على عرش الكرة الأوروبية. وفي إيطاليا ، اهتمت الصحف بالتدابير التي أعلنت عنها الحكومة لإصلاح الإدارة العامة وبعيد العمال إلى جانب مواضيع أخرى. فقد كتبت صحيفة (إلماجيسترو) أنه سيتم اعتماد إصلاح الإدارة العامة من قبل مجلس الوزراء في 13 يونيو ، مشيرة إلى أن هذا التاريخ تم اختياره لتفادي استغلال هذه المسألة في الانتخابات المحلية والأوروبية القادمة والمقررة يوم 25 ماي في إيطاليا. وأضافت الصحيفة أن اعتماد هذا الإصلاح سيكون مسبوقا باستشارة واسعة على الأنترنت تشمل مختلف الفاعلين المعنيين، بما في ذلك العاملين في الإدارة العامة. وقالت الصحيفة نقلا عن رئيس المجلس الإيطالي، ماتيو رينزي أن هذا الإصلاح '' ليس موجها ضد العاملين في الإدارة العامة وليس المقصود به خفض التكاليف، ولكن الهدف هو جعل هذا القطاع ذا فعالية ومردودية أفضل''. وبعد أن أبرزت الخطوط العريضة لهذا الإصلاح، ذكرت الصحيفة أن أزيد من ثلاثة ملايين و228 ألف شخص يعملون في الإدارة العامة الإيطالية. على صعيد آخر، استحضرت صحيفة (إيل كورييري ديلا سيرا) بمناسبة الاحتفال بعيد العمال، معدل البطالة المرتفع بين الشباب الإيطاليين، والذي بلغ نحو 600 ألف عاطل في مارس الماضي، مشيرة إلى التدابير التي تم اتخاذها على مستوى الاتحاد الأوروبي وإيطاليا لمكافحة هذه الظاهرة. ووفقا للصحيفة، فقد تم إحداث بوابة على الشبكة العنكبوتية، على المستوى الأوروبي لتسهيل إدماج الشباب في سوق الشغل، في إطار برنامج "ضمانة للشباب"، وهي مبادرة لمكافحة البطالة في أوساط الشباب دون سن 25 ، سواء كانوا مسجلين أم لا في لوائح العاطلين عن العمل، وتقدم لهم عروضا جيدة، في غضون 4 أشهر بعد إنهاء دراستهم أو فقدان وظيفتهم.