اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالتحديات التي ستواجه الفلسطينيين عقب إبرام المصالحة الوطنية، وبتطورات الأزمة السورية في ضوء تقدم بشار الأسد بأوراق ترشحه لولاية رئاسية رابعة، والمفاوضات المتواصلة بأديس أبابا حول النزاع الخاص بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتطورات الحملة التي يشنها الجيش اليمني ضد مواقع تنظيم (القاعدة) في جنوب البلاد. ففي قطر، شددت صحيفة (الشرق)، في افتتاحياتها، على أن "الدعم العربي بات مطلوبا اليوم، بل وملحا، للقضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد أن عرت مبادرة السلام العربية والجهود الأمريكية، إسرائيل، وكشفت نواياها العدوانية، ورفضها لأي مبادرة للسلام، واكتفائها بالمناورة لتعميق الاحتلال والتهرب من أي استحقاق شرعي أو قانوني". وأضافت أنه "من أجل صمود مشروع الدولة الفلسطينية، لابد من الدعم العربي لانضمام فلسطين إلى المنظمات الدولية الÜ 60 التي تقدمت بطلب الانضمام إليها، بنفس الدعم الذي حظي به قرار طلب العضوية بصفة دولة مراقب في الأممالمتحدة. كما لابد من توفير شبكة الأمان المالي للمصالحة الوطنية والمقاومة الشرعية للاحتلال". وفي الشأن السوري، لاحظت صحيفة (الوطن)، في مقال لها، أن بشار الأسد تجاهل تحذيرات الأممالمتحدة والدول الغربية وقدم أوراق ترشحه لولاية رئاسية رابعة في انتخابات تجرى في الثالث من يونيو المقبل، مبرزة أنه رغم كون "هذه الخطوة تعقد المشهد السياسي وتزيد البحث عن الحلول والتسويات صعوبة، فقد مضى الأسد قدما ورشح نفسه هو وسبعة آخرون لا نشك للحظة أن الفائز منهم سيكون بشار ذاته". وترى الصحيفة أن النقطة المهمة تكمن في المعيقات الكثيرة التي تجعل من هذا الاقتراع "مستحيل التنفيذ"، ومن أهمها "أن مساحات شاسعة من الأراضي السورية في الشمال والشرق يقدر عدد المقيمين فيها بخمسة ملايين نسمة ستبقى خارج هذه المغامرة الانتخابية"، مشيرة إلى أنه على ضوء هذه الصورة يرى مراقبون محايدون أن "الانتخابات الرئاسية لن تساعد على توحيد سوريا وإنما على تقسيمها، وهو الأمر الذي تبلور جزء كبير منه على أرض الواقع". وفي الأردن، ركزت الصحف على حادثة اختطاف السفير الأردني في ليبيا، وتوتر العلاقة بين وزير الخارجية الأمريكي والحكومة الإسرائيلية، على خلفية فشل مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني. فبخصوص حادثة اختطاف السفير الأردني في ليبيا، كتبت صحيفة (الغد) أنه "لا يمر يوم من دون أن نقرأ أو نسمع تصريحا لمسؤول ليبي حول قضية السفير الأردني المختطف فواز العيطان. وأحيانا تكون هذه التصريحات غير دقيقة". وأضافت أنه في المقابل، يعتبر الوضع في الأردن مختلفا تماما، إذ "بالكاد يحصل الصحفي على بضع كلمات من المسؤولين. وإن تمكن من ذلك، تكون مجرد جمل عامة، غامضة ومبهمة، وبلغة حذرة لا تحتمل التأويل". وأوضحت أن الاختلاف في التعامل مع قضية السفير العيطان "له ما يبرره، فبالنسبة لليبيين، وفي ظل حالة الفوضى التي تعيشها البلاد، يصعب على أصحاب القرار هناك التحكم في سلوك المسؤولين وضبطهم، أما في أروقة المؤسسة الرسمية الأردنية فهناك قناعة بأن كشف تفاصيل ما يجري من اتصالات ومفاوضات، قد يضر بفرص الإفراج عن السفير المختطف". وحول توتر العلاقة بين وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والحكومة الإسرائيلية، قالت صحيفة (الدستور)، إنه "للمرة الثانية خلال أسبوعين فقط، تصدر عن كيري، تصريحات مثيرة لغضب الإسرائيليين: المرة الأولى، عندما حمøل حكومة نتنياهو القسط الأوفر من المسؤولية عن فشل مهمته، قبل أن تعود ناطقة أمريكية لتوضيح الأمر بما يؤكده، ولا ينفيه (...) والمرة الثانية، عندما حذر من تحول إسرائيل إلى نظام أبارتيد إن هي فشلت في تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره في دولة مستقلة، لتصبح هي نفسها، دولة المواطنة المتعددة الدرجات". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الرأي) أنه "كان على كيري ألا يبادر لنفي ما نõسب إليه من أن إسرائيل بمواقفها من مفاوضات السلام مع الفلسطينيين تحول نفسها إلى دولة فصل عنصري فهذه نصيحة ثمينة، ذلك أن إصرار الإسرائيليين على اعتراف الفلسطينيين بدولتهم هذه دولة يهودية، سيكون وبالا على الأجيال الإسرائيلية المقبلة إذا تحولت منطقة الشرق الأوسط كلها إلى دولة إسلامية، كرد فعل منطقي عندما تصبح إسرائيل دولة يهودية". وفي السودان، انصب اهتمام الصحف، أساسا، على المفاوضات المتواصلة بأديس أبابا حول النزاع الخاص بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وهكذا كتبت صحيفة (الرأي العام) أن الوفد الحكومي والحركة الشعبية (قطاع الشمال) "لم يتفقا بعد على شيء (...) موقف الحركة الشعبية من المفاوضات زئبقي كما بدا للحاضرين في المفاوضات، ذلك أنه في الوقت الذي تمت فيه الموافقة، أول أمس، على اتفاق الإطار وظن الوسطاء والوفد الحكومي وكل المتتبعين أن كل شيء على ما يرام، وتهيأ المسرح لتوقيع اتفاق الإطار كما تشتهيه الحركة، فاجأت الأخيرة الجميع بموقف تفاوضي جديد من خلال إقحامها الجبهة الثورية ضمن المفاوضات". وعبرت صحيفة (السوداني)، من جهتها، عن اعتقادها بأن هذه المفاوضات "لن تصل إلى أي اتفاق يمكن تطبيقه على أرض الواقع حتى ولو استمرت إلى يوم الدين في هكذا ظروف"، موضحة أن الأمر هنا "لا يرجع لشخوص المفاوضين ولكن لأن المفاوضات تجري في زمن (...) يموج بالمتحركات الداخلية والإقليمية والدولية. زمن تعوزه الثوابت التي يجب أن يتوفر الحد الأدنى منها بالنسبة لأي مفاوضات لكي يبنى عليها التفاوض". وأكدت صحيفة (الصيحة) أن الحركة الشعبية (قطاع الشمال) "لا ترغب في تحقيق السلام لأن لها أهدافا وغايات لا تعني الشعب السوداني بل تخدم أجندة خارجية معلومة ومرسومة بدقة، وبات جليا وبما لا يدع مجالا للشك أن الحركة الشعبية ومعها الجبهة الثورية، ما هي إلا مخلب قط للقوى الصهيونية الغربية، لذلك ينبغي على الحكومة التفاوض مع أهل المنطقتين فقط للوصول إلى السلام المنشود والاستقرار الحقيقي". وتطرقت صحيفة (الخرطوم) إلى العلاقات السودانية الأوغندية، ملاحظة أن هذه العلاقات "مازالت مذبذبة بسبب عوامل داخلية، من بينها الأوضاع الاقتصادية داخل أوغندا التي جعلتها تنظر بعين الطمع تجاه دولة جنوب السودان الغنية بالنفط، يضاف إلى ذلك ما تقوم به كمبالا من دور هام بالنسبة لسلفاكير لمساعدته في فك الارتباط عن السودان الشمالي". أما صحيفة (الصحافة) فاهتمت بإحالة محكمة مصرية أوراق 673 من معارضي الانقلاب من بينهم المرشد العام للإخوان المسلمين إلى المفتي تمهيدا لإعدامهم، مبرزة أن قرار المحكمة قوبل بتنديد دولي واسع ورفض محلي وسط تحذيرات من انعكاساته الخطيرة على سمعة القضاء في مصر، كما يشكل القرار دعما حيويا لحملة القمع التي تشنها الحكومة الجديدة ضد المعارضة من كل الأطياف. وفي اليمن، تركزت اهتمامات الصحف على تطورات الحملة التي يشنها الجيش ضد مواقع تنظيم (القاعدة) في جنوب البلاد، ونتائج اجتماعات الدورة السابعة لمجموعة أصدقاء اليمن أمس في لندن. وأوردت صحيفة (الثورة) في هذا الصدد مضمون الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس في كلية الشرطة بصنعاء حول مواجهة اليمن للإرهاب، حيث أكد أن "اليمن يتعرض لمؤامرات وهناك من يريد إغراقه بالإرهابيين"، مشيرا بالخصوص إلى أن "70 في المائة من تنظيم القاعدة أجانب"، والى أن "خسائر اليمن من الإرهاب كبيرة (...) بحيث أن 34 شركة نفطية وغازية توقفت عن العمل في البلاد بسبب الإرهاب". أما من حيث الحصيلة الميدانية فتحدثت صحيفة (اليمن اليوم) عن مقتل وإصابة 23 جنديا وأسر 8، ومصرع 8 من (القاعدة) بينهم عناصر قيادية، بينما تحدثت صحيفة (الأولى) عن "حرب كبرى في أبين وشبوة" قتل فيها 3 جنود و5 من (القاعدة) من بينهم القيادي المدعو أبو القعقاع، في حين أبرزت صحيفة (أخبار اليوم)، "مقتل العشرات من الجنود والمسلحين، وتدمير آليات عسكرية في المعارك التي دارت بين الجيش والقاعدة في أبين وشبوة. وحول مؤتمر أصدقاء اليمن، أشارت صحيفة (الثورة) إلى أن مؤتمر لندن شكل لجنة تسيير وثلاث فرق لدعم الانتقال السياسي والإصلاح الاقتصادي في اليمن، كما أشارت إلى أن الرئيس هادي أعرب، في الكلمة التي وجهها إلى الرئاسة المشتركة للمجموعة، عن الأمل في أن تواكب الآلية الجديدة التي تبنتها المجموعة "خطوات الإصلاحات وآليات تنفيذ المشاريع". وأكدت صحيفة (أخبار اليوم)، من جهتها، أن أصدقاء اليمن "اتفقوا على هيكلة جديدة لعملهم ودعوا الحكومة اليمنية إلى وضع جدول زمني واضح لإجراء الاستفتاء والانتخابات"، كما شددت وبالبنط العريض، على مطالبة المجموعة الحكومة اليمنية بالإسراع في "رفع الدعم عن النفط وإصدار قانون مكافحة الإرهاب". ونقلت الصحيفة نفسها عن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي قوله إن اجتماع أصدقاء اليمن "حقق نجاحا في إعادة هيكلة وتطوير أسلوب عمله"، معتبرا أن "الأوضاع الإنسانية في البلاد لم تحظ بالاهتمام الكافي من طرف أصدقاء اليمن، لانشغالهم بالعملية السياسية وحرصهم على نجاح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، متجاهلين أن الخطر الحقيقي على مخرجات المبادرة يتمثل في طريقة الحفاظ على نتائجها وضمان استدامتها".