اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، بعدد من المواضيع منها على الخصوص، المصالحة الوطنية الفلسطينية، والانتخابات الرئاسية بلبنان، وإعلان وزير الخارجية القطري عن انتهاء الاختلاف في وجهات النظر بين دول مجلس التعاون الخليجي، والمفاوضات حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الجارية بأديس أبابا، والأوضاع الأمنية باليمن ومصر. وهكذا اهتمت الصحف الأردنية بملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، عقب توصل منظمة التحرير وحركة (حماس) لاتفاق ينهي حالة الانقسام بينهما. ففي مقال بعنوان "مصالحة الفرصة الأخيرة والوقت الضائع"، تساءلت صحيفة (الرأي) عما يعنيه هذا الاندفاع الفلسطيني في اتجاه المصالحة، وهذا الحراك القوي المفاجىء نحو انهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس¿.. وقالت إن "الثابت أن السلطة الفلسطينية، بقيادة فتح، في وضع حرج مصيري تحتاج فيه الى خيار بديل، خصوصا بعد تلويح الرئيس محمود عباس الالتزام بالسقف المحدد الذي يشكل الخط النهائي لمسيرة التفاوض العبثي، إضافة إلى التلويح بحل السلطة وتسليم المفاتيح لقوات الاحتلال، وهو القرار أو الخيار الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، والذي أغضب وأربك الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية". وأضافت أن "حركة حماس تواجه، في المقابل، أزمة وعزلة، إضافة الى الحصار الظالم الطويل. وقد زادت مخاوف قادة حماس نتائج سلسلة الازمات، التي تواجهها جماعة الاخوان المسلمين في البلاد العربية والغربية نتيجة انحياز بعض الفصائل التابعة لها او المنضوية تحت جناحيها الى العنف والعمل المسلح في اكثر من بلد عربي. هذه السياسة الخطيرة تلقي بظلالها على حركة حماس وعلاقاتها مع معظم الانظمة العربية. لذلك رأت حركة حماس، كما حركة فتح، أن الخلاص الوحيد المتاح يكمن في الطريق إلى المصالحة". ومن جهتها، كتبت صحيفة (السبيل) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، غاضب على الرئيس محمود عباس، ويقول إن عليه الاختيار بين السلام مع حماس والسلام مع إسرائيل، و"بقدر ما في هذا الموقف من وقاحة، فهو يحمل ضمنا أهمية المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، ويؤكد أن لم الشمل هذه المرة جدي". وأضافت أن "تقسيم فلسطين إلى دويلتين في غزة والضفة الغربية كان الكارثة الأكبر في تاريخ القضية الفلسطينية بعد النكبة والنكسة، وإذا كان دحر الاحتلال مسألة معقدة، فليس أبسط من توحيد فلسطين. وكثيرة هي الاتفاقيات التي لم تنفذ بين الطرفين، ولكن ترف استمرار الوضع الراهن سيحمل أضرارا تاريخية لا يمكن تداركها في المستقبل، و"لهذا فأملنا أن تتكرس المصالحة على أرض الواقع، وتعود فلسطين لتتصدر قضايا العالم". وفي لبنان، اهتمت الصحف بتداعيات الجلسة الأولى للبرلمان التي خصصت لانتخاب رئيس للجمهورية، وفشلها في ذلك مع تحديد موعد الأربعاء المقبل للدورة الثانية. فتحت عنوان "جعجع يتصدر مرشحي الدورة الأولى و8 آذار تلعب (الورقة البيضاء)" كتبت (المستقبل) "في مشهد جديد من مسلسل خيبة المراهنين على تشتت صفوفها، أثبتت قوى الرابع عشر من آذار أمس أن عقدها عصي على الانفراط بل هو لا ينفك يتماسك ويلتف حول المبادئ والقضية عند الاستحقاقات المفصلية... هكذا بدت الصورة في الدورة الأولى من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية مع ذهاب تحالف 14 آذار إلى الجلسة بمرشح واضح وحيد بخلاف فريق 8 آذار" الذي اكتفى بالتستر خلف (الورقة البيضاء). أما (السفير) فاعتبرت أنه وبعد انتهاء "مسرحية" الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية "وفق السيناريو الذي رسم لها، فإن السؤال المطروح الآن هو الى أين¿ "، موضحة أن "أغلب الظن، أن الإجابة ستظل معلقة حتى إشعار آخر في الأفق الغامض والضبابي للاستحقاق الرئاسي، باعتبار أن أحدا من المعنيين بهذا الاستحقاق في الداخل والخارج، لا يملك كل أجزاء الصورة المبعثرة التي تتوزع نتفا هنا وهناك". وأشارت إلى أنه و"إزاء الافتقار الى الوضوح في الرؤية، والنقص في المعطيات الصلبة، تكثر الاجتهادات المتضاربة الى حد التناقض، إذ يجزم بعضها بحتمية الدخول الى حقبة (الفراغ) في 25 آيار/ماي المقبل مع مفعول رجعي بدأ منذ بعد ظهر أمس، لغياب قوة الدفع الخارجية وعدم نضج الصفقة الرئاسية حتى الآن بين عواصم القرار، وما الإصرار على تشكيل الحكومة الائتلافية إلا كي تملأ هذا الفراغ المتوقع". ومن جهتها، قالت (الأخبار) إن "موعد 23 أبريل انقضى. في أحاديث أعضاء مختلف الكتل النيابية، إجماع على أن جلسة أمس ستبقى وحيدة، إلى أن يكون التوافق على اسم رئيس الجمهورية الجديد. لن يتأمن النصاب. لم يعد مهما كيف. هل سيأخذ تحالف 8 آذار (التيار الوطني الحر) على عاتقه أمر تطيير النصاب¿ أم أن التحركات المطلبية ستتكفل بمنح الذرائع لمن يريد التغيب عن جلسة الانتخابات الرئاسية المقبلة التي دعا نبيه بري إلى عقدها يوم 30 أبريل ¿". وفي قطر، اهتمت الصحف بالتطورات التي تشهدها أزمة سحب السعودية والإمارات والبحرين سفرائهم من الدوحة، في ضوء إعلان وزير الخارجية القطري، خالد العطية، أمس الأربعاء في الكويت، عن "انتهاء الاختلاف في وجهات النظر بين دول مجلس التعاون الخليجي". وهكذا، اعتبرت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن مثل هذه الاختلافات في الرؤى "إنما هي مجرد سحابة صيف عابرة وزوبعة في فنجانº ولن تسمح لها حكمة وحنكة القادة بأن تعمق أي خلاف يهدد بنيان البيت الخليجي الواحد"، مشددة على أن الدوحة "رفضت عندما لاحت بوادر الاختلافات في الأفق الانجرار وراء ردود الأفعال، حرصا منها على مسيرة مجلس التعاون، وإيمانا من قيادتها بأن كل خلاف مهما امتد أو طال إلى زوالº وأن الأبقى هو الروابط المتينة ووشائج الدم والقربى التي تجمع شعوب دول مجلس التعاون". وأضافت الصحيفة أن الدوحة "كانت وما زالت سباقة في دعم أي خطوة من شأنها تعزيز مسيرة هذا المجلس ليبقى قويا محافظا على زخمهº والتي كان آخرها ما طرحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بخصوص فكرة تحويل المجلس الى اتحادº حيث سارعت قطر بالترحيب بالفكرة واعلنت دعمها لها...". ومن جهتها، ترى صحيفة (الراية) أن تأكيد خالد العطية على أن دول مجلس التعاون الخليجي قد توصلت إلى تفاهمات "جاء ليضفي مزيدا من الشفافية بعد أن حاولت بعض وسائل الاعلام الاصطياد بالماء العكر وأن تفتح منفذا لها في اختلاف وجهات النظر هذه بغية تأجيجها وتحويلها إلى خلافات بين دول شقيقة عاشت وتعيش على مبدأ واحد وهو عدم المساس بسيادة أي دولة". وشددت الصحيفة على أن تصريحات العطية "تعكس حرص دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا على دفع المسيرة المشتركة لدول المجلس إلى الأمام وأن هذه التأكيدات تدحض وجود إملاءات أو شروط باعتبار أن آلية الرياض التي توصل إليها الوزراء كانت واضحة ولا تحتاج إلى شرح أو تأويل لأن ما بين الإخوة الخليجيين الكثير من مسارات التلاقي". في الشأن الفلسطيني، رحبت صحيفة (العرب) بإعلان حركتي (حماس) و(فتح) عن المصالحة وإنهاء مرحلة الانقسام، واعتبرته "انجازا تاريخيا وانتصارا لإرادة الفلسطينيين ودعما حقيقيا لقضية العرب الأولى التي تستمد قوتها من الوحدة الفلسطينية ومن ثم العربية"، مبرزة أن قادة (حماس) و(فتح) "قد أثبتوا، بروح الوحدة والمسؤولية التي عملوا بها خلال جلسات الحوار، أن فلسطين أكبر من أي خلاف وانقسام، وأن قضية العرب المحورية تتطلب أولا وحدة البيت الفلسطيني وتكاتفه وتعاضده، بعيدا عن الانقسامات التي لا تفيد إلا إسرائيل وأعداء الحقوق العربية ". وأعربت الصحيفة، في افتتاحيتها، عن يقينها بأن تأكيد قادة (حماس) و(فتح) على الالتزام بما جاء في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة "سيشكل ضمانة لتعزيز المصالحة وتحقيق مزيد من التقارب في الرؤى والأفكار لمصلحة القضية الفلسطينية التي تنتظرها تحديات كثيرة بعد تجاوز أزمة الانقسام". وفي السودان، واصلت الصحف اهتمامها بالمفاوضات الخاصة بالنزاع المرتبط بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الجارية بأديس أبابا، إذ لاحظت (اليوم التالي) أن "مواقف الطرفين تباعدت واتسعت شقة الخلاق بينهما في ظل تمترس كل طرف حول موقفه التفاوضي في أعقاب جلسة استمرت أربع ساعات بالعاصمة الإثيوبية"، معربة عن اعتقادها بأن "أكثر ما يمكن توقعه من هذه الجولة هو هدنة عسكرية مؤقتة تسمح بوصول المساعدات إلى الأبرياء المنكوبين في مناطق الحرب". وقالت صحيفة (الخرطوم) إن المفاوضات انطلقت "وسط مواقف متباعدة إن لم تبد متمترسة في ذات المربع القديم خاصة في ظل تمسك القطاع بموقفه في أن ينظر منبر أديس أبابا في قضايا السودان كلها، الشيء الذي يعني تجريد الآخرين من حق النظر فيها ومن التوافق عليها ومن تم فرض وصاية على الساحة السياسية كلها، ثم إن الإصرار على الخطوة معناه نقل الحوار الوطني إلى ساحة خارجية، وهذا ما لم يقبل به أحد في الساحة السياسية الداخلية". أما صحيفة (الرأي العام) فاعتبرت أن الجولة الجديدة من المفاوضات "تجري وسط أجواء إيجابية (...) وأن وفدي التفاوض اتفقا أمس على تكوين لجنة ثلاثية مشتركة تضم ثلاثة أعضاء من كل طرف، إضافة إلى رئيسي الوفدين"، بهدف مناقشة "المحاور الأساسية الثلاثة أي المحور الإنساني والمحور الأمني والمحور السياسي". ومن جهة أخرى، تحدثت صحيفة (الصحافة) عن إعلان وزير الدفاع الإثيوبي توقيع بلاده اتفاقيات مع 14 دولة بالمنطقة بهدف حماية الحدود المشتركة وتجنب أي هجوم محتمل ضد سد النهضة، مبرزة أن هذا السد الضخم الذي تتمسك أديس أبابا بضرورة بنائه، رغم تخوفات مصر التي ظلت تسيطر على مياه نهر النيل لفترة استمرت أجيالا، ربما يسهم في تحويل واحدة من أفقر دول العالم إلى مركز إقليمي لتوليد الكهرباء من المصادر المائية. وعلى صعيد آخر، اهتمت صحيفة (الانتباهة) بانعقاد منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، منذ أمس باستانبول، ملاحظة أن " المشاركة والالتزام بالقضية الفلسطينية في هذا المنتدى من المفكرين والصحافيين والإعلاميين من أوروبا وأمريكا وبلدان قارة آسيا ودول إفريقية ، فاق اهتمام الإعلام العربي خاصة الإعلام الرسمي للحكومات والأنظمة، وتلك محنة كبيرة من أزمات العالم العربي الذي تراجعت فيه القضية الفلسطينية في ترتيب أجندة الحكومات والأنظمة والشارع العربي". وفي اليمن، أبرزت الصحف مضمون كلمة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي ألقاها أمس خلال رئاسته لاجتماع استثنائي للجنة الأمنية والمجلس الأعلى، محاولة استجلاء دلالاتها بالنسبة لمستجدات الحياة السياسية للبلاد. وشددت صحيفة (الثورة) على قول الرئيس "ان العمليات البطولية للجيش والأمن ضد تجمعات الإرهابيين حققت انتصارا قويا"، وأشارت الى توجيهه بالإسراع في "تنفيذ المرحلة النهائية من مشروع البصمة والصورة (الهوية الالكترونية) لتنظيف سجلات الراتب من الازدواج الوظيفي"، و"تكثيف الاتصالات مع الاشقاء والأصدقاء في مؤتمر أصدقاء اليمن ووضعهم في صورة الأوضاع الراهنة". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الاولى) ان وضع الامن والاقتصاد في اليمن أخرجا الرئيس هادي عن صمته، خلال رئاسته الاجتماع الاستثنائي للجنتين الاقتصادية والأمنية، حيث وجه الوزراء بسرعة التحرك لإنقاذ البلد، مشيرة الى أن محافظ البنك المركزي أكد للمجتمعين أن الأوضاع المالية للبلد بحاجة الى معالجة جدية. أما صحيفة (اليمن اليوم) فاعتبرت أن في الأمر "شد حبل" بين الرئيس عبد ربه هادي و"الاخوان" (أي حزب الإصلاح الإسلامي المشارك في الحكومة)، معتبرة أن الرئيس "وجه بتنفيذ نظم البصمة لتهديد وظائفهم المزدوجة"، بينما "يلوح الاخوان بالدعوة الى انتخابات رئاسية". وفي المقابل، اكتفت صحيفة (أخبار اليوم)، المحسوبة على الإسلاميين، بالإشارة الى قول الرئيس "ان أزمة البنزين التي تعرفها البلاد مفتعلة"، والى كشفه النقاب عن مقتل أكثر من 60 عنصرا "من بينهم قيادات بتنظيم القاعدة". وأبرزت الصحيفة من جهة أخرى مطالبة حزب الإصلاح بالإسراع في انجاز الدستور الجديد والسجل الانتخابي الإلكتروني، واعتباره أن "أهداف أزمة المشتقات النفطية باتت مفضوحة ومكشوفة"، كما تطرقت الى توجه لجنة رئاسية الى صعدة لمفاوضة الحوثيين على نزع السلاح لكنها قللت على لسان "مراقبين" من جدية السلطة في هذا المسعى، واعتبرت ان مهمة هذه اللجنة "إنقاذية للحوثيين قبيل اجتماع مجلس الامن ولجنة العقوبات". وفي مصر، اهتمت الصحف بقرار الولايات المتحدة القاضي بتسليم مصر مجموعة من طائرات "أباتشي"، كما تناولت الوضع الأمني في البلاد. فتحت عنوان "أمريكا تتراجع وتسلم مصر طائرات الأباتشي"، كتبت يومية (الأهرام) أنه "بعد اجتماع مغلق بين وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، واللواء محمد فريد التهامي، مدير جهاز المخابرات العامة في العاصمة الأمريكية، أمس الأول، قررت الولايات المتحدة تسليم مصر 11 طائرة هيلوكوبتر هجومية من طراز أباتشي، لتعزيز جهودها في مكافحة الإرهاب". وفي الموضوع ذاته، خصصت يومية (الشروق) مقالها الرئيسي الذي حمل عنوان "أمريكا تتراجع .. وتسلم الأباتشي لمصر"، حيت قالت بأن "البنتاغون قرر تسليم الطائرات للقاهرة لدعمها في حرب الإرهاب"، كما أوردت الصحيفة، استنادا لما أسمته بمصدر مطلع، أن "قرار تسليم المروحيات اعتراف بمكانة مصر وبخارطة الطريق". وتوزع اهتمام الصحف المصرية بالشأن الأمني بين اغتيال عميد شرطة وضابط أمن في حادثين منفصلين يوم أمس من جهة، ومن جهة أخرى بالمظاهرات وأحداث العنف التي عرفتها بعض الجامعات المصرية والتي يتهم فيها الطلبة المنتسبون لجماعة الإخوان المسلمين.