اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين بتطورات القضية الفلسطينية وبالأوضاع الداخلية في كل من مصر واليمن ومفاوضات حل جانب من مظاهر النزاع في السودان. وهكذا اهتمت الصحف الأردنية باتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية وانعكاساته على مفاوضات السلام، في ضوء الرفض الإسرائيلي التعامل مع حكومة الوحدة الفلسطينية المرتقبة، ما لم تعترف حركة (حماس) بالدولة العبرية. وتساءلت صحيفة (الرأي) "هل تصريحات الرئيس محمود عباس يوم السبت الماضي، التى أعلن فيها أن الحكومة الائتلافية التى ستشارك فيها حماس سوف تعترف بإسرائيل هي تعبير عن روح هذا الاتفاق، الذي بموجبه ستصبح حماس جزءا من حالة المفاوضات التي مضى عليها 23 عاما بلا أية نتائج جوهرية¿". من جهتها، كتبت صحيفة (الدستور) أنه "بسرعة لا تتطلبها اللحظة الفلسطينية الراهنة، أعلن الرئيس محمود عباس أن حكومة الوحدة الوطنية ستعترف بإسرائيل، وكأنه يريد أن يثبت لاسرائيل أن المصالحة الفلسطينية لا تتناقض مع مصالح إسرائيل، في رسالة تطمين تفتقر إلى الضرورة السياسية لأن إسرائيل ببساطة تعرف مصلحتها جيدا، وتعرف أن الفرقة الفلسطينية مصلحتها الاستراتيجية، فلمن التطمين والتصريح". وأضافت أن "حكومة الوحدة الوطنية لديها ملفات عالقة وأجواء مسمومة تحتاج إلى جهد كبير لتجاوزها، وليس من أولوياتها الاعتراف ب(إسرائيل)، رغم أنه موجود ضمنا ولا يحتاج الى تأكيد او تصريح علني، فهو تحصيل حاصل ولم نسمع أن حكومة فلسطينية تشكلت منذ عودة السلطة الوطنية وقدمت هذا الاعتراف، فلماذا توريط الحكومة المنشودة بتصريح لا تحتمله الحالة الفلسطينية المترنحة أساسا على حبلي الربيع العربي والانقسام الفلسطيني¿". كما واصلت الصحف القطرية تسليط الضوء على تداعيات المصالحة الفلسطينية،حيث جاء في مقال لصحيفة(العرب) حول قراءتها لموقف اسرائيل و الولاياتالمتحدة الرافض لاتفاق المصالحة،أنه"كان متوقعا أن يعتبر الإسرائيليون والأميركيون أن اتفاق حركتي (فتح) و(حماس) خطوة سلبية بالنسبة إليهم"، مضيفة "ماذا فعلوا بÜإيجابية الخلاف والانقسام طالما أنهما مناسبان، لم يستطيعوا إنجاز السلام عندما كان الشعب موحدا، وأجهزوا على كل سلام وعلى حل الدولتين بعدما انقسم، ولا يعني ذلك سوى أنهم لا يريدون حلا ولا سلاما في كل الأحوال". وأبرزت صحيفة (الشرق) القطرية ، من جهتها أن المصالحة الوطنية الفلسطينية،التي أقرت في غزة مؤخرا،"تمثل تطورا إيجابيا مهما لإعادة رص الصف الفلسطيني،وتوحيد الرؤى حول تحديات المرحلة وإفرازاتها الجديدة ، خاصة مع تراجع تل أبيب عن التزاماتها بالمضي في إكمال مرحلة التفاوض مع الجانب الفلسطيني كعقاب لهم على تلك الخطوة التصالحية". وتناولت الصحف القطرية أيضا وضع العمال الاجانب الذي أضحى في الآونة الأخيرة محل اهتمام دولي،حيث أكدت صحيفة ( الراية) على أن دولة قطر "فوق كل الشبهات لأنها اعتبرت أن قضية العمال والمعايير المتخذة في الدولة تجاههم من صحة ورعاية ورواتب وإسكان هي مسؤولية حكومية في المقام الأول ، وأن الأوضاع القانونية للعمالة الوافدة بالدولة شهدت تطورا إيجابيا في مجال حماية وصيانة حقوق العمال بالتزامها بالمعايير الدولية التي وضعتها منظمة العمل الدولية". من جانبها، قالت صحيفة (الوطن) إن إشادة برنت هارولد ويلتون الأمين العام لمنظمة أصحاب العمل الدولية بجنيف بالجهود الحثيثة التي تبذلها دولة قطر في مجال حقوق العمال "جاءت لتدحض كل ما سبق أن طرح من مزاعم لا أساس لها من الصحة ، وتجافي الواقع جملة وتفصيلا". وتركز اهتمام الصحف اليمنية على تخليد الحراك الجنوبي لذكرى الحرب التي شهدها اليمن بين الوحدويين والانفصاليين سنة 1994، وعلى الاستعدادات الجارية لعقد الدورة السابعة لمجموعة أصدقاء اليمن غدا في لندن. وابرزت صحيفة (الاولى) تحت عنوان "الحرب.. جرح الجنوب المفتوح"، تجمع "حشود في عدن والمكلا لإحياء ذكرى اعلان حرب 94 ووضع أكاليل زهور على أضرحة أول ضحايا الحراك السلمي"، ونسبت للحراك المشارك في الحوار الوطني تذكيره بأنه "في مثل هذا اليوم أعلنت الحرب على الجنوب في ميدان السبعين بصنعاء، وكان ذلك انقلابا على الوحدة وبداية مرحلة السيطرة لمنطق القوة". وتحت عنوان "فعالية حاشدة للحراك بنكهة حضرمية" كتبت صحيفة (اليمن اليوم) المقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ان مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شهدت أمس "فعاليات جماهيرية غير مسبوقة للحراك الجنوبي ... حيث أحيى عشرات الالاف من أنصار الحراك ذكرى حرب الانفصال 27 أبريل 94"، وأبرزت في هذا السياق قول الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد في تصريح أمس "انه لا يمكن للرئيس هادي أو غيره النأي عن أدوات الرئيس صالح في الحكم". أما صحيفة (أخبار اليوم) المحسوبة على حزب الإصلاح (إسلامي مشارك في الحكومة) فنسبت لÜ "مراقبين" قولهم ان حشود المكلا "تعكس فشل السلطة في الجنوب وتمثل انكشافا للرئيس (هادي) ورسالة سلبية للخارج". وذكرت أن علي سالم البيض، نائب الرئيس اليمني السابق وزعيم فصيل انفصالي في المنفى، "أعلن موعد الزحف الأكبر على عدن"، في حين اعتبر قيادي حراكي آخر هو حسن باعوم "الأقاليم مشروع شيطاني معروف". وأبرزت الصحيفة من جهة أخرى وصف القيادي الجنوبي السابق ورئيس وزراء اليمن في عهد الوحدة، حيدر أبو بكر العطاس، نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل في بلاده ب"المتاح الممكن"، معتبرا أنه ب "الإمكان البناء على تلك النتائج مستقبلا"، مشيرة الى ان العطاس أدلى بهذه التصريحات عقب لقاء جمعه بالأمين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة نبيل العربي أمس. أما صحيفة (الثورة) فانفردت بالحديث، على صدر صفحتها الأولى، عن الاستعدادات الجارية لعقد الدورة السابعة لمجموعة أصدقاء اليمن غدا في لندن، مشيرة الى أن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ سيفتتح هذا المؤتمر الذي ستكون رئاسته ثلاثية (بريطانية سعودية يمنية)، ونقلت الصحيفة اليمنية الرسمية في هذا الصدد عن السفيرة البريطانية في صنعاء قولها "إن المجموعة ستبين بوضوح دعمها للشعب اليمني". أما الصحف السودانية فاهتمت بصفة خاصة بالمفاوضات المتواصلة بأديس أبابا حول النزاع الخاص بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق،حيث كتبت صحيفة ( المجهر السياسي) في هذا الصدد أن " المفاوضات الجارية الآن لا تزال عند نقطة الصفر ولم تحقق أي تقدم ولا ينتظر منها الوصول لاتفاق حتى على أجندة التفاوض أو جدول الأعمال لتباعد المسافات وتضارب المواقف وتعنت المفاوضين وفشل الوسطاء في حمل الأطراف على المضي قدما في طريق السلام كما كانت تفعل هيلدا جونسون في مفاوضات نيفاشا". وأكدت صحيفة ( السوداني) أن " الجولة الجديدة من المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال ما هي إلا مجرد نسخة مكررة من الجولة السابقة ، حيث لايزال الطرفان يتأبطان أجندتهما القديمة في الجولة الجديدة . الموقف الآن أقرب إلى الإنهيار والوساطة الإفريقية كما المرات السابقة تبحث عن ما ينفخ الروح في الجولة الجديدة خاصة أن المهلة التي منحت من مجلس الأمن الدولي لحل قضية النيل الأزرق وجنوب كردفان قاربت على النهايات". وتوقفت صحيفة ( الانتباهة ) عند التحاق رئيس حزب ( الاصلاح الآن ) غازي صلاح الدين بالمفاوضين بأديس أبابا أمس بدعوة من ثامبو مبيكي رئيس الآلية الإفريقية ، معربة عن اعتقادها أن وجود هذا السياسي السوداني" سوف يعزز من فرص نجاح المفاوضات خاصة وأنه يمتاز بحنكة وكاريزما إقناع الأطراف خاصة وأنه كان ممسكا في وقت من الأوقات بملف المفاوضات عندما كان مستشارا للرئيس لشؤون السلام ثم ملف قضية دارفور ومفاوضات الدوحة، وقبلها المفاوضات حول قضية جنوب السودان،وأنجز اتفاق ميساكوش وشارك بفعالية في نيفاشا". واهتمت صحيفة ( الخرطوم) على صعيد آخر بمصالحة الفلسطينيين فيما بينهم، مبرزة أن الشارع العربي والسوداني على وجه الخصوص ، الذي تربطه بالقضية العربية المركزية ( فلسطين) تاريخ طويل من النضال المشترك ، استقبل نبأ الوحدة الفلسطينية بفرحة حقيقية أعادت للإنسان العربي عزته وكرامته التي عبر عنها في العديد من المواقف ". وأوردت صحيفة ( التغيير) في السياق ذاته تصريحات لصائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، رفض فيها اتهام إسرائيل لحركة حماس بأنها منظمة إرهابية وذلك عقب توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس ، وشدد على أن الحكومة الفلسطينية تتعامل مع حماس كفصيل سياسي،وأن الاحتلال هو النموذج الأعلى للإرهاب. أما الصحف المصرية فخصصت مقالاتها الرئيسية لتسليط الأضواء على الأوضاع الأمنية في البلاد،إضافة إلى مستجدات الممهدة للانتخابات الرئاسية المقرر لها نهاية الشهر القادم. وفي هذا السياق أوردت يومية(الأخبار) مقالا بعنوان "الإرهابيون ينتهكون حرمة بيوت الله"،مشيرة إلى أن الجيش المصري أقدم أمس،الأحد، على هدم 6 فتحات أنفاق تم اكتشافها داخل مسجد في مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية مع قطاع غزة. وتطرقت يومية(الجمهورية) للزيارة المفاجأة التي قام بها وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم،أمس إلى محافظة القليوبية حيث قام بتفقد مجموعة من نقاط الإرتكاز الأمني،كما صرح قائلا"لن نتراجع عن القضاء على الإرهاب .. مهما كانت التضحيات". وخصصت يومية(الأهرام) المقال الرئيسي الذي تصدر صفحتها الأولى لاستعدادات مرشح الانتخابات الرآسية،وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي، الذي دعا المصريين إلى "المشاركة بكثافة في الانتخابات"،كما أوردت الصحيفة الإجتماع الذي عقده أمس مع وفد من المستثمرين في القطاع السياحي الذي يعرف أزمة خانقة منذ ثورة يناير 2011. أما زعيم التيار الشعبي،حمدين صباحي، وهو المرشح المنافس للسيسي في الانتخابات الرآسية، فقد خص يومية(الوطن) باستجواب صرح فيه بأن"شعبية السيسي تتراجع بانتظام،وأنه يتوقع موافقة خصمه على إجراء مناظرة بينهما".