اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأحد، بالأوضاع السياسية والأمنية في كل من اليمن ومصر، وبموضوعي اختطاف السفير الأردني في ليبيا والمصالحة الفلسطينية. هكذا اهتمت الصحف اليمنية بمستجدات الساحة السياسية، وكذا بالهجوم الذي شنته طائرة أمريكية بدون طيار أمس على سيارة يعتقد انها كانت تقل عناصر "تنظيم القاعدة" بمحافظة البيضاء، موردة أرقاما متضاربة حول عدد قتلى هذه الغارة. فقد نقلت صحيفة (أخبار اليوم) عن مصدر في الحراك الجنوبي قوله إن الرئاسة اليمنية تعكف حاليا مع عدد من قيادات المعارضة الجنوبية بالخارج على اجراء الترتيبات اللازمة لعودة عدد من القيادات المعرضة الجنوبية في الخارج، "بهدف حشد الحراك في الانتخابات القادمة لصالح الرئيس هادي". وأوضحت الصحيفة، المقربة من الإسلاميين، أن في مقدمة هؤلاء القادة الجنوبيين حيدر أبو بكر العطاس وصالح عبيد احمد، اللذان يحضران للعودة بالتنسيق مع الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، موضحة أن هذه القيادات أبلغت هادي استعدادها للعودة الى الجنوب بعد أن يتم ترتيب وضعها، خاصة في الجانب المتعلق بالسكن. وبخصوص الغارة الجوية، ذكرت صحيفة (الأولى) أن عدد قتلى هذه الغارة هو 15 ، من بينهم 12 من عناصر "تنظيم القاعدة"، و3 مدنيين كانوا على متن سيارة أخرى تواجدت بالصدفة في المنطقة، في حين ذكرت صحيفة (اليمن اليوم) أن عدد قتلى القاعدة هو 11 والقتلى المدنيين 4 ، مشيرة إلى إصابة 4 مدنيين آخرين أيضا في هذا الهجوم. أما صحيفة (الثورة)، فأكدت، استنادا لمصدر في اللجنة الأمنية العليا، أن عدد القتلى من عناصر القاعدة هم 10 أفراد، ومن المدنيين 3 أشخاص، مشيرة الى إصابة 4 مدنيين آخرين. وذكرت الصحيفة اليمنية الرسمية أن العناصر المستهدفة كانت تخطط لاستهداف منشآت حيوية مدنية وعسكرية بمحافظة البيضاء، ونقلت عن المصدر نفسه قوله إن "العناصر التي تم استهدافها في هذه العملية هي من العناصر الخطرة والقيادية في تنظيم القاعدة الإرهابي، وممن تبنت أعمال الدعاية والترويج للفكر التكفيري واستقطبت عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية". وفي مصر، واصلت الصحف مواكبة السباق الجاري نحو الانتخابات الرئاسية، فضلا عن تناولها للوضع الأمني في البلاد، وما أثاره فيلم"حلاوة روح" من جدل حول موضوع القيم في المجتمع المصري. فبخصوص الانتخابات الرئاسية المصرية، أبرزت صحيفة (الأخبار) تقديم زعيم "التيار الشعبي"، حمدين صباحي، لأوراق ترشحه، أمس السبت، للجنة العليا للانتخابات، ليصبح بذلك المنافس الوحيد لوزير الدفاع المستقيل، عبد الفتاح السيسي، حيث ذكرت الصحيفة بإغلاق "باب الترشح اليوم". ولذات الموضوع، خصصت يومية (الوطن)، مقالها الرئيسي في صفحتها الأولى، والذي حمل عنوان "السيسي وصباحي ينفردان بالرئاسة... ومرتضى منصور يتراجع بعد الاستخارة"، حيث أشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات الرئاسية في مصر ستكون"دون إعادة"، حسب مصادر اليومية، وذلك في إشارة إلى أن نتيجتها ستحسم في الدور الأول. وفي الشأن الأمني، تناولت الصحف حادث مصرع ضابط شرطة، مساء أول أمس الجمعة، نتيجة انفجار استهدف حاجزا أمنيا في ميدان لبنان، بمحافظة الجيزة(القاهرة الكبرى)، حيث قالت صحيفة (المصري اليوم) إن "الإرهابيين استخدموا خطة خداع جديدة"، فيما تطرقت يومية (الأهرام) إلى الجنازة العسكرية التي شيع بها الضحية إلى مثواه الأخير، والتي حضرها رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية المصريين. ومن جهة أخرى، سلطت الصحف الأضواء على الجدل الدائر حول فليم"حلاوة روح" الذي أدت فيه دور البطولة المغنية هيفاء وهبي، والذي أثار موجة من الجدل حول قضايا الأخلاق والقيم في المجتمع المصري، ودور الرقابة. وقد خصصت يومية (الجمهورية) خبرها الرئيسي لهذا الموضوع، والذي حمل عنوان "الفنانون يرفضون حلاوة هيفاء"، مشيرة إلى أن "رئيس الرقابة أصر على الفيلم رغم رفض الأعضاء"، بينما تطرقت صحيفة (اليوم السابع) إلى تطورات الجدال الذي صاحب هذا الفيلم والذي أفضى أمس إلى اجتماع ترأسه إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري. وفي الأردن، اهتمت الصحف بتطورات حادثة اختطاف السفير الأردني في ليبيا، فواز العيطان، والجهود التي تبذلها حكومة بلاده للإفراج عنه. فقد اعتبرت صحيفة (الدستور) أن على الحكومة الأردنية أن تقوم بتلبية شروط الخاطفين، وإجراء مبادلة، بإطلاق سراح أحد المحكومين الليبيين بالإعدام او المؤبد في الأردن، "لكننا لا نقولها ولا نريدها أن تتم على هذا الشكل من الابتزاز والضغط، ولا نريد الشرعنة لمثل هذه الأفعال الاجرامية، بل نتحدث عن قرار سياسي عام، كان وما زال واجبا على الحكومة أن تفعله، بغض النظر عن مسألة اختطاف السفير العيطان". وكتبت، في مقال بعنوان "تحرير العيطان بالعفو العام"، أن "الحل السياسي المطلوب يكمن في إصدار عفو عام عن المحكومين في الأردن، وهو استحقاق جرى التعارف عليه في تاريخ الدولة الأردنية ... وليس قرارا سياسيا خاطئا لو صدر العفو العام حسب شروط ما، علما أن موضوع العفو العام قيد النقاش قبل قضية اختطاف السفير، وهو حل سياسي منطقي لقضية السفير العيطان، دونما إذعان لشروط الخاطفين، وتفويت الفرصة بعدم تسجيل مثل هذا الخطأ السياسي، المتمثل بمبادلة سجين محكوم، بسفير تم اختطافه في بلد دمرتها الفوضى". ومن جهتها، قالت صحيفة (الغد) إن خلية أزمة داخل الدولة تعمل على مدار الساعة لمتابعة قضية السفير الأردني المختطف في ليبيا. ومن غير المتوقع أن تكشف المصادر الرسمية عن تفاصيل الاتصالات الدبلوماسية والأمنية، ولا المفاوضات التي تجريها مع الأطراف الليبية في هذا الموضوع، لأن ذلك سيكون ضارا بسير الاتصالات، وقد يؤخر أو يعيق الإفراج عن السفير العيطان. وأضافت، في مقال بعنوان "سفراء في خطر"، أن اختطاف سفير أو دبلوماسي على ما ينطوي من خطورة على حياته، هو في الوقت نفسه يضع حكومته تحت ضغط كبير، قد يدفعها أحيانا إلى القبول بتسويات لا تخدم المصالح العليا مقابل إنقاذ حياته. ينبغي على الحكومة أن تجنب نفسها هذا الإحراج، وتشرع على الفور في إجراء مراجعة شاملة لإجراءات حماية السفراء والدبلوماسيين الأردنيين في الخارج. وفي قطر، انصب اهتمام الصحف على ملف المصالحة الفلسطينية في ضوء زيارة الوفد الذي شكلته القيادة الفلسطينية لقطاع غزة خلال الأسبوع الجاري. وأكدت صحيفة (الراية) أن تطبيق المصالحة الوطنية الفلسطينية "ضمن اتفاق الرزمة الواحدة يجب أن يكون الهدف الأساس الذي تسعى إليه جميع الفصائل باعتبار أن ذلك يؤكد قدرة وإرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة التحدي الماثل أمامهم بسبب مخططات إسرائيل التي استفادت من الخلافات الفلسطينية وضعف الموقف الدولي وبدأت في التنصل من جميع التزاماتها وتعهداتها في مسعى لإعادة الأوضاع إلى مربعها الأول". وقالت الصحيفة "إنه ليس هناك خيار أمام القيادات الفلسطينية ، خاصة (فتح) و(حماس) والسلطة الوطنية في رام الله والحكومة المقالة في قطاع غزة إلا الدخول في حوار وطني جاد يحقق اتفاق الرزمة الواحدة حول جميع القضايا، ومن بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مسؤولة عن الترتيبات المتعلقة بالانتخابات التشريعية والبرلمانية، وتضع خريطة واضحة لعملية السلام بعيدة عن الاستغلال الإسرائيلي". وبدورها، كتبت صحيفة (الوطن) أن الأنظار تتجه إلى زيارة الوفد الذي شكلته القيادة الفلسطينية لقطاع غزة خلال الأسبوع الحالي"، معتبرة أن الزيارة تكتسب أهميتها من عدة اعتبارات منها أنه يؤمل أن تكون رأبا لصدع كان قد طال أمده، خاصة أن مهمة هذا الوفد تتمثل في تنفيذ اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة. وترى الصحيفة أن هذه الزيارة ونتائجها المتوخاة "تقدم للشعب الفلسطيني باب أمل يدحض النتائج التي تترتب على تعثر المفاوضات، باعتبار أن إعادة اللحمة قوية في البيت الفلسطيني باكورة مقتضيات ما بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود"، مؤكدة أن تشكيل حكومة التوافق الوطني، والاتفاق على تحديد موعد الانتخابات الفلسطينية العامة، أو البرلمانية والمجلس الوطني ورئاسة الدولة، إضافة إلى العمل على ضم كافة التيارات إلى المجلس الوطني الفلسطيني، "هو طور جديد ومأمول في هذه المرحلة الهامة والخطيرة من النضال الفلسطيني.