بين عبارة "إيوا مالو" التي قالها تعليقا على وفاة طالب جامعي خلال السنة المنصرمة، وبين جهْشه ببكاء حار لدى حضوره جنازة طالب آخر قبل أيام قليلة، نزع الكثيرون القناع عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لحسن الداودي، ولم يجدوا وصفا آخر يلخص الواقعتين سوى "النفاق". واغتاظ البعض من ردة فعل الوزير "الإسلامي" عند سؤاله قبل سنة، وتحديدا في يناير 2013، عن مقتل طالب جامعي يدعى قيد حياته محمد الفزازي، فما كان منه سوى أن رد مبتسما "إيوا مالو.." فيما يشبه الاستهانة بالحادث، بينما ذرف دموعا ساخنة أمام الملأ في كلمة تأبينية له عقب مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي المنتمي إبان حياته لمنظمة طلابية مقربة من حزب العدالة والتنمية الذي ينتسب إليه الداودي. المتأملون في ردتي الفعل لدى الوزير، الذي بات يلقبه البعض بالوزير "ذي الوجهين"، إزاء حدث متشابه يهم مقتل طالبين بنفس الجامعة، وجدوا الداودي قد بصم على "تمييز إيديولوجي مفضوح" اتجاه طالبين ينتسبان معا إلى جامعة مغربية أضحت تتسم بالعنف والتطاحن، وتشرف عليها وزارته، ويتقاضى عن ذلك راتبا ضخما من أموال الشعب. وليست العاطفة السخية وحدها التي تكرم بها وزير التعليم بُعيد مقتل الطالب الحسناوي، و"لا مبالاته" عند علمه بمقتل طالب شاب آخر ليس من "إخوانه"، من جعلت الداودي غير مرحب به عند الكثيرين، بل أيضا أوضاع عدد من الجامعات المغربية التي تعيش أزمات خانقة، ومن بينها جامعة القاضي عياض بمراكش، والذين سيحتج أساتذتها أمام وزارة الداودي في السابع من مايو المقبل. "زوج وجوه"..والعنف المتبادل في عدد من الجامعات، خاصة في كلية العلوم بفاس التي أصبح فيها فصيل طلابي معروف هو الآمر والناهي في السير اليومي للفضاء الجامعي، بالإضافة إلى استياء أطر وأساتذة بعض الجامعات الأخرى من طريقة تدبير الداودي لقطاع التعليم العالي..كلها عوامل ساهمت في أن يتأبط الداودي دموعه ليجلس القرفصاء في نادي النازلين بهسبريس هذا الأسبوع..ولو إلى حين.