أثار بكاء لحسن الداودي ، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في جنازة الطالب عبد الرحيم الحسناوي، جدلا واسعا على صفحات الموقع الاجتماعي الفيسبوك بسبب ما اعتبره البعض تمييزا من الوزير بين الموتى وتفضيلا بينهم على أساس الانتماء السياسي والحزبي . وأعاب فايسبوكيون مغاربة على وزير التعليم العالي حضوره جنازة الطالب الحسناوي رفقة عدد من وزراء وقياديي حزب العدالة والتنمية ، وتخلفه في المقابل عن الحضور لجنازات أخرى كان الراحلون فيها طلبة مغاربة لقوا حتفهم إما انتحارا أو بسبب تدخل أمني عنيف . وأعاد ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي تداول شريط فيديو قصير لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لحسن الداودي وهو يرد بشكل ساخر على سؤال لأحد الطلبة حول وفاة الطالب محمد الفيزازي بفاس السنة الماضية والذي شارك في إحدى المظاهرات الطلابية المطالبة بتحسين الخدمات التي يقدمها الحي الجامعي فاس سايس للطلبة، قبل أن يلقى مصرعه نتيجة إصابات خطيرة نتجت عن التدخل الأمني العنيف . وكان رد الداودي مختصرا إذ قال بلهجة ساخرة للسائل : «إيوا مالو، نتا كَالس تتسولني...». وهو الرد الذي أثار غضب رواد الشبكات الاجتماعية المغاربة ، الذين عبرت تعليقاتهم عن إدانتهم لذلك السلوك، الذي اعتبروه حينها "غير لائق" بشخص في منصب وزير التعليم الحالي، ودفعهم اليوم إلى المقارنة بين موقف الوزير من مقتل طالب لا ينتمي لحزبه وبين ردة فعله أمام مقتل طالب يشاركه نفس الانتماء السياسي. الناشط الفايسبوكي علي نايت علق على إعادة تداول فيديو موقف الداودي من مقتل الفزازي بالقول أن حكومة بنكيران هي " حكومة النفاق . حيت هاد الأخير ديال العدالة داكشي علاش . حتى حنا نقولوا لبنكيران قدر الله ما شاء فعل " . وقال الناشط نبيل بوعلا تعليقا على نفس الفيديو : " يا سادة في عالم السياسة يسقط خطاب التفاضل بين الاحزاب وفق معيار الاخلاق ..لافرق بين حزب واخر في المغرب الا بالكذب والمكر والقوة .والغاية تبرر الوسيلة " . ودعت طالبة من طنجة وزير التربية والتعليم إلى الكف عما وصفته ب" دموع التماسيح "، وتساءلت في نفس السياق " لماذا لم تذرفوا هذه الدموع بل والأدهى استهزأتم بوفاة الطالب القاعدي محمد الفيزازي سنة 2013 في مواجهات بنفس الجامعة والفيديو يشهد على ذلك. أم أنكم لا تجيدون إلا مبدأ انصر أخاك في منظمة التجديد الطلابي ظالما أو مظلوما ". في مقابل ذلك رأى ناشطون في لوم لحسن الداودي على حضوره لجنازة الحسناوي وبكائه فيها تدخلا في خصوصيات الوزير الذي حضر حسبهم إلى تلك الجنازة بصفته الانسانية لا السياسية ، معتبرين أن ترويج مقطع تعليق الداودي على مقتل الفزازي في هذا الوقت بالذات هو اصطياد في الماء العكر ومحاولة لخلق نقاش ثانوي ينسي الجميع الجريمة الجديدة في حق طلبة الجامعة . يذكر أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر شيع يوم أمس السبت بالراشدية ، جثمان الطالب عبد الرحيم الحسناوي، والذي وافته المنية صباح يوم الجمعة، بعد اعتداء مسلح تعرض له على يد فصيل النهج القاعدي، لواء "البرنامج المرحلي" حسب ما ذكرته منظمة التجديد الطلابي في بيان لها . وكان لحسن الداودي في مقدمة المشيعين لجنازة الحسناوي رفقة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران،، والوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي سمية بنخلدون وعدد من قيادات حركة التوحيد والإصلاح، ومن بينهم عمر بن حماد نائب رئيس الحركة، وامحمد الهلالي، وأوس الرمال عضوا مكتبها التنفيذي، وقيادات من حزب العدالة والتنمية، أبرزهم عبد الله بوانو وعبد العالي حامي الدين، وعبد الصمد الإدريسي، وخالد البوقرعي وخالد الرحموني.