هي المأساة التي تترصد المغرب مستقبلا في ظل الإهمال واللامبالاة للجهات المعنية والقطاعات الحكومية المشرفة عن البنيات التحتية للمغرب بأكمله . كان المغربي حين يستنشق رطوبة ريح الأمطار قادمة يقيم الاحتفالات والولائم لكون البلد ستعرف سنة فلاحية متميزة بفضل الأمطار التي تنعش الناطق والأبكم غير أننا تحولنا وبقدرة قادر إلى أناس أصبحوا يتخوفون حتى من ذكر كلمة مطر أو شتاء والسبب حكومتنا المبجلة التي أصبحت تدين بدين " حتى تقع الكارثة أولا .." . كل سنة يتكرر نفس المشهد فيضانات تتفاقم خطورتها مع مرور كل سنة لنشهد تجنيد العديد من الأفراد من الوقاية المدنية والدرك الملكي والصحة في تسابق مع الكوارث لكي يتم إنقاذ من حالفهم الحظ بالظفر بأرواحهم مخلفين وراءهم تعب السنين وما سهروا عليه طيلة أعوام وأعوام إهمال حكومي وسوء التدبير وسياسة غير منظمة نتائجها كل سنة مئات العائلات المشردة. في فصل الشتاء يتم إجلاءها إلى مخيمات ليشهد المغرب شكلا جديدا من التعمير، مخيمات في كل مكان .. خيم بلاستيكية، وأطفال ونساء وشيوخ في العراء ووحدات طبية متنقلة تجعل من الفضاء الواسع مستقرا لها ، إعانات غذائية وافرشه وأغطية وقلوب عائلات فطرت من فرط ما أصابها من دمار وضياع لمكسب الرزق الوحيد إلا وهو الأراضي الفلاحية والمساكن وماذا نرى؟؟ جولة للعديد من المسئولين بلباسهم الرسمي يتفقدون أحوال المنكوبين . فعلا ذلك هو التضامن المغربي فالمنكوب الفقير المعدوم الضائع لا بد أن يبتهج ويفرح لكون الوزير أو المسئول قد كلف نفسه عناء التنقل واتساخ حذائه الغالي الثمن بطين المخيمات لكي يتفقده فهذا المواطن محظوظ لقد رأى وصافح يد المسئول أو الوزير . وتمر السنة لتنسى تلك العائلات في المخيمات بعد أول إشراقة شمس وأول يوم من الربيع ولما لا ما أجمل أن يستمتع هؤلاء بمنظر الطبيعة في المخيم ونقاء الجو وبهجة الربيع لما سنحرمهم من ذلك؟ وتتولى الفصول ويأتي فصل الصيف وتلك فرصة للاستجمام فالكثير من الناس لم يجدوا فرصة التمتع بالمخيم الصيفي. أما تلك الفئة فهي استطاعت الحصول على مكان الاستجمام بدون مقابل في الوقت الذي يدفع فيه المواطنون الآخرون مبالغ مالية لا باس بها لقضاء العطلة الصيفية في العراء وها هو الخريف قد حل وماذا بعد الكل مشغول بالاستعداد للدخول المدرسي عيد الأضحى والكل قد أرهقته تفاصيل العطلة في دول أوروبا ويجب على المسئول أن يأخذ قسطا من الراحة ليفكر في إيجاد حل للحد من الفيضانات وتشريد د الآلاف من العائلات وما إن يستعد المسئولون لعقد اجتماع لتدارك الموقف حتى تحل الشتاء وتعاد الكرة مرة أخرى وترحل العائلات التي تم إنقاذها إلى مخيمات أخرى ويعاد السيناريو ا إلى أن أصبحنا نعيش مفارقة غريبة جدا ارتفاع وثيرة القضاء على دور الصفيح وبناء السكن الاجتماعي لضمان حياة كريمة لمن كانوا يقطنون دور الصفيح يوازيه بنفس الدرجة أو أكثر ارتفاع وثيرة المشردين بسبب الكوارث الطبيعية التي لم يهيأ لها أصلا على مستوى البنيات التحتية وارتفاع المخيمات وازدياد الفقر وانتشار الأمراض سواء الجسمية او النفسية. نحن نسير اليوم في طريق حتما سيؤدي بنا إلى خلق مغرب المخيمات في السنين القادمة لنجد أنفسنا نعيش وسط مغرب المخيمات عوض مغرب إعادة الإسكان والتعمير ام هذه هي السياسة الجديدة لإعادة الإسكان والتعمير أصلا؟؟