كان الجمع الأول للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية قد تم في 27 مارس 2010 بالمدرسة الوطنية للصناعة المعدنية بالرباط ...ومنذ ذلك الوقت و الجمعية تجاهد وتناضل في كثير من الجبهات . فقد كاتبت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية السيد رئيس الحكومة عندما كان في المعارضة و بالضبط في 7 يونيو 2010 ، فلم يستجب للجمعية ...و عندما أصبح يترأس الحكومة ، أي كمسؤول عن تطبيق الدستور ، هاتفته الجمعية ، فأحال المكالمة إلى السيد عبد الله بها الذي عبرت له الجمعية عن أملها في لقاء مع السيد رئيس الحكومة لتضعه أمام مسؤولياته بخصوص وضعية اللغة العربية بالمغرب، فلم يتم أي لقاء معه لحد الآن. في 27 مايو 2010 أي مباشرة بعد المؤتمر الأول للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ، كان للجمعية لقاء مع وزير الثقافة السيد بن سالم حميش الذي قدمت له الجمعية مشروعين قبلهما في البداية و وعد بتبنيهما ماديا و لكنه تراجع في آخر لحظة لأسباب لا يعرفها إلا هو. في 20 مارس 2012 وأمام الوضع المتردي و المتعفن لغويا في الإعلام المغربي ، طلبت الجمعية لقاء مع وزير الاتصال السيد مصطفى الخلفي الذي كان لا يفتأ الحديث عن وضعية اللغة العربية في جريدة " التجديد " عندما كان مديرا لها ، لكن بعض أعضاء الجمعية قابلوه صدفة لبعض اللحظات في المكتبة الوطنية خلال ندوة من الندوات ، وهكذا لم يتم اللقاء به رسميا . ثم عاودت الجمعية كتابة السيد الوزير يوم 27 دجمبر 2012 ،لكنها لم تتوصل بأي جواب من عنده ، و هكذا تركته الجمعية لدفتر تحملاته الذي ساندته بقوة على صفحاتها بالفيسبوك. في نونبر 2012 كان للجمعية لقاء مع الطاقم المسير لحركة التوحيد و الإصلاح حيث سلمت له بطاقة تقنية للتعاون المشترك نظرا لاهتمام هذه الحركة الوطنية باللغة العربية، إلا أن الإخوة في الحركة ارتأوا أن يتجهوا اتجاها آخر. وهكذا ظهر إلى الوجود تنظيم جديد بإيعاز من الحركة ،يدافع عن اللغة العربية ،وهو شيء تعتزبه الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ، لكن ما تأسف له الجمعية هو أن مسيري هذا التنظيم هم أعضاء كانوا يتحملون مسؤوليات في الجمعية أقدموا على هذا العمل دون إخبار المكتب الوطني للجمعية ودون إشراك هذه الأخيرة فيه ، فكان موقف الجمعية أن تحفظت من الانضمام إلى هذا التنظيم الذي جاء بهذا الشكل الادمقراطي ، تشبثا باستقلاليتها لأنها جمعية وطنية و ليست جمعية حزبية أو جمعية تابعة لتنظيم دعوي كيفما كانت نبيلة أهدافه . في 10 يوليوز 2013 كان للجمعية لقاء مع السيد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان و المجتمع المدني ، السيد لحبيب الشوباني ، و قد كان عضوا في فرع الرباط للجمعية المغربية لحماية اللغة و اقترح على الجمعية بتقديم رؤيتها في الوضع اللغوي بالمغرب في الوقت الذي جاءته الجمعية لتستفسره عما تنوي وزارته فعله لصالح لغة منصوص على دسترها في دستور البلاد ، و اعتبرت الجمعية لقاءها بالسيد الوزير كنوع من الضغط ليبلغ للسيد رئيس الحكومة أن الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ، وهي جزء من المجتمع المدني، تنتظر على أحر من الجمر أجرأة دستورية اللغة العربية على أرض الواقع. في 3 دجمبر 2013 كان للجمعية لقاء مع السيد أمين حزب الاستقلال السيد حميد شباط ، كحزب معارض قادر على الضغط في اتجاه تطبيق ما جاء به الدستور الأخير بخصوص الوضع اللغوي بالمغرب ، وقد وعد السيد الأمين العام لحزب الاستقلال بدعم بعض أنشطة الجمعية ، و مازال هذا الملف مفتوحا ... و خلال المدة التي تفصل بين المؤتمر الأول و اللحظة الراهنة ، أنشأت الجمعية بعض الفروع يمكن الاطلاع عليها في الكتاب الذي أصدرته الجمعية بعنوان " الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية : أهم المحطات 2007-2013"،لكن بعض هذه الفروع ،رغم الحماس الذي أبداه أعضاؤها في البداية لم تقم بما كانت الجمعية تأمله منها من عمل دؤوب و مستمر كما تقتضيه المرحلة ، وهذا ينطبق على فروع الناظور و بركان و الداخلة بالخصوص. فرع مكناس عرف هو الآخر شللا في السنتين الأخيرتين لأن المشرف عليه الدكتور عزالدين البوشيخي سافر إلى دولة قطر للعمل هناك و مازال بها مقيما لحد الآن ، و تبعه في ذلك نائبه الدكتور بلقاسم اليوبي. كما ظهر إلى الوجود في هذه الفترة ، فرع تزنيت في يونيو 2010 و فرع الدارالبيضاء في أكتوبر 2010و فرع الجديدة في مايو 2011و فرع جرادة في يونيو 2012 و فرع تطوان في يوليوز 2012. و تجدر الإشارة إلى أنه قد اتصل بالجمعية عدد كبير من الإخوة عبر مدن البلاد لإنشاء فروع للجمعية ، لكن سرعان ما تخلوا عن ذلك لأسباب ربما تعود إلى البيروقراطية الإدارية التي تطالب بوثائق كثيرة وتماطل في عملها و في تسليم التواصيل. بالنسبة لأنشطة الفروع ، يمكن القول إن بعض الفروع قامت بأنشطة تستحق عليها كل الثناء. فقد أقامت ندوات هامة كان لها صدى طيب على الصعيد الوطني ، منها بالخصوص فرع القنيطرة بقيادة الأستاذة جرية حاجي و فرع فاس بقيادة الدكتور أحمد العلوي العبدلاوي و فرع الجديدة بقيادة الدكتور سهلى أحمد و فرع الدارالبيضاء بقيادة الدكتورأحمد رزيق وفرع تزنيت بقيادة الأستاذ عيسى أهني و فرع تطوان بقيادة الأستاذ السعيد الريان و فرع طنجة بقيادة المحامي مصطفى البقالي الطاهري و فرع جرادة بقيادة الشاعر عكاشة البخيت وفرع الرباط الذي سهر المكتب الوطني للجمعية على تسييره في الآونة الأخيرة ، نظرا لبعض المشاكل الداخلية التي لا تخلو منها أية جمعية تفرض وجودها في الساحة كالجمعية المغربية لحماية اللغة العربية . و يمكن الاطلاع على محاور بعض هذه الندوات في الكتاب المذكور أعلاه. لكن تجب الإشارة هنا إلى أن مشاكل عدة ظهرت في بعض الفروع ناجمة في نظرنا عن ما كان يروجه الذين هاجروا الجمعية إلى خنادق أخرى. ، فاضطر المكتب الوطني أن يوقف بعض رؤساء االفروع وتجديد بعض المكاتب. لذلك تذكر الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بكل حزم أن هدفها الأول و الأخير هو خدمة اللغة العربية ، لا استعمالها كمطية لتحقيق مآرب شخصية . و تشدد الجمعية على هذا الأمر . بالنسبة للمكتب الوطني ، قامت رئاسة الجمعية بأنشطة متعددة ،وهي التي جلبت لها بعض المتاعب مع بعض رؤساء الفروع ...و الأمر يتلخص في كون أن من كان يتصل بالجمعية لإعطاء تصريح أو إلقاء محاضرة أو المشاركة في ندوة أو .. أو ... ، كان يلح دائما على أن يكون الممثل للجمعية في هذه الأنشطة هو رئيسها لا غير ، وهذ ا الإلحاح من طرف المتصلين بالجمعية كان يثير غضب بعض رؤساء و أعضاء الفروع الذين رأوا في هذا الأمر احتكار رئيس الجمعية بجل العروض التي تتوصل بها هذه الأخيرة، هذا في الوقت الذي بإمكان رؤساء هذه الفروع أن يقوموا بأنشطة إشعاعية في مناطقهم ليبرزوا على الساحة و يتألقوا ثقافيا وتتألق معهم اللغة العربية التي من أجلها أسست الجمعية .من بين أنشطة رئاسة الجمعية و التي تحسب على الجمعية بطبيعة الحال سفر إلى دمشق في 30 شتمبر 2010 بدعوة من الجمهورية العربية السورية في إطار تجمع خاص برؤساء الجمعيات المدنية المنافحة عن اللغة العربية في الوطن العربي ومعنى هذا أن أصداء الجمعية وصلت إلى الديار الشرقية في ذلك الوقت .ثم هناك مشاركات تلفزيونية عرفت بالجمعية في الداخل و الخارج، نذكر منها برنامج "مباشرة معكم " ( 20 أبريل 2011 ) و برنامج "مواقع الجمال" في قناة السادسة و برنامج " أنا المواطن " المذاع في قناة ميدي 1 تفي ( 18نونبر 2013) وكلها بطبيعة الحال برامج تخص اللغة العربية . و كانت هناك تصريحات عديدة عبر الإذاعات الوطنية و الدولية و بعض المواقع الإلكترونية لم يستفرد بها رئيس الجمعية بل شارك فيها بعض رؤساء الفروع ...كما كانت الجمعية ممثلة في عدة تظاهرات منها على سبيل المثال لا الحصر ، المؤتمر الرابع للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية وكذا مشاركة المكتب الوطني في عملية تأسيس الائتلاف الوطني لترشيد الحقل اللغوي( 11 يناير 2011) هذا الائتلاف، الوطني فعلا ، الذي يديره الدكتور أحمد العراقي الوزير السابق في البيئة ، والمشاركة في ندوة مع جمعية " بيت المبدع " وأخرى مع حزب الوحدة و الدمقراطية الذي يديره السيد أحمد فطري. كما أن الجمعية ساهمت برأيها في التعديل الدستوري الأخير بوثيقة موجهة للجنة المكلفة بتغيير الدستور. وتجب الإشارة أن كلمة "حماية " التي وردت في الدستور كانت ربما موجهة كمسكن للمطالب الإلحاحية للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية. كما أن الإيسسكو دعت في 18 دجمبر 2012 رئيس الجمعية لمحاضرة بمقرها مع ثلة من الشخصيات منهم السيد فاروق شوشة ،الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة الذي نوه في مداخلته في حفل الافتتاح، بالجمعية المغربية لحماية اللغة العربية التي قال عنها إن أخبارها تصل مصر، وقد فاجأ القاعة بهذا الخبر خصوصا و أن رؤساء جمعيات أخرى تهتم باللغة العربية بالمغرب كانت حاضرة في القاعة و لم يشر إليها السيد شوشة رغم قدمها في الميدان ، كما أن بعض أعضاء الجمعية بمن فيهم رئيسها كتبوا عدة مقالات بالصحف الوطنية ، الورقية منها و الإلكترونية (الهسبريس بالأخص ) حول اللغة العربية، باللغة العربية غالبا و باللغة الفرنسية في بعض الأحيان ردا على بعض هجومات الفرانكونيين، مما ساهم في التعريف أكثر بالجمعية المغربية لحماية اللغة العربية و بتوجهاتها . لقد حاولت الجمعية أن تسمع صوت اللغة العربية في جبهات عدة بوسائل جد متواضعة. إلا أنه الآن وجب على الجمعية أن تشتغل بالميدان بطرق أخرى كمقاضاة من يعمل على تبخيس اللغة العربية ،أي تبخيس الدستور المغربي ، وهذا منصوص عليه في القانون الأساسي للجمعية ( المادة7) و برسائل التنديد موجهة إلى من يسيئ إلى اللغة العربية ( و بالكتاب المذكور أعلاه هناك نماذج من هذا التنديد موجه إلى بعض الوزراء )، و بتوقيع عرائض نصرة للغة العربية عبر البلاد كلها توجه إلى الدوائر العليا ،و بتنظيم وقفات احتجاجية سلمية التي لم تقم بها الجمعية لحد الآن لأنها أعطت الوقت لنفسها حتى تكبر و يستقيم عودها و تعرف في الساحة المغربية ، ونعتقد أن هذا قد تأتى لها إلى حد ما . تبقي ملاحظة أخيرة وجب تسجيلها وهي أن المكتب الوطني للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية لم يطلب منذ نشأة الجمعية إلى الآن ولا سنتيما واحدا من أي كان ، و إذا تساءل البعض عن السبب فالجواب سيكون بالتساؤل التالي : " أوليس من اللامعقول أن تطلب الجمعية دعما من جهات لا تنبس ببنت شفة أمام ما تشاهده من مجازر في حق اللغة العربية و لا تقوم بأي مجهود يذكر لتنزيل الجانب اللغوي في الدستور على أرض الواقع؟ أتطالب الجمعية ممن يدمر أو يساعد على تدمير اللغة العربية بسكوته اللامنطقي، لأن هذا السكوت يعارض منطوق الدستور، أن يساعدها على إنقاذ اللغة العربية ؟ هذا الأمر غير منطقي و لم يكن لتقبل به الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية. و تجدر الإشارة في النهاية إلى أن الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية استطاعت في السنوات الأخيرة أن تحرك المياه الآسنة و أن تتواجد في الساحة درءا لمخاطر قد تأتي من بعض الجهات. وهكذا و بفضل جهودها و تحركاتها ظهرت إلى حيز الوجود رفيقات لها يناضلن في نفس الخندق ،مما ينبئ بمستقبل آمن وزاهر للغة العربية في ربوع المغرب إن شاء الله. *رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية