في وقفة اختلطت فيها شارات "النصر" ب"رابعة"، وأعلام "فلسطين" برايات "السعودية"، هتف العشرات من المحتجين أمس الجمعة أمام البرلمان، بشعارات تدين "استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب والأرض والمقدسات الفلسطينية". الوقفة التي سميّت ب"جمعة حماة الأقصى"، ودعت لها المبادرة المغربية للدعم والنصرة والمبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان ومنظمة التجديد الطلابي، اعتبرت في بيانها أن ما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس نتيجةٌ ل"تخاذل الأنظمة الرسمية العربية والإسلامية.. والعجز الفاضح لكل من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والهيئات المنبثقة عنهما (من بينها لجنة القدس التي يترأسها الملك محمد السادس) عن القيام بفعل جاد لوقف مسلسل التدمير الصهيوني..". يشار أن لجنة القدس تأسست عام 1975 برئاسة الملك الراحل الحسن الثاني، بناء على توصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ويتولى رئاستها حاليا الملك محمد السادس. وصدحت حناجر المحتجين بشعارات تطالب بتجريم التطبيع بالمغرب وتحرير فلسطين، وأخرى من قبيل "يا صهيون اطلع برا.. فلسطين أرضي حرة" و"تحية مغربية.. مقاومة فلسطينية". وفيما نادت الشعارات بموت أمريكا وإسرائيل "الموت الموت لأمريكا/لإسرائيل.. عدوة الشعوب.."، انتقد المحتجون، وسط حضور باهت لقيادة حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، تعامل الأنظمة العربية مع القضية الفلسطينية "الأنظمة تساوم والشعوب تقاوم"، فيما هتفوا بأسماء رموز المقاومة الفلسطينية من قبيل الراحلَيْن أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة الحالي اسماعيل هنية. واعتبرت الهيئات المنظمة للوقفة أنها في موقع "الدفاع عن حرمات ومقدسات الأمة وقضاياها العادلة"، واصفة ما يجري في القدس أخيرا من اقتحامات للحرم القدسي والمسجد الأقصى مدججا بقوات الشرطة والجيش الصهيونيّين عبر باب المغاربة "جريمة صهيونية خطيرة". وطالب المنظمون من الفرق البرلمانية إلى تفعيل مقترح قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل، "باعتبار ذلك إرادة شعبية آمرة ونافذة.. وضرورة وطنية تقتضيها حماية الأمن القومي المغربي من تسرّبات خلايا الإرهاب الصهيونية". وأشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي بادر إلى ممارسة "التهديد المبطن وشبه العلني للمغرب" من أجل سحب مقترح قانون تجريم التطبيع من البرلمان المغربي، من خلال تصريح كاترين اشتون، مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية "في استباحة وقحة للسيادة الوطنية ..". "خيبتنا كبيرة من الجانب الرسمي ليس فقط في المغرب بل على امتداد الأمة"، يسجل رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد وايحمان، موقفه من مدى التفاعل الرسمي مع القضية الفلسطينية، مضيفا أن "معظم الحكام والحكومات العربية والإسلامية متواطئة مع ما يجري للشعب الفلسطيني من تقتيل وبطش صهيوني". وأشار الناشط الحقوقي أن المعول عليه في حاليا هو "الشعوب" للقيام بمهمة "نصرة فلسطين ومواجهة الاحتلال الصيهوني"، مردفا "لا ننتظر من الأنظمة الكثير لو يهدءوا من تواطئهم على الأقل لكانت النتيجة أفضل". هل مازالت مثل هاته الوقفات تؤدي دورها في نصرة القضية؟، سؤال انبرى للإجابة عليه وايحمان بالقول إن وقفة اليوم تدل على أن القضية "حية في الوجدان المغربي"، مسجلا في الوقت ذاته فتورا شعبيا في التفاعل مع مستجدات الساحة الفلسطينية "بسبب تخاذل الجانب الرسمي"، على حد تعبيره.