حبيبتي الغالية ، عزيزتي الراحلة ، لماذا تركتني وحيدا في هذا العالم الموحش؟ لماذا لم تودعيني وتطلبي مني أن أغتنم ما تقبى من عمرك كي أعبر لك عن أسمى آيات العشق والمحبة ؟ لماذا أغتالوك قبل أن أطلب منك الصفح والمغفرة ؟ لماذا جعلتني أبكي على أيامك الجميلة ؟ لماذا ترحلين عنا كل يوم وتتركين جروحا غائرة في قلوب خيرة شبابنا الأعزاء ؟ لم كل هذا أيتها الحبيبة الغالية ؟ من يعوضني عن حبك يا نسمة الهواء الذي أستنشقه ؟ من بمقدوره أن يفتح فاه مستنكرا غاضبا بعد رحيلك ؟ من بمقدوره الدفاع عنك بعد غيابك ؟ . سلام عليك يوم ولدت ويوم فقدناك ويوم تبعثين حية شابة ، سلام عليك معشوقة الجماهير . بالأمس ، استمتعنا بلحظات اللقاء بينك وحبيبك علي المرابط ، لقد ضحكنا كثيرا من المداعبات الممتعة مع حبيبك ، أنسيت تلك الجمل التي كتبها علي دفاعا عنك وعن حقك في الحياة ! ! أنيست نكاته المضحكة ! ! لقد اغتالوك بين يديه وهو الآن حزين على فراقك كلما سمع عن المحن التي تواجهها شقيقاتك في وطنه العزيز على قلبه ، لقد كانت فتوى الطلاق بينك وبينه محزنة ، لقد خربوا البيت الذي يأويكما حينما تؤديان واجب الدفاع عن حرمات هذا الوطن والذي تعتبرين جزءا رئيسيا من كيانه ، لقد فرقوا بينكما زهاء عشر سنوات بليلها ونهارها ، ما أقساه من حكم عزيزتي الغالية . وبالأمس القريب تلصصوا على صديق عمرك علي أنوزلا حينما وضع أعيننا في صفحات اغتيالك سنوات الرصاص المغربي ، لقد منعوا عنا معرفة محطات المحن التي أذاقوك فيها شتى صنوف العذاب ، لقد منعوا عن أحباءك قراءة وثائق " هيئة الانصاف والمصالحة " كي لا يتعاطفوا مع محنتك ، وياله من حكم غريب حينما منعوا عن علي الاستمتاع بصداقتكما الوثيقة ، لقد طلبوا منه أن يدفع للمحكمة آلاف الدراهم إن أصر عن الدفاع عن حقكما في الصداقة . معذور صديقك علي لأنه ضعيف أمام أعدائك وأعداءه ، ورغم ذلك فصديقك علي لا يزال يدافع عن صداقتكما الموؤودة ، ألم يستقبل حبيبك توفيق بوعشرين حينما طردوه من بيتك ؟ ألم يضع رهن إشارته كل تجهيزات البيت حفظا لحقك في الحياة الآمنة والمستقرة ؟ لا تحزنين صديقة علي العزيزة على قلبه فهو على العهد معك ما دام في اللسان حرف ينطق ب " اللا " الذي يعبر عن وجودك . وهذه الأيام اغتالوا حرية البشير حزام أعز الأصدقاء على قلبي وقلبك ، فأنا أعرفه كما تعرفينه ، اختار البشير عدم السكوت عن الظلم الذي لحق بأهلنا في تغجيجت فاغتالوك بين يديه متأسفا عن إصرار أعدائك على الظلم وقلب الحقائق في واضحة النهار ، لقد ادعوا أنه استغل قدسية شخصك كي يشوه سمعة بلدك الذي تحبينه أكثر من نفسك ، والحقيقة أنهم استغلوا شرفك وحرمتك عند الناس الذين يحترمونك كي يسجنوا البشير بسببك بينما يدعون الخوف الخادع عليك وعلى بقاءك ، لقد ضربوك وبكوا دموع التماسيح على إيذاءك ، يالهم من مخادعين أعداءك حبيبتي الغالية . سجنوا أحباءك إدريس شحتان وحسن برهون وشكيب الخياري وعبد الله بوكفو بينما يتشدقون صباح مساء بمحبتك والوصل بك ، أنهكوا قوى أحباءك توفيق بوعشرين وخالد كدار وعلي أنوزلا وبشرى الضوو وأحمد بنشمسي وعبد الرحيم أريري ومصطفى حرمة الله .. بينما يقولون للعالم إنك حرة آمنة ، كيف تكونين حرة آمنة وأحباءك معذبون ومظلومون ومقهورون ؟ كيف تكونين آمنة وأنت تقتلين ألف مرة كل يوم ؟ سامحهم الله على خداعهم وكذبهم . عزيزتي الغالية ، ألم تكوني ضاحكة من المبررات التي سمحوا لأنفسهم بجعلها ذريعة لقتلك ؟ هل شبعت ضحكا من " العمارية المقدسة " و " الكاريكاتور المشبوه " ؟ ألا تهزئين من معارضة الراجي للصدقات ومحبة بلعسل لبرشلونة ؟ كم مرة استمتعت بخطب العقيد القذافي وهو يقصفك خارج الحدود ؟ لقد قتلوك بسب طرد أهل بيتك إلى الهامش ، إنتهكوا حرمتك لأن المدافعين عنك ضعفاء عن الانتصار لحقك في العيش والحياة . عزيزتي الغالية ، ها أنذا أودعك بعد كتابة هذه السطور بمدادك ، وما دام موتك من أجل حياة جميع أحباءك فإن حياتنا نرهنها من أجل حياتك ، كثيرون مستعدون للتضحية من أجلك عزيزتي الغالية ، لا تخافي ولا تحزني فنحن على عهد بعثك ماضون ، وقراء هذه السطور أول الشاهدين . عزيزتي حرية التعبير .. أشتاق لوصلك .