في الصورةالمغربي محمد إسماعيل (يسار) -ilmattino.it ذكرت مصالح الكاربينييري الإيطالي (الدرك) بمدينة "كازيرتا" (حوالي 40 كلم شمال نابولي) أمس الاثنين أنها ألقت القبض على المغربيمحمد إسماعيل من مواليد الدارالبيضاء، 21سنة، و إيطالي يدعى "فيرديناندو كابوني" ،45 سنة، بتهمة الانتماء إلى "كامورا"(مافيا الجهة التي تضم نابولي) وبالأخص إلى "جناح الكازاليين" (نسبة إلى مدينة كازالي) أحد أخطر أجنحة ال "كامورا". وقد جاء هذا الإعتقال إثر شكاية تقدم بها لدى مصالح الكارابينييري أحد التجار المحليين بضواحي مدينة "كازيرتا" بعد مطالبته بأداء ألفين أورو كإتاوة مالية للمافيا،ومن تم أدت تحريات الكارابينييري تحت قيادة المديرية المحلية لمحاربة المافيا إلى إيقاف الظنينين من جهة ، واكتشاف حقيقة جديدة تكاد تشكل استثناء ، فالمافيا جندت مغربيا للقيام ب"مهام" كانت مقتصرة على الإيطاليين فقط. فالمعروف عن جميع التنظيمات المافيوزية الإيطالية أنها تنظيمات جد منغلقة، في دائرة محلية ضيقة من الصعب الولوج إليها إلا أن المغربي يبدو أنه، حسب المحققين،وكما أورد موقع "كورييري دي لا سيرا" كان جد "مندمج" داخل التنظيم. وحسب المحققين فإنلجوء المافيا إلى "تجنيد" المغربي قد يرجع إلى الضربات القوية التي أصبحت تتلقاها من قوات الأمن في الفترات الأخيرة وهو ما أرغمها بالاستعانة بعناصر خارجية عن العائلات التقليدية للمافيا. هذا ويعتبر الابتزاز المالي (ركيت) للفاعلين الاقتصاديين بجميع أنواعهم من قبل المافيا من أهم المشاكل التي تعاني منها إيطاليا وخاصة بالجهات الجنوبية. ويكثر هذا الابتزاز عشية المناسبات والمواسم فالتاجر أو أي مستثمر ما عليه إلا أن يدفع الإتاوات المالية المطلوبة من قبل المافيا للحفاظ على مشروعه ،وفي حالة الامتناع عادة ما يتم إتلاف المشروع بطرق مختلفة قد تصل حد التصفية الجسدية، لذا تلتجئ الدولة إلى تنظيم حملات تحسيسية وسط الفاعلين الاقتصاديين لحثهم على عدم الدفع للمافيا وإعطائهم مجموعة من الضمانات في حالة تبليغهم بجميع العمليات الابتزازية من قبل المافيا. إلا أن العديد من المصادر شبه الرسمية تؤكد أن أغلب الفاعلين الاقتصاديين يخضعون لهذه الإبتزازات ففي مدينة "كاطانيا" مثلا الواقعة بجزيرة صقلية حيث "كازا نوسترا"(تنظيم المافيا بصقلية) توصلت إحدى الجمعيات العاملة ضد الابتزاز المالي للمافيا من خلال بحث قامت به أن 90 في المائة من تجار هذه المدينة يدفعون إتاوات مالية.