الحرب المغاربية الثالثة: رئاسيات الجزائر – منظورا إليها من زاوية إصرار الدولة العسكرية،وان ناورت ،على ترشيح ما تبقى من بوتفليقة- مفتوحة،بقوة، على سيناريو الدخول في حرب ثالثة مع المغرب؛بعد حرب الرمال وامغالا .حرب يقودها الجنرالان قائد صالح ،وتوفيق. إن الإصرار على هذا الترشيح، الذي يستغربه العالم – عدا ذوي المصالح الإستراتيجية- يعد في حد ذاته حجة على صدقية هذا الطرح؛كما أن جبهة الرفض الداخلية ،الحزبية والشعبية، حتى وان اكتفت اليوم ،فقط،بمناوشة كل هذه الرداءة ؛لا يمكن ألا تثور غدا وهي تعاين مصاصي الدماء في قصر المرادية ،ينتظرون غروب الشمس،حتى ينهض "دراكيلا" من لحده ،لتبدأ رحلة الليل والذئاب الجزائرية. يومها لا مناص للجنرالات من استثمار رصيد بنك الكراهية للمملكة؛وهو البنك الوحيد الذي أخلص في تقديم خدماته "التربوية" للشباب الجزائري،على مدى عشرات السنين ؛تحسبا للفتن الداخلية ،التي تغدو فيها الحرب على المغرب أعز ما يطلب.هذا البنك خط أحمر ،لم ينهبه أحد. نفس الوصفة التي جربها الراحل بنبلة في حرب الرمال ،ليضرب ثورة آيت أحمد المسلحة في القبائل ؛فكان له ما أراد ،جزائريا فقط،وعلى المدى القريب ؛أما على المدى البعيد فقد دمر كل إمكانيات التعايش بين الجارين ،ولو في الحد الأدنى. ورغم كل هذا التهور،في حق التاريخ والشعبين، أَدَّبه هواري بوميدين ؛ربما لأنه كان ينتظر منه كراهية أكثر وتهورا أشد.هم هكذا دائما لا يمكن أن يأمن صاحب الدار و الجار بوائقهم. وعليه فبقدر ما تنفتح الجزائر على غد مضطرب ؛لا يد للمغرب فيه ،بقد رما يصبح عليه–تحقيقا للسلم المغاربي الذي ينشده،ودعما للشعب الجزائري مرة أخرى- أن يستعد للحرب ،لكسر شوكة جنرالات مغرورين، يبذرون خبز الجياع من الشعب، عبر كل أسواق السلاح العالمية ؛حتى غدت كل ثعالب الجزائر بدبابات. هل المغرب بكل هذه القوة حتى تهابه الجزائر،وتقسم على ألا يُصرف دينار من بعض آبارها إلا على السلاح؟(3(% من الناتج الداخلي الخام. الجزائر العالقة بين روسياوأوكرانيا: هذا هو محور النقاش بين عسكريين جزائريين كبار– بالفعل ،أو بقوة الدراية بالأسلحة- في منتدى رقمي متخصص: http://secret-difa3.blogspot.com. نقاش ينطلق من مقال منشور بجريدة الوطن في 21مارس 2014؛ويكشف الانشغال الكبير للدولة الجزائرية بالأزمة الحالية بين روسياوأوكرانيا ؛وبين روسيا ودول الحلف الأطلسي.لايعود هذا الانشغال الى قلق جزائري على السلم العالمي ،والتخوف من حرب "باردة" ثانية ،تتوهج النيران من جديد في بؤرها القديمة والجديدة؛بل يختزل الأمر برمته في اتفاقيات تسلح جزائرية ،بعشرات الملايير من الدولارات ؛أصبحت عالقة بين روسياوأوكرانيا؛وبينهما وبين بعض دول الاتحاد الأوروبي؛لأن تصنيع بعض الأنواع من المعدات القتالية "البرماجوية"يتم وفق شراكات مركبة بين الأطراف المذكورة. حسب معهد استوكهولم لبحوث السلام ،فان مقتنيات الجزائر من العتاد الروسي،الجوي ،البحري و الأرضي ،غطت –ما بين 2004و2013- 91في المائة من وارداتها العسكرية. وبقدرما ترتهن الصناعة العسكرية الروسية الثقيلة الجيش الشعبي الجزائري ،بقدرما يظل مرتهنا من طرف أوكرانيا في ما يخص التجهيزات المكملة والحساسة. يرد ضمن المقال بالحرف: " ان الجزائر تستورد ،على سبيل المثال، صواريخ جَوْ-جوR27،التي تُحَملُ بها الميغ 29 و SU30 ، من ARTEM،وتصلح الميغ 25 لدى MIGREMONT،وتتعامل بخصوص الرادار الجوي RSP10،مع AEROTECHNICAبعد سقوط الC130. كل هذه المؤسسات هي مما خلفه الاتحاد السوفيتي لأوكرانيا. حاليا توجد 5طائرات هيليكوبتر MI 24جزائرية عالقة لدى الجانب الروسي اللسان من أكرانيا ؛لدى AVIAKONالتي كانت بصدد إعادة تهيئتها.كما أن مجموع طائرات الهيليكوبتر الروسية –200- التي تتوفر عليها القوات الجوية ،تعتمد محرك MOTOR-SICH،صانع التوربينات الأوكراني.ويوفر أيضا محركات طائرات التدريب المتطورةYAK130 التي بحوزة سلاح الجو.هذه المؤسسة نفسها دشنت أخيرا بوهران مركزا للصيانة المتطورة لتوربينات الهيليكوبتر. وهو مركز ، وحيد في إفريقيا ،ونموذج لنقل التكنولوجيا ؛مما لم تقدم عليه روسيا ،على مدى خمسين عاما من الشراكة." وعليه فان أي حصار لروسيا من طرف دول الاتحاد الأوروبي ،مثلا يعني –جزائريا - تعطل سلسلة الإنتاج الرئيسية فيها. ونفس التخوف – حسب المقال - حاصل أيضا بالنسبة لقطع الغيار ؛وبالنسبة لبرامج تحديث بعض الطائرات القتالية. وفي خلفية هذه الهواجس الجزائرية – حينما يضع العالم يده على قلبه خوفا على السلم العالمي- يوجد الحصار الدولي الذي عانت منه الجزائر ،في العشرية الدموية ؛في ما يخص اقتناء العتاد الحربي من الخارج. وبموجب الوضع الآني المقلق لعسكريين ،يفكرون – على ما يبدو-جديا في حرب إقليمية وشيكة،يثار من جديد موضوع التخطيط للاكتفاء الذاتي في مجال التسلح ؛على غرار الأمير عبد القادر الجزائري-كما يقول أحد المتدخلين- الذي أنشأ ،في منتصف القرن التاسع عشر-مصنعا خاصا للبنادق؛حتى لا يرهن جهاده للفرنسيين بأسلحة لا ينتجها. لتبدأ الدردشة عسكرية ،احترافية وغريبة: Hayet Khodja21 mars 2014 15:50 (باختصار) مبروك عليك أكرم،لقد أصبحتَ مرجعا في المجال.إني أفكر في هذا منذ مدة ،لما لنا من تعاقدات كثيرة مع أوكرانيا. لا أوافقك على القول بأن الجزائر عالقة بين الاثنين؛لأن أوكرانيا الحالية ليست أوكرانيا "ايانوكوفيتش" الموالي لروسيا ،لأن حكومتها الحالية موالية للغرب ؛وإذا أصبحت عضوا في الحلف الأطلسي فقد ضاع كل شيء.. يجب أن نُفعل دبلوماسياتنا في مواجهة فرنسا ،بإشعارها بكون مقاطعتها لروسيا ستكلفها ،من جهتنا ،غاليا . إذا كان لنا أن نختار بين موالاة أوكرانيا أو روسيا ،فيجب أن نختار الثانية ،شريطة إعادة التفاوض معها ،والضغط لتمكننا من التجهيزات الإستراتيجية التي كنا نقتنيها من أوكرانيا. لن يصم الروس آذانهم لأنهم بحاجة الى زبون من عيارنا ،خصوصا ونحن في غير صف الحلف الأطلسي. يجب التوجه صوب شراكات مع الصين لإقامة مصانع الأسلحة ،للحاجة الداخلية والتصدير.يمكن ،هكذا ،تصنيع كل ما يتعلق بدبابات الهجوم ،والناقلات المدرعة ،وطائرات الدرون ؛وحتى الصواريخ.لن نستورد سوى الأسلحة الإستراتيجية ،والدروع الدفاعية ؛كالمطاردات SU-30 S300-400،والرادارات القوية والغواصات والفرقاطات والصواريخ البعيدة المدى. حاليا يجب التركيز على إنقاذ تعاقداتنا ؛وهي مهمة جدا جدا ،خصوصا ال MI-28. لو اندلعت لدينا حرب أهلية ،ونحن محاصرون دوليا،لعدنا –عسكريا- الى وضعية مشابهة لما عشناه بدءا من 1990. MsConstantinois21 mars 2014 19:55 ان الرئيس الفرنسي يهدد اليوم بعدم تسليم حاملتي طائرات الهيليكوبتر MISTRAL لروسيا الكبرى ،مفوتا بهذا على فرنسا مبلغ مليار أورو. إن الإمبراطورية الأميركية الصهيونية فقدت بريقها في سوريا ،حيث تصدى لها بوتين. اليوم يعترض الغرب على استفتاء شفاف أجري في "القرم"؛بحجة أن السكان لم يصوتوا بكثافة،كما قيل غداة انتخابات الفلسطينيين.ان الجزائر ،خلافا للجار الغربي (المغرب) ،وبعض كراكيز الخليج ،حرة و في مواجهة مع الصهيونية . يجب أن تصمد ،متناغمة مع دول "البريكس"،وتنتظر بصبر انهيار الإمبراطورية. يجب أن نظل جزائريين مسلمين متحدين؛ولا ننظر بغباء الى "الربيع العربي "؛فما هو إلا المحاولة الأخيرة للامبريالية لتظل صامدة ،بالاستحواذ على خيرات الأرض.. Karim thebest22 mars 2014 18:28 من خلال قراءة مقال أكرم ،وتعليقاتكم يبدو لي ،حقيقة، أن هامش المناورة ضاق على بلادنا؛من جهة لتوقفنا على الخارج في ما يخص التسلح؛وهذا راجع الى كوننا لم نقرر ،الا متأخرين، أن نؤسس صناعة حربية ،كما أننا لا زلنا لا نستثمر في البحث. ومن جهة أخرى لكوننا سندفع الفاتورة ،في هذا الصراع ،حتى لو التزمنا الحياد. سيتم إضعاف روسيا ،أما أوكرانيا فستنحاز الى الحلف الأطلسي ،إذا سلمت من التدمير. petit pois22 mars 2014 16:28 لا أتابع الأخبار في الداخل ؛وأتمنى أن يفهم المواطنون الوضع ،ويرصوا الصفوف؛فإذا ثاروا (هو يقولFOUTRE LE BORDEL) فهذا يعني أن ساعة الخطر دقت. لماذا سيفعلونها ؟ألا يكفيهم الطعام والمأوى؟ انشروا هذا في وسطكم وحيكم ومدينتكم وولايتكم وبلدكم. Hayet Khodja22 mars 2014 23:05 فعلا اذا دمر الشعب كل شيء فسيكون غبيا؛لكن من جهة أخرى فإنهم يطالبون بحقوقهم.الأغبياء الكبار هم المسيرون الذين لم يجدوا غير بوتفليقة ،بدل اختيار خلف له في صحة جيدة؛مما كان سيقلل من ضجيج الاعتراض.... كان يجب عليهم التواصل مع الشعب لتحذيره من المؤامرات،ومن الأخطار المحدقة بالبلاد. فعلا ،كريم،مازلنا متوقفين على غيرنا..في ما يخصني لقد دافعت دائما على أن تقتصر الجزائر ،في تعاملها مع روسيا،على شراء الأسلحة الإستراتيجية فقط :الطائرات المطاردة و الغواصات. وحتى لا نرتبط فقط بهذا البلد علينا إقامة صناعة محلية،في إطار تكنولوجيا تشاركية ؛على غرار الباكستان مع الصين مثلا. هذا لا يمنعنا من اقتناء الT90 وغيرها من العتاد من روسيا،لكن بكميات قليلة...اذا أردنا أن نتقدم علينا التأرجح بين التكنولوجيا الرفيعة والإنتاج المحلي؛شريطة امتلاك المهارات ،وإلا سنظل في الدرك الأسفل. التفكير في احتلال تونس: Hayet Khodja22 mars 2014 23:06 " أضيف شيئا آخر:أرى أنه يجب علينا اقتراح،ومحاولة ضم تونس الى الجزائر...أعرف أن هذا يبدو حمقا ،لكن حينما تفكرون ستقتنعون بأنه الحل الوحيد بالنسبة لهم ( لا أقول هذا لأن روسيا ضمت القرم ،فهذه قناعتي القديمة). لنقولها بكل وضوح اليوم :لا يمكن للدول الصغيرة مواصلة العيش؛وسيتم التعامل معها ،بالضبط، كبيادق.التونسيون يعيشون هذه الوضعية...ان تونس دولة صغيرة لا تعيش الا من السياحة...وعليه يمكن التلاعب بها بسهولة .تصل ساكنتها الى عشرة ملايين فقط،وسيتزايد هذا العدد مستقبلا؛فكيف يمكن تلبية حاجيات الجميع؟ في حين أن ضمها الى الجزائر سيكون مفيدا لها،لأنها ستستفيد من ثرواتنا،مما يُجنبها أن تقع فريسة للعالم الغربي.ستصبح تونس دولة قوية وحرة ،وذات كلمة مسموعة في هذا العالم ،وليس فقط بيدقا ؛لأن الجزائر لها مؤهلات لتصبح قوة عظمى ،أما تونس فلا.. ان هذا الضم سيمكن الجزائر من مراقبة مدينة الميسينا LA MESSINE الايطالية،مما يشكل محورا استراتيجيا كبيرا؛اذ سيصبح مضيق جبل طارق،و "المسينا" على مرمى نيراننا. وسيمكننا الانخراط في "مجموعة البريكس " من التموقع بين الدول الكبرى ،على المدى المتوسط والبعيد. طبعا يجب أن يتوفر لنا المسيرون الأكفاء ؛وسيتم دمج الجيش التونسي مع الجيش الجزائري. أتوقع أن يتم الْتهامي بسبب هذا لرأي ،لكن ،و بالتأكيد فان الدول الصغرى لا مستقبل لها؛وسيتم استغلالها لزعزعة دول أخرى .ان ضم تونس الى الجزائر سيجنبنا هذا .لن تواصل العيش سوى الدول ،والاتحادات الكبرى؛وإذا كان يجب أن نقيم اتحادا مغاربيا ،بدون مغرب، فسيكون أحسن. لا حاجة لنا بهذا البلد. لكني أرى أن هذا الاتحاد لن يفيدنا في شيء؛ انه مجرد عبء سيثقلنا ،كما يقع حاليا لألمانيا مع الاتحاد الأوروبي. ان الوضع الأمثل هو ضم تونس والالتحاق بمجموعة البريكس؛والباقي لا أهمية له.لنترك العالم العربي يردد هذيان الخيانة ,ويطعننا في الخلف ،ولنمض قدما...." خاتمة: هذا مجرد حوار في منتدى عسكري؛تنوب فيه الأسماء الوهمية عن شخصيات حقيقية ،ذات دراية احترافية بجميع أنواع العتاد الحربي ،البري ،البحري والجوي؛كما أنها بمؤهلات سياسية تحليلية لا يستهان بها،وان خرقاء. ومهما يكن من أمرها ،ومن أهداف أصحاب مدونة "أسرار الدفاع"؛وموادها تعكس تتبعا دقيقا للشأن العسكري الجزائري والمغربي ،وحضورا قويا لهاجس حرب كبرى تستعد لها الجزائر ؛حرب تتجاوز المغرب لتصبح إستراتيجية تخطط لمراقبة الجنوب الايطالي ،ومضيق جبل طارق - كما مر معنا -وفي موضع آخر – ضمن نفس النقاش-اعتبار الغواصة الجزائرية ،بكل مقدراتها في التخفي ،قادرة على تدمير مدن الجنوب الفرنسي. مهما يكن من هذا كله ،فالنقاش يعكس العقلية الجزائرية ذات النسب العريق في الغرور المَرضي؛وهي نفس عقلية الجنرالات المتحكمين ،الذين ينتظر المغرب أن يتداولوا معه –بكل موضوعية- في مسألة الحكم الذاتي في صحرائنا. انهم هكذا حتى في قمة هرم الدولة؛هذه هي الحقيقة ،وهذا هو قدرنا مع هذا الجار العسكري الموغل في البوائق. لا حل في حالتنا سوى في الاستعداد لمقاتلة أشرار الجزائر ، والمحور الداعم لهم؛معولين ،بعد الله على قواتنا الباسلة وعلى أصدقاء المغرب من المحيط العربي والدولي. ثقوا يا ساستنا أن كل ما نترجاه ونأمله ونرتضيه كمغاربة وكمغاربيين لا حضور له في الذهنية العسكرية الجزائرية؛ولا يفسر لديهم الا كضعف يتستر بالوهم. إذا رغبتم في السلم فاستعدوا للحرب ؛ومن الحكمة في حالتنا – اليوم قبل الغد- إحياء التجنيد الإجباري لكل شبابنا ؛ليعيشوا كآبائهم وأجدادهم ؛أياديهم على الزناد ،وفي أتم استعداد للفتك بالوحوش العسكرية التي ابتلينا بجوارها. لا أحتكم في مطلبي هذا الى هذه الدردشة فقط ،بل الى مؤشرات عدة ،آخرها ما تعرض له سفيرنا المقتدر في جنيف الأستاذ هلال،من عنف لفظي غير مسبوق في الأعراف الدبلوماسية؛مما يذكر بصفعة باي الجزائر للقنصل الفرنسي والتي كانت سببا في احتلال دام مائة وثلاثين عاما. أما الإخوة التونسيون فأقول لهم ما قاله الشاعر العربي جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا*** أبشر بطول سلامة يا مربع Ramdane3.ahlablog.com