ضاقت الأرض بما رحبت بالرجال في المجتمع المغربي أكثر من النساء، حتى أن نسبة الذكور المنتحرين منهم فاقت نسبة الإناث، وهو المعطى الذي كشفت عنه أرقام لمصالح الأمن التي قدرت عدد المنتحرين بالمغرب خلال الخمس السنوات الأخيرة بحوالي 2134 حالة. ووفق ذات المعطيات، فإنه تم تسجيل انتحار 1407 من الذكور البالغين و443 من الإناث البالغات، وأيضا 151 منتحر فتى قاصر، و133 فتاة قاصرة، وذلك في الفترة الممتدة بين 2009 و 2013، فيما سُجل حدوث 478 حالة انتحار منها 312 رجل و 136 امرأة و 30 قاصر، خلال سنة 2013 وحدها. وبخصوص وسائل الانتحار، أورد المصدر ذاته بأن المنتحرين يفضلون أكثر الطريقة التي تؤدي إلى الموت "سريعا"، من قبيل شنق أنفسهم بواسطة الحبال والأحزمة، حيث شكلت هذه الوسيلة المميتة نسبة 85 في المائة من حالات الانتحار المسجلة خلال السنوات الخمسة الأخيرة. وبعد الشنق يفضل المنتحرون بالمغرب المواد السامة مثل أقراص إبادة الجرذان وباقي المواد السامة ل114 حالة انتحار، تليها حالات الانتحار بالرمي من أماكن شاهقة ب 67 حالة، والانتحار باستخدام الأسلحة النارية ب11 حالة، والانتحار بحرق الذات ب 6 حالات، ثم اعتراض القطار ب4 حالات. ويعتبر أخصائيون نفسيون بأن نسب الانتحار عرفت ارتفاعا ملموسا داخل المجتمع المغربي، معزين ذلك إلى الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والتراكمات النفسية السلبية التي تمزق دواخل المواطن المغربي، فتفضي به إلى التفكير بالانتحار، ثم تنفيذ فكرته بمختلف الطرق والوسائل القاتلة. ويعزو الأخصائيون اقتراف فعل الانتحار إلى حالات الانفصام في الشخصية بنسبة 10 في المائة، وأيضا إلى الغضب الشديد أو الانكسار النفسي الحاد، أو حالات الصدمة القوية التي تفقد الفرد توازنه النفسي والعقلي، وأيضا الشعور بالاكتئاب القوي "الميلانخوليا" ورغبته في عدم تذوق معنى الحياة،