قام الملك محمد السادس، محفوفا بولي العهد الأمير مولاي الحسن ومرفوقا بالأمير مولاي رشيد، أمس الجمعة بزيارة لضريح مولاي علي الشريف بالريصاني (اقليمالرشيدية)، حيث ترحم الملك محمد السادس على الروح الطاهرة لمؤسس الدولة العلوية. "" وكان الملك محمد السادس قد أدى أمس صلاة الجمعة بمسجد ضريح مولاي علي الشريف ، كما قام بزيارة لمدرسة مولاي علي الشريف للتعليم العتيق بالريصاني . ودشن الملك محمد السادس في إطار زيارته للريصاني مركزا صحيا كما أشرف على تسليم مفاتيح سيارات إسعاف مجهزة لفائدة مستشفيات الجماعة ، وتجهيزات طبية لفائدة مرضى القصور الكلوي والسكري. ويعتبر ضريح مولاي علي الشريف من أعرق وأجمل المآثر التاريخية التي تشكل مفخرة سكان منطقة تافيلالت، وتستقطب أعدادا متزايدة من السياح. ويعد هذا الضريح، بالنظر لأهميته الرمزية والتاريخية وروعة معماره، محجا للزوار والسياح من داخل وخارج الوطن الذين يتوجهون إلى تافيلالت، حيث يقدم معلومات حول تاريخ المنطقة، وكذا الأحداث التاريخية البارزة التي شهدتها. ويضم ضريح مولاي علي الشريف، بالإضافة إلى قبور مولاي علي الشريف وأبنائه مولاي امحمد ومولاي يوسف، قبري سيدي لحبيب بن زين العابدين بن مولاي إسماعيل، ومولاي رشيد بن سيدي محمد بن عبد الرحمان. وتتيح بوابة الضريح المزخرفة بالزليج الولوج إلى القاعة الكبرى التي تحتضن قبر مولاي علي الشريف. كما يضم الضريح فناء واسعا وشرفة ومسجدا بقبة يصل طولها إلى 11 مترا وعرضها 7 أمتار وارتفاعها 15 مترا، مزينة بزخارف تعكس روعة وإبداع المعمار المغربي. وكان مولاي علي الشريف، أحد أجداد الملك محمد السادس، مجاهدا وعالما جليلا وبارزا، نقل علمه إلى عدد من الطلبة والمريدين في العالم العربي المسلم إلى الأندلس حيث أمضى أزيد من 20 عاما. وقد ازداد مولاي علي الشريف الذي ينحدر من ينبع بالعربية السعودية سنة 762 هجرية الموافق لسنة 1360 ميلادية، وتوفي سنة 847 هجرية عن سن تناهز 85 سنة. ودفن في أول الأمر بزاوية تيغمرت على بعد 200 كلم من الريصاني، قبل نقل جثمانه إلى الضريح الحالي الذي شيد في عهد سيدي محمد بن عبد الله سنة 1206 هجرية.