خضع الطفل جواد عزوزي (13 سنة) يوم الجمعة الماضي إلى عملية بتر الذراعين بمستشفى محمد الخامس بمكناس. وترجع أسباب الحادثة التي أدمت قلوب كل من رأى الطفل خصوصا بعد العملية، إلى يوم الأحد 11 أكتوبر حينما كان هذا الطفل، الذي لم تسمح له ظروف الفقر والجهل واللامبالاة بدخول المدرسة، يرعى قطيعا من الغنم بجوار محول لتوزيع الطاقة الكهربائية (الرتاحة) بمنطقة جبل عوام بجماعة الحمام. "" وحسب رواية الضحية، فقد كانت بوابة هذا المحول مفتوحة تهزها الرياح، فعمد إلى إغلاقها حتى لا يدخل قطيع الغنم إلى المحول، فتم صعقه لأنه لم يكن يدري أن ثمة تماسا كهربائيا أشعل النيران في يديه، ليتم نقله إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة ومنه إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس لخطورة الإصابة، حيث قرر الأطباء بتر ذراعيه، وهو ما لم يكن في حسبان الأب الذي رفض أن يرى فلذة كبده معاقا وأي إعاقة!!! طفل بدون ذراعين، فرفض إجراء العملية له ليتم إخراجه من المستشفى ضدا على قرار الأطباء. إثر ذلك دخلت جمعية "أسيد الثقافية الموجود مقرها بمكناس" على الخط، لتقنع الأب بضرورة إجراء العملية للطفل حتى لا يستفحل الأمر ويكون عرضة لمضاعفات أخرى نتيجة حدة الحروق التي أصيب بها. وتعتزم الجمعية التي تقدم الدعم المعنوي والمادي للضحية متابعة المسؤولين عن المحول الكهربائي قضائيا، لأنها ترى أن شروط السلامة لم تكن متوفرة في ذلك المحول الذي لم يكن على الأقل مغلقا حيث لم تضع الإدارة المعنية قفلا على بوابته إلا بعد حدوث الكارثة.