محسن؛ مواطن مغربي في عقده الثالث؛ استقر منذ مدة في ولاية فلوريداالأمريكية حيث اشتغل في منتجع ديزني وورلد وعاش تجربة زواج لم تكلل بالنجاح رغم أنها دامت ست سنوات مع سيدة مغربية أنجبت له بنتا. بعد طول انتظار قرّر محسن الدخول في غمار تجربة زواج ثانية واقترح عليه أقاربه في المغرب بعض الحسناوات المغربيات عساهُ يختار واحدة منهن فيرتبط بها؛ لكنّ محسنَ استقر على قرار الارتباط بعروس أمريكية تعرّف عليها منذ مدة ليست بالقصيرة فوجد فيها ما لم يجده في غيرها، وما يتلاءم واختياراته في الحياة وقررا الزواج في أجواء عائلية بمدينة أورلاندو. سؤالنا لمحسن حول اختياره إجراء مراسيم الزواج بأمريكا عوض المغرب لم يكن ليتطلب منه مُهلة للتفكير، حيث ردّ على الفور بأن الزواج في المغرب "معقد للغاية"، بينما أقام عرسه في الولاياتالمتحدة تحت شعار "البساطة تخلق السعادة". في دردشة مع أحد شهود عقد القران سألنا عبد اللطيف إن كان بإمكانه تقدير تكلفة الزواج الذي نحضره فأجاب بأن المبلغ قد يحوم حول ألفي دولار؛ أيْ أقلّ من مليوني سنتيم مغربية؛ عرس حضره أقارب العروس وأصدقاء العريس وأشرف على توثيقه الإمام الأمريكي عبد الرحمان سايكز، رئيس هيأة Islamic Society Leading بعد حفل عقد القران الذي تم تنظيمه في حديقة بيت صديق العريس والشاهد عليه السيد حفيظ تم الانتقال إلى بيت العريس لإتمام مراسيم الزواج حيث تم تقديم وجبة عشاء مغربية على طريقة Buffet، بعدها احتفل العروسان مع باقي الحاضرين على إيقاعات موسيقى تلبي كل الأذواق وأشرف على تنشيط الأجواء "ديدجي" مغربي. انتهى العرس وانصرف الجميع بذكرى جميلة واختلا العروسان ببعضهما دون أن يثقل كاهلهما مصروف فوق طاقتهما؛ وما يحير الأذهان هو أنّ العريس في المغرب يقضي سنة أو أكثر وهو يحضّر لعرس ليلة واحدة قد يكلفه ثروة تعادل عشرات المرات أضعاف أجرته الشهرية سعيا وراء إرضاء المدعوين، وهو الأمر الذي لا يتحقق غالبا في جلّ الأعراس.