لم يكترث الجمهور المغربي لحدة الخلافات السياسية التي تعكر صفو العلاقات بين المملكة وجارتها الجزائر، على خلفية نزاع الصحراء، بل أبدى تعاطفا كبيرا ودعما قويا للمنتخب الجزائري قبيل لقائه الحاسم مع "الفراعنة" الذي سيحدد المتأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010. "" وخلال كل المباريات التي خاضها الجزائريون مؤخرا في إطار التصفيات، احتشدت المقاهي عبر المدن والقرى المغربية بالجماهير المساندة "للخضر،" وتشاطر الجيران الحماس لفكرة دحر المصريين في عقر دارهم، معوضين شعورهم بالمرارة إثر الأداء السيئ لمنتخبهم "أسود الأطلس" خلال التصفيات، حيث باتوا خارج المنافسة العالمية والقاريةّ. وانخرط عشاق الكرة في المغرب في غمار الحرب النفسية التي اندلعت بين الجزائريين والفراعنة قبيل المباراة، متحدثين عن "عقدة مغاربية" لدى المصريين، ومستحضرين ذكريات سيئة من تعاملهم مع المنتخب المغربي في المباريات التي احتضنها ملعب القاهرة. وقال الشاب ياسين، الذي بدا منتشيا عقب فوز الجزائر على رواندا، إن الخلافات السياسية بين البلدين لم تنل من علاقات الأخوة والجوار بين الشعبين، معربا عن ثقته في قدرة الخضر على حسم التأهل في مصر. ولاحظ ياسين أن حسابات السياسة لم تؤثر قط على سلوك الفريقين خلال مواجهاتهما، حيث كانت المباريات تنتهي في أجواء من الروح الرياضية بين اللاعبين، مهما كانت النتائج. وأضاف في تصريح لموقع CNN بالعربية من المقهى الذي يتابع فيه المباريات بالرباط، أن "جميع المغاربة يستعدون للاحتفال بتأهل الجزائر لكأس العالم في وقت خاب فيه أملنا إثر الانتكاسات المتوالية للمنتخب المغربي. وتابع: "الجزائريون شفوا غليلنا من خلال القتالية والرجولة داخل الميدان، وهو ما افتقدناه في فريقنا القومي الذي مرغ سمعة الكرة المغربية في الوحل". أما عبد الله (45 عاما)، الذي أقام لفترة في الجزائر العاصمة، فيعتبر أن مشاعر التعاطف المغربي العارم مع المنتخب الجزائري طبيعية وسبق له أن لمس مثلها لدى الجزائريين حين كان أسود الأطلس يشرفون الكرة العربية في المنافسات القارية والدولية. وقال في تصريح للموقع "كنت أتلقى التهاني من الجيران والأصدقاء بالجزائر العاصمة، عقب كل فوز يحققه المغرب." غير أنه لفت إلى أن دعم المغاربة للجزائريين في مواجهتهم للمصريين ينجم أيضا عن الانطباع السيئ الذي يحمله المغاربيون عموما عن طريقة تعامل الفراعنة مع أجواء المباريات، ولجوئهم إلى الضغط الإعلامي والمضايقات "غير الرياضية" ومحاولة التأثير على الحكام من أجل رفع حظوظ الفوز. ويأتي تفرغ الجمهور المغربي للوقوف إلى جانب المنتخب الجزائري بعد أن أصيبت الكرة المغربية بانتكاسة غير مسبوقة جسدتها النتائج السلبية التي حصل عليها المنتخب في مجموعته أمام فرق كان لا يجد قبل سنوات قليلة صعوبة في هزمها. وبعد هزيمته الأخيرة أمام الغابون ثلاثة لواحد، بات أسود الأطلس خارج المنافسة على ورقة التأهل لمونديال جنوب أفريقيا، ويحتاجون إلى معجزة من أجل التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا للأمم.