كان من المفروض أن يكون للجمهور المغربي اهتمام كبير بمباراة اليوم، بين المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني في مدينة فاس، في هذه المرحلة من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010. لكن الأمور سارت على عكس ما كان مفروضا، فمع توالي خيبات المنتخب المغربي، بدءا بأول هزيمة في الدارالبيضاء أمام أشبال ألآن جريس، وتألق باقي منتخبات شمال إفريقيا، تحول اهتمام الجماهير المغربية نحو تتبع مباريات هذا الجزء الجغرافي من القارة السمراء، خاصة تجاه المنتخب الجزائري، مع اشتداد حدة التنافس بين المنتخبين الجزائري والمصري في تصدر المجموعة الثالثة. وزاد هذا الاهتمام مع الفوز الذي حققه الخضر على الفراعنة بالجزائر، بثلاثة أهداف لواحد، فهيمنت أخبار المنتخبين على تلك المتعلقة بأسود الأطلس، إلى حدود إجراء مباراة اليوم، بملعب القاهرة الدولي. ففي لحظة تحديد مجموعات المرحلة الإقصائية، ومنتخباتها ومبارياتها، اعتقد، حينها، جميع المتتبعين أن المباراة الأخيرة عن المجموعة الأولى، التي يستقبل فيها أسود الأطلس نظراءهم الأسود غير المروضة، ستكون فاصلة وحاسمة في تحديد ممثل المجموعة في نهائيات مونديال جنوب إفريقيا، التي تنحصر بين المنتخبين في المقام الأول. ولعل هذا الاعتقاد القبلي هو الذي دفع ألان جريس، مدرب المنتخب الغابوني، إلى التصريح، قبل بدء مباريات المجموعة، أواخر شهر مارس الماضي، بأن الغابون سيتنافس، أولا وأخيرا، على مرتبة تخول له ضمان مكان في نهائيات كأس إفريقيا، بأنغولا، بداية السنة المقبلة. لكنه تمكن من بعثرة أوراق وحسابات المجموعة، مع أول فوز سجله على أسود الأطلس بالدارالبيضاء، بهدفين لواحد، والبقية معروفة.. وبات الجمهور المغربي يتابع كل صغيرة وكبيرة عن مباراة مصر والجزائر، منذ الجولة الخامسة، التي أسفرت نتائجها عن إرجاء تحديد المنتخب المتأهل لمونديال جنوب إفريقيا، الصيف المقبل، إلى غاية إجراء الجولة السادسة والأخيرة، التي تتميز مباراتها الفاصلة بين الفراعنة وثعالب الصحراء بحملة اتخذت أشكالا وأبعادا غير مسبوقة، وخطفت الأضواء من باقي مباريات المنتخبات العربية، فلم يعد الحديث عن غياب هذا اللاعب أو ذاك عن تشكيلة المنتخب المغربي أمام الكاميرون، أو الدخول في العمليات الحسابية، للوقوف عند حظوظ أسود الأطلس والخيارات الممكنة لحجز بطاقة التأهل، بل أمسى حديث الجمهور مركزا على معرفة كل ما يجري في القاهرة، قبل موعد المواجهة الرسمية، بل، أكثر من ذلك، بدأ يسأل عن القنوات التي ستنقل المباراة. لكن، بمجرد أن تناهى إلى علم الجمهور المغربي أن معظم قنوات "نايل سات" ستبث المباراة مباشرة، شعر بارتياح كبير، لرغبته الشديدة في متابعة هذه المواجهة، التي وصفتها العديد من وسائل الإعلام ب"مباراة القرن"، دون أن يخفي ميله لمشاهدة المنتخب الجزائري في جنوب إفريقيا. ورغم عدم اهتمام الجمهور المغربي بمباراة المنتخب الوطني، فإن توقيت إجرائها منحه فرصة متابعتها، في الثالثة والنصف عصرا، اليوم السبت، إلى حين انطلاق المواجهة، التي ينتظرها من القاهرة، في الخامسة والنصف بالتوقيت العالمي.