اللوك أو الصفة من الأشياء التي قد يعتبرها البعض جزء من الإيتيكات العصرية ،فيسعى جاهدا كي ينتقي لوكه من أكبر صالات الموضة ، غير أن هناك لوكا جاهزا ، قد يلبسك المخزن إياه ، مع بعض الروتوشات البسيطة أو العميقة لتبقى دوما خادما له ، محافظا على مصالحه مموها الطبقات الشعبية لتضمن استمراريته ، يحدث هذا في جميع الأمم و البلدان و منها الديمقراطية أيضا ، ولكن بمجرد ما نذكر لفظة "المخزن " ندرك أننا نتحدث عن المغرب ، لأن اللفظة لا توجد في أي قاموس آخر ، هي خاصة بالمغاربة ، توارثناها أبا عن جد و نحن نورثها لأبنائنا و أحفادنا ، هي جزء من هويتنا و حضارتنا و ثقافتنا و مقدساتنا ، علاقتنا بالمخزن مبنية دوما على الخوف لأنه يمثل السلطة المجردة و المطلقة التي وجب أن ننصاع لها و نطلب ودها ، و كم نشعر بالزهو و الانتعاش و الفخر عندما يكون من معارفنا رجال مخزن كبار ،لأننا حينئذ نحس أننا نجاور المخزن أي السلطة المطلقة التي لا تعلو عليها أية سلطة . "" المخزن في بلادنا قوي ، يستمد قوته من الموروث الثقافي و النفسي ، و يستعمل أعتى وأعنف الوسائل لإخضاع الآخر ، و جعله وسيلة طيعة في يده ، وقد انتبه إلى الصحافة و دورها الخطير، و رسم استراتيجية محكمة لجعلها ورقة رابحة في يده و هنا يمكن أن نستدل بالكثير من الصحف الحزبية التي قصرت وظيفتها في التطبيل و التبجيل ، لكن في المقابل ظهرت صحافة مستقلة بدأت تقلق المخزن و كان لا بد من تلجيمها إما عن طريق شراء الذمم أو الوعد و الوعيد و الغرامات و المحاكمات بتهم أحيانا لا تستند لأي أساس قانوني و المؤسف في بلادنا أن المحاكمات كانت بمباركة وزراء ينتمون لأحزاب كنا نظن أنها أحزاب تقدمية ، الطامة الكبرى هي عندما يتتحول صحافيون إلى أداة يجلد بها المخزن الصحافة التي لا زالت تحافظ على خط تحريري متنور و هنا تحضرني مواقف رشيد نيني الأخيرة التي أثارت الشكوك، و يظهر و كأن هذا الصحافي الذي اقلق المخزن في وقت ما ، غير " اللوك" و لبس "لوك المخزن" أو كما يقال في خطابنا العامي " قلب الفيسنا " ، ففي عموده الذي صادف توقيف جريدة " أخبار اليوم " تحول النيني إلى " دراكولا" من أعنف مصاصي الدماء ، يظهر سعيدا بمحنة الآخرين ، تحول إلى مدع عام و إلى جلاد و لفق التهم و استعد لإصدار أقسى العقوبات على الصحافيين المتورطين في قضية الكاريكاتور عن زواج الأمير المولى اسماعيل ، والغريب في الأمر أن رشيد " الممخزن " أدان الجريدة والصحافيين قبل أن يقول القضاء كلمته وبالتالي شرعن ممارسات غير قانونية مارستها الداخلية ضد الجريدة عندما أمرت بإغلاقها وتدخل نيني في السيرة الشخصية للصحافي كدار وأسهب في الحديث عن أسباب طرده من المساء التي ستعيش خريف عمرها بسبب نيني الممخزن و بعد أن أشفى غليله في أصدقاء الأمس قدم نصائح لا دلالة لها فارغة أوصاهم بعدم اللعب في ملعب الفيلة ، من هم الفيلة ؟ وما المقصود بهم . بل ما المقصود بالنصيحة المخزنية ؟، رشيد نيني " تشفى فعلا في الصحافيين " و قام بمرافعة ضدهما قبل المحاكمة ، تصرف نيني يدفع إلى الشك في الصحافة المغربية ومدى قدرتها على إنضاج مجتمع مدني يمحو من قاموسه مصطلح المخزن و يربي أجيالا جديدة تؤمن بالديمقراطية و تؤسس لدولة الحق و القانون، و ليس لدولة الخوف من المخزن كسلطة مجردة, رشيد نيني بكتاباته الأخيرة يكون قد كشف عن موقعه الحقيقي و بالواضح و قد نلمس ذلك مما كتبه في عموده خلال الأشهر الأخيرة ، اعتذر لعشاق رشيد نيني،ولكن من حقي أن أعبر عن موقفي من صحافي لم أعد أحترمه و أقول له في الأخير " شد حزام السلامة و لا ندامة ".