نشرت مجلة نيشان مقالا للإستاد احمد بن شمسي تحت عنوان «سبتي الملك» وقد تطرق في مقاله هذا إلى المعضلات التي تقف وراء نهضة الشعب المغربي والتي يتسبب فيهل بعض العقول المريضة أو الذين يعتبرون أنفسهم ملكيون أكثر من الملك، وهذا يقع في ما سمى بالعهد الجديد، ولكن «المس بالمقدسات» الحقيقي لا احد يستطيع أن يتكلم عنه بكل صراحة. بيع ممتلكات الشعب المغربي لإغناء النخبة المقربة إلى السلطة والتغاضي عن التصرفات المشينة اقتصاديا لبعض الوزراء وبعض الذي يعتبرون علية القوم (لأننا مازلنا نعيش العهد الجاهلي، عهد الأسياد والعبيد) والبرلمانيين (المعروفين بشراء المقاعد الوثيرة من جميع الجوانب في القبة التي يسلخ أمامها الحقوقيين والدكاترة في العهد الجديد كما كان الحال في سنوات الجمر والرصاص)لا يمكن تصنيفه ضمن «المس بالمقدسات» لتبقى هذه الجملة الحجرة العائقة في طريق دولة الحق والقانون، وفي دولة المؤسسات وهلم جرا من تلك الشعارات التي تطربنا بها الإذاعة والتلفزة المغربية. وبالمناسبة اعلن عن التضامن المطلق والللامشروط مع الرفيق محمد بوكرين المحكوم بسنة سجنا من طرف ابتدائية بني ملال يوم 26/06/2007، وإن ذل هذا على شيء إنما يدل على الانتكاسة التي تلقاها المجتمع المدني ، بسبب تراجعات بعض المناضل المحسوبين على حقوق الإنسان سابقا وعلى رأسهم الهالك إدريس بنزكري، أسف يا بنزكري إن قلت فيك كلمة حق لان الحياة قصيرة ولا قيمة لها بدون مبادئ. إن عمل هيئة الإنصاف والمصالحة فتحت بابا جديدا لمزيد من الخروقات والانتهاكات التي لن يستطيع الجيل الحالي إيقافها إلا بمزيد من التضحيات الجسام في ظل وجود تلك المخلوقات في البرلمان المغربي وحكومة المملكة المغربية التي تدنس بالفعل العمل الحقوقي وتضع المغرب في مراتب غير مشرفة أمام المجتمع الدولي. معذرة على عدم الفواصل لان النص لا يستحمل الوقوف لان سنة سجن في حق كهل حقوقي تعتبر من اكبر «المساس بالمقدسات الشعبية المغربية» . لن ينساك التاريح يا محمد بوكرين ولن تنساك الاجيال القادمة لانك قدمت التضحيات تلو التضحيات مند عهد المغفور له محمد الخامس، وعهد المغفور له الحسن الثاني، وها انت مازلت على نفس الدرب في عهد محمد السادس، اطال الله في عمرك لتكون شاهدا على تاريخنا المليء بالاعتقالات التعسفية وفي زمن العهد الجديد، زمن دولة الحق والقانون، زمن دولة المؤسسات، انعم بالراحة يا محمد بوكرين لانك الان تدرك حقيقة الشعارات الزائفة ولا تنسى ان ورائك ملايين الجماهير التي ستقضي معك السجن ولو انها خارج الاصوار، لان السجن الخارجي اشد وطئة من السجن الصغير الذي تتواجد فيه الان. وغدا نتعانق من جديد، اما ابناء المارشال اليوطي فلا عناق بيننا ولا مصافحة، والتاريخ يسجل، سجل يا تاريخ سجل انه الكفر بعينيه، بانه الجحيم على وجه الارض. وهذا نص المقال المنشور في مجلة نيشان للاستاد احمد بن شمسي «فلوس الشعب فين مشات / فالدجيسكي والحفلات» هذا الشعار الذي هتف به نقابيان يوم فاتح ماي من هذه السنة في اكادير، كان بدون شك شعبويا. وبدون شك ايضا، كانت الاشارة للدجيسكي تستهذف الملك محمد السادس. باعتبار هذه الرياضة المفضلة لدية. واخا، اومن بعد؟ اومن بعد .... حكم على هذين الرجلين بسنتين سجنا نافذا، بتهمة «المس بالمقدسات»! نفس الحالة في القصر الكبير حيث هتف خمسة ناشطين حقوقيين بما سمي ب «شعارات ساخرة في حق الملك». الجزاء: 3 سنوات نافذة، رغم مأساتهم، يمكن اعتبار هؤلاء محظوظين لكونهم مناضلين، إذ استفاذوا من دعم ومساندة رفاقهم وبعض الجرائد. الشيء الذي لا ينطبق على العشرات من الأشخاص غير معروفين والذين يعيشون كل سنة نفس الشيء، في الظل واللامبالاة . والأمثلة كثيرة: في طاطا، احد الباعة المتجولين يقيم منذ أكثر من سنة في السجن لأنه شرك(1) واحد المجلة ! الله اعلم علاش، اراد بعض رجال السلطة إجباره على شرائها (بعشرين درهم ما شي ساهلة) قاوم في البداية، لكنه استسلم أمام التهديد وأدى ثمن المجلة قبل ان يمزقها غضبا. من زهر الزغبي (2) كانت فيها تصويرة الملك. سنتين سجنا نافذا. نفس الشيء في أسفي حيث مازال احد السجناء يؤدي فريضته. وضعه مختلف. ما سب ما شرك مجلة. جريمته أنه اشتبك مع ضابط شرطة في بار. في الغد فوجئ الرجل بالوكيل يتهمه ب «سب الملك». بلا أدلة، بلا شهود. واخا هاكاك (3) ، خمس سنين ديال الحبس. مثال أخر في الدارالبيضاء. داخل قاعة المحكمة، وخلال محاكمة عادية بسبب التقصير في النفقة، اشتكت إمرأة للقاضي قائلة بأنها منذ بدأت العمل وزوجها «حاط رجل على رجل ما كايدير والوا، «بحال شي ملك» ؟ ! مزيااااان على الضسارة (4) ! عام ديال الحبس ! حالات كهذه كثيرة وتتكرر كل شهر في كل بقاع المملكة. تاعت الله (5) واش كيجيكم هاد الشيء عادي (6)؟ في الاصل كان «المس بالاحترام الواجب للملك» أداة سياسية ابتكرها الحسن ليقتل في الرحم كل معارض. مع مرور السنوات، أصبحت هذه الاداة وسيلة لتصفية الحسابات كيفما كان نوعها. باغي تصيفط (7) جارك للحبس؟ اتهمه، ولو برسالة بأنه سب الملك. القاضي لن يطلب أي دليل. وأخطر من ذلك لن يتجرأ أحد على الشهادة لصالحه، وفي أغلب الحالات محال يلقى حتى محامي يدافع عليه. وسيسجل كاتب الضبط بكل سوء نية، أن المتهم اختار الدفاع عن نفسه، دون ان يقترح عليه تنصيب محام من طرف الدولة (وهذا إجراء إجباري عادة). وبما ان المتهم، في أغلب الاحوال، شخص بسيط أمي لا يعرف حقوقه. فإن هذا الظلم الصارخ يمر مر الكرام، لا عين شافت ولا قلب وجع. مفهوم «سبيتي الملك» داخل لينا في الدم. نعتبره شيئا خطيرا، جريمة لا تغتفر. علينا ربما، عليك ربما عزيزي القارئ، أن تنتفض بشدة، أن تخرج من قوقعتك كي ترى الامور على حقها وطريقها: هذا شظايا الديكتاتورية. طبعا، يعتبر السب والقذف جنحة في كل بقاع العالم، وهذا امر سليم. لكن لا يسجن أحد بسبب ذلك، كما أن إثبات هذه الجنحة يستلزم شرطين: أن يكون الشخص المعنى قد تعرض للسب مباشرة، وأن يضع بنفسه شكاية ضد من سبه. أما انتقاد رئيس الدولة والسخرية منه، مهما بلغت حدتها، فما هي إلا حق أساسي في كل ديمقراطية. إنه لمن العبث أن نزعم أن المغرب سائر في طريق الديمقراطية، وأن نصر على التعامي عن هذا الوضع الشاذ. حتى السيكزوفرينية براسها عندها حدود. ولاٌ لاَ؟ انتهى المقال المنشور في عدد 103-26 ماي/1 يونيو 2007 هذا المقال يذكرني بمقال أخر للأستاذ الصحفي مصطفى العلوي في إحدى أعمدته «الحقيقة الضائعة» كان المكلف بالمراسيم والتشريفات الملكية قد رأى أن إحدى الجرائد نشرت صورة للملك الراحل غير مأخودة بفنية لتظهر الملك في أحسن «لوك» وقد أراد منع الجريدة من الصدور، لكن المغفور له تدخل وترك الجريدة لتصدر وقال إن صورتي منقوشة في قلوب المغاربة. إضافة أن بعض المسئولين ينتقمون من أبناء هذا الشعب في بعض الأحيان بشتى الوسائل واستغلال بعض الثغرات القانونية وما أكثرها، كما كان الحال جملة شهيرة «وكل ما من شانه» التي تستخدم في جميع الأشياء بدون أن نعرف ما محلها من الإعراب والصرف. إلا أننا كنا نفهم بعد النطق بهذه الجملة، إن الحكم بالسجن أصبح يقينا ولا شك فيه. ولن يفوتني أن اذكر بان احد المرمسترشين عفوا احد المستشارين قال جملة في حق المغاربة ونال البراءة من محكمة مغربية ورغم الاعتراف أمام القضاء بأنه يقصد بجملة «عطي التبن للبهايم: يعني أعطوا الأكل للمشاركين في الحملة الانتخابية» ومادام المغاربة ليسوا الا بهايهم فلا يسعني إلا أن أقول إلى بعض المستشارين الذي ينوبون على البهايم المثال الشعبي المغربي (لي حاول على حمارك تحج عليه) كم أتمنى لو طبق «المس بالمقدسات» على الأشياء التي تمس حقا بهيبة الدولة المغربية مثلا : - 1 الاستيلاء على ممتلكات الشعب وبيعها بأثمان بخسة لبعض المحظوظين - 2 استغلال النفوذ للحيلولة دون تطبيق القانون وتنفيذ الأحكام ضد بعض المحظوظين، مما يضيع مستقبل الآخرين. ويبخس من قيمة العدالة المغربية في عيون المواطنين. - 3 البرلمانيين الذي ينصبون على الناس ويحتالون عليهم بشتى الوسائل. - 4 المتلاعبون بأموال الشعب، ومستغلي المناصب لقضاء المآرب الشخصية على حساب الدولة. وهناك العديد من الأفعال التي يمكن أن نطبق عليها قانون «المس بالمقدسات» بعيد عن حماية المكدسات الشخصية، بعيدا على الفكر الشاذ لبعض المسئولين الذي ورثناهم عن المارشال ليوطي وما زالوا بيننا رغم هذه السنين التي مرت على استقلالنا. وتحية لكل من مستهم هذه الألاعيب في هذه الدولة التي مازلنا متشبثين بالدفاع عنها حتى تجاور الدول الديمقراطية بالفعل والأعمال وليس بالقول والإشهار والتبجح فقط. المضطهد الأمازيغي بقرية الدعارة المملكة المغربية الشريفة «مع وقف التنفيذ» ملاحظة هامة: - حين أقول مدينة الدعارة لرفع الالتباس فهي مدينة أصيبت بالدعارة الاقتصادية والسياسية أما الجنسية فهي كسائر المدن المغربية بدون زيادة ولا نقصان. - الأمازيغي: ليس هو المتكلم بالسوسية والريفية والقبايلة والزوارية والطوارقية..... بل هو ذلك الإنسان الذي لا يقبل الذل في نفسه ولا يرضاه في غيره. الهوامش لان بعض الكلمات مغربية (1) شرك: مزق (2) الزغبي: التعيس (3) واخا هاكاك: رغم ذلك (4) الضسارة : الوقاحة (5) تاعت الله: بالله عليكم (6) ) واش كيجيكم هاد الشيء عادي: هل ترون بان هذه الأشياء عادية (7) باغي تصيفط : هل تريد إرسال