في الصورة بنشمسي أثناء محاكمته أن تنفردمجلتا نيشان وتيل كيل بزيارة "دولة" البوليساريو المتاخمة لحدودنا الصحراوية، أمر يحمل أكثر من دلالة ونستشف منه أكثر من عبرة ومغزى. لكن بمجرد أن تطالعنا نيشان بتقرير مصور في 16 صفحة عن ما وصفها بنشمسي بحياة بعد تيندوف ، يكتمل المشهد ويتقرر المعنى. لقد كان أحمد بنشمسي والمهدي السكوري العلوي موفدي المغرب إلى الجمهورية الوهمية في محاولة شد الحبل بين الطرفين. فمجلتا نيشان وتيل كيل كانتا تتابعان أخبار البوليساريو المفصلة وحتى المملة منها، مما جعلهما تحظيان بقمة الترحاب من طرف زعماء الجمهورية الوهمية ويقدمان لها عتروسا مشحما وفيلا محترمة للإقامة فيها أثناء الزيارة، علما بأن سادة البوليساريو قاموا في وقت سابق بطرد صحفيين استراليين يعملان لفائدة يومية دي سانداي مورنينغ هيرال والذين يحوزان ترخيصا من لدن الجمهورية الجزائرية صاحبة الأرض. على أن تقوم المجلتان بعد هذه الزيارة بتقارير تصف الواقع المزري للمحتجزين في تندوف وتحوزا رضى أصحاب القرار في الدولة المغربية، وقد لاحظ كافة المتتبعين كيف "بردت اللعب" مجلات بنشمسي بتغطية حياة الماجدي والاكثار من ذكر جلالة الملك وكيل المديح له ونشر إعلانات الأونا، في تراجع واضح عن سياستها التحريرية السابقة. هل يمكن أن نصدق ادعاءات بنشمسي بأنهم لم يتعرضوا للمسائلة ولم يستأذنوا أحدا لزيارة البوليسارو لا أحد أزعجهم أو ضايقهم، في وقت يختطف فيه المخزن عشرات من المواطنين إما بسبب طول لحاهم أو التشكيك في وطنيتهم، في وقت تكسر فيه ضلوع أطرنا المعطلة المطالبة بالعمل، وتغتصب فيه بنات سيدي إيفني المطالب أهلها بالمساواة ووقف التهميش الذي لحق منطقتهم. مجرد مقالين سابقين لبنشمسي المعنونين ب"سيدي آش كتقول" ، و"صوتوا يرحمكم الله"، عرضا صاحب نيشان للتحقيق واحتجز أحد أعداد المجلة وخضع للمحاكمة ولا زال موقع نيشان الالكتروني موقوفا إلى حدود الساعة ، وفي المقابل يسمح لعريف تيل كيل بزيارة نيشان لمخيمات تيندوف وتقول عبر صفحاتها بأن سكان المخيمات ليسوا محتجزين وتورد وصف جيش البوليزاريو بالمقاتلين الأشداء. إن التقرير الحقيقي لزيارة الصحفيين المشؤومة تم تسليمه إلى أجهزة الأمن بالبلد ليحوزا صك الغفران عن زلاتهم السابقة والتقرير المنجز عبر صفحات نيشان والآخر الذي سينشر في تيل كيل هو الرسالة الموجهة إلى عصبة البوليساريو مقابل كرم الضيافة ولحم العتروس . البوليساريو سائرة إلى الزوال بدون أي طلقة من الجيش المغربي ودون أي شعارات رنانة أو تغطية صحفبة لأنها دولة بدون أرض وبدون مشروعية تاريخية و"عايشة بالصدقة الجزائرية" وهذا ما يرفضه الجزائريون أنفسهم والذين يعتبرون هذا الصراع المفتعل من أهم أسباب تواضع دولتهم.