من العاصمة الرباط أعلن حزب جبهة القوى الديمقراطية، مساء اليوم الأحد، عن إطلاق استراتيجية مواكِبةٍ لجهود المملكة في النهوض بأوضاع المرأة المغربية وعاكسةٍ لتصورات الحزب ومنهجيته بخصوص تمكين المغربيات، مختاراً لهذه المبادرة اسم "جبهة 2030.. من بكين إلى التمكين"، تحت شعار "من الصوت إلى القرار". وقال المصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، خلال خطاب دشن به رسمياً افتتاح حفل الإعلان عن هذه الاستراتيجية، إن "الواقع يكشف أنه بالرغم مما تحقق من مكتسبات ما زالت ممارسات كثيرة تعزز الصور النمطية عن المرأة المغربية"، ضارباً المثل ب"انتخابات 2021′′، حيث "بلغت تمثيلية النساء في البرلمان 24.3 بالمائة (أي 95 نائبة)، لكن 90 منهن وصلن عبر 'الكوطا'، و5 فقط خارجها". وبالنسبة إلى بنعلي، "ما زالت الحياة السياسية ونحن في سنة 2025 تكرّس هذا الواقع، حيث كشفت الانتخابات الجزئية، وتجربة ترشيح الأخت يسرى المسقي بفاس خير مثال على أن الأحزاب وحتى الهيئة الناخبة تفضلان الرجال في الترشيحات، مما يُعيق تحقيق المناصفة التي نبتغيها جميعاً. إن الفشل على هذا المستوى يُبطئ مسيرة المغرب نحو المساواة التي رسَمها الملك منذ 1999". وأضاف "منذ إعلان بكين 1995 التزمَ العالم بالمساواة بين الجنسين، وكان المغرب، بقيادة الملك، في طليعة هذا النضال. إن مكتسبات مدونة الأسرة 2004 والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وقانون الجنسية جعلت المغرب نموذجًا عالميًا، لكن في 2025 نواجه تحديات وطنية تتطلب مواصلة هذا الإرث". الأمين العام ل"حزب الزيتون" أبرز في كلمته، أمام مسؤولين حزبيين ومكونات منتدى نساء حزبه، فضلا عن ضيوف وحاضرين، أن "استراتيجية "جبهة 2030′′ تستلهم التزامات بكين، لكنها متجذرة في رؤية الملك ودستور 2011 لتحقيق مناصفة حقيقية تحترم خصوصياتنا الوطنية". "مرجعية ومنهجية" قال بنعلي إن استراتيجية "جبهة 2030.. من بكين إلى التمكين" تأتي "كوثيقة مرجعية ومنهجية تؤطر تصوّر الحزب لورش التمكين النسائي كخيار نضالي مستدام ورافعة مركزية لبناء الدولة الاجتماعية الديمقراطية الحديثة"، مستحضرا سياقها "انسجامًا مع مقررات المؤتمر الوطني السادس لحزب جبهة القوى الديمقراطية، وتفعيلا للتوجهات الاستراتيجية التي ما فتئ الحزب يؤكد عليها كمدخل لتأهيل الحياة الحزبية، وتثبيت موقع الجبهة كقوة اقتراحية وترافعية تقدمية في المشهد السياسي الوطني". وتابع قائلا إنّ "هذه الاستراتيجية ليست مجرّد تعبير ظرفي أو خطاب مناسباتي، بل هي نتاج سيرورة نضالية وتراكم تنظيمي وفكري يعكس الإرادة السياسية الجماعية لمناضلات ومناضلي الجبهة من أجل مأسسة التمكين السياسي، الاقتصادي والاجتماعي للنساء، وتكريس المساواة والمناصفة كقيمةٍ ناظمة للفعل الحزبي وآلية لتأهيل العرض السياسي للجبهة في أفق 2030". وحسبما أقرّتْه أرضية "استراتيجية جبهة 2030′′، التي طالعتها هسبريس، فهي تطمح لتتمثل "خارطة طريق" تنظيمية وتعبوية تؤسس لرؤية متكاملة ذات أبعاد فكرية، تواصلية، تشريعية ومؤسساتية تؤطر الاشتغال الميداني لمناضلات ومناضلي الحزب، وتنخرط في الدينامية الوطنية والدولية الهادفة إلى جعل "قضية النساء أولوية ضمن الأجندات السياسية والتنموية". وسجل الأمين العام لحزب "الزيتونة" أن "الجبهة إذ تؤمن بأن النضال من أجل حقوق النساء هو نضال من أجل تحرر المجتمع ككل، فهي تُترجم التزامها العملي والرمزي بإعادة الاعتبار لقيم النضال الديمقراطي، من خلال تعزيز الحضور النسائي في مختلف مفاصل التنظيم الحزبي، وفي مواقع التأطير والقيادة، وفي دوائر القرار السياسي والترابي". أهداف ووسائل وحسبما أبرزته أرضية استراتيجية "جبهة 2030′′، فهي "خطة حزبية وطنية مستوحاة من كل التراكمات الإيجابية، تروم تقديم خارطة طريق بأهداف كمية وأخرى هيكلية وتنظيمية"، معلنةً "مواصلة مساهمتنا الجادة في الترافع من أجل رؤيتنا لإصلاح مدونة الأسرة بهدف الوصول إلى مدونة جديدة تسهم في رفع نسبة الزواج وتقليص نسبة الطلاق ب 25 بالمائة وكذا زيادة معدل الخصوبة". وسيتم الاشتغال على ذلك من خلال "حملة مدونة التوازن"، التي تواصل مسار الإصلاح بناء على التراكمات الإيجابية وإرث مدونة 2004. متوسلةً "الترافع والنضال"، تهدف هذه الاستراتيجية إلى "تفعيل هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز- المنصوص عليها دستوريا- بحلول 2027 من خلال الترافع لإصدار المراسيم التنفيذية الضرورية". وتتبنى لهذا الغرض "إنشاء لجنة وطنية لتفعيل الهيئة تضم 50 عضوا (20 من الحزب، 20 من منظمات نسائية، و10 خبراء دستوريين)، فضلا عن تنظيم 60 مائدة مستديرة في 12 جماعة (60 بالمائة منها بالعالم القروي) بمشاركة 25 ألف شخص. كما تروم "رفع المشاركة الاقتصادية للنساء إلى 30 بالمائة بحلول 2030 عبر رفع النسبة الحالية من 19.5 بالمائة إلى 30 بالمائة وخلق 250 ألف منصب شغل". وتقترح الاستراتيجية لأجل ذلك "إحداث وحدة للتنسيق الاقتصادي النسائي" (30 خبيرا)، مع "توسيع برنامج "جسر" لتستفيد منه 120 ألف امرأة بميزانية سنوية قدرها 1.2 مليار درهم، فضلا عن مطلب "إحداث 600 حضانة (400 منها في العالم القروي) بحلول 2028، و"إنشاء 25 منصة رقمية للإدماج المالي، ثم تدريب 60 ألف امرأة على ريادة الأعمال". وفضلا عن طموح "تقليص نسبة العنف ضد النساء" بكل تمظهراته وأشكاله، تتوخى "الجبهة"- حسب المعلن عنه- العمل على "رفع التمثيلية السياسية للنساء إلى 30 بالمائة بحلول 2030، بزيادة عدد المقاعد النسائية من 19 بالمائة إلى 30 بالمائة (ما يعادل 130 مقعدًا برلمانيا). يشار إلى أن الحفل تخللته "فقرات فنية"، وكذا "وقفة تكريم رمزية لنساءٍ شكّلن مصدر إلهام ومسار نضالي مشرف"؛ وهنّ وفاء حجي، منسقة "ائتلاف المناصفة دابا" ووكيلة العريضة الوطنية للمناصفة، والفنانة نعيمة إلياس، كقامة فنية مغربية رائدة، فضلا عن الفنانة حادة أوعكي، أيقونة الأغنية الأمازيغية، وسلمى بنسعيد، كاتبة ومنتجة وفاعلة ثقافية.