عاد اسم القاضي الراحل "نور الدين الفايزي"، الشهير ب"اللحية" إلى الواجهة، في هذه الأيام، بعد أن انتشرت – وبشكل فاحش- مقاطع "التشرميل" والتباهي بحمل السيوف في منصات التواصل الاجتماعي، وكأن مدن المغرب وقراه تعيش في زمن "السيبة"! بكثير من الحسرة، يعلق رواد السوشيال ميديا، لاسيما في عاصمة دكالة، على أخبار، صور وفيديوهات هؤلاء المجرمين. فهل نحن – بالفعل- في حاجة إلى قاضٍ بنفس كاريزما الفايزي ليكبح جماح عربدة هؤلاء المراهقين؟ ها نحن ندفع ضريبة الجهل، الآن.. هنا، بعد أن حاربنا التعليم بشكل أو بآخر منذ سنوات. بدأت هذه الحرب الدنيئة بالسخرية من المعلم والنيل منه، عبر تكريس صورة دونية عنه، بدأت ب"سكيتشات" منحطة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، وانتهت هذه "الحفلات" بتطاول تلاميذ جيل "مذكرة البستنة" على مربي الأجيال، وكأنه عدو المجتمع الأول والأخير، وقد تفاقم الأمر مع ظهور منصة تيكتوك وأخواتها من تطبيقات العهر والبذاءة... ربما، نحن في حاجة إلى عودة أحكام الأشغال الشاقة، بعد أن تحولت السجون إلى مجرد فنادق، يحن السجناء إلى العودة إليها بسرعة... الوضع يحتاج إلى دراسة سوسيوثقافية بالفعل في زمن الجهلاء وبلهاء السوشيال ميديا، بعد أن تقاعست النخبة عن دورها التاريخي، وتحول المثقفون إلى مجرد (كومبارس) يلهثون خلف الامتيازات، ويكتفون بالعيش في أبراج عاجية، بعيدا عن "صداع الرأس" كيفما كان! الأمر يحتاج إلى نقاش حقيقي وجاد، ولكن الساسة مشغولون حالياً بالتسخينات الانتخابية السابقة لأوانها، وما يحدث الآن، لايؤرق بال أي أحد حاليا. تصبحون على وطن...