ما الجدوى إذن من تشييع المتشيع؟ "" فيما سبق حاولت إعطاء عينات مؤثثة للمشهد السوسيو ثقافي المغربي المتشيع. وحتما وجب التذكير أننا بصدد استعراض صورة عن التشيع الذي يسم الإسلام الشعبي في تعبيراته وتمظهراته الاحتفالية. وأما التشيع العالم فليس شأننا فيما قدمنا. والتشيع السوسيوثقافي يمنحنا قرينة على أن تشيعا عبر من هاهنا لم تشأ أن تتعاطى معه آلية التدوين التاريخي كما هو. صحيح أن المؤرخ هو عدو رجل السياسة ، لأنه يذكر ويتذكر. فهذا من باب ما وجب أن يكون . لكن الواقع هو أن عدو المؤرخ هو الانتربولوجي ، لأنه يحفرويؤوّل. ففي الثقافة يوجد ما يأبى التاريخ عن قوله. هناك جانب مهم حاولت التركيز عليه دائما هو: أنك لا تستطيع أن تشيع متشيعا. فهذا تحصيل حاصل. وكما ذكر مرة صديقنا السيد هاني فحص حينما زار القاهرة: "لقد احتقرت شيعيتي أمام شيعيتهم" . وعلى غراره قس الوضع في المغارب. فمن جهة لا خوف على المغرب من حركة التشييع التي بالغ فيها إعلامنا وباقي الإعلام العربي المريض حيث لا يزال إعلامنا يسقط في مكررات الإعلام العربي الذي يسيطر عليه المال الطائفي غير البريئ ويصطنع لنا أزمات وإحراجات لسنا مضطرين إليها ، فكيف يتم تشييع ما هو شيعي في الأصل. من جهة أخرى إن معنى التشيع المقصود هو التشيع للبيت الهاشمي الذي وسم تاريخنا منذ العهود الأولى للإسلام في هذا البلد حتى اليوم. وهذا القدر من الولاء هو مستوى من مستويات التشيع بموجبه يكون المغرب بلدا شيعيا بلا إشكال. وعليه ، كنت أحذر من أن البعض لا يريد الخير للمغرب حينما يوجهه لكي يكون خصما رخيصا أو وكيلا طرطورا لمواجهة التشيع بما هو قناعات وجب أن لا يتم التعاطي معها بالمستوى من التخويف الذي كانت تشكله الأفكار والمذاهب الدينية في مجتمعات القرون الوسطى حيث للدين الدور الوحيد في المجتمع. فحينما يكون التفكير منسجما مع منطق الدولة الحديثة وشروط قيامها التاريخي ومع رهانات السياسات الحديثة، فحتما لا نرقى بالموضوع إلى حالة الهسترة والفوبيا المذهبية. هناك جهات حقيقية ظلت تراهن ليس على أن يكون لها مكان بين قناعات الناس هنا، بل ظلت تطمع أكثر وتراهن على احتواء المغرب لدعوتها. وقد صرف التيار الوهابي ما لا يخفى على مطلع من ملايين الدولارات وأوجد الكثير من المؤسسات التي تغلغلت في الجامعات ومؤسسات معنية بالسياسة الدينية في المغرب وصولا إلى أقصى الأحياء الشعبية. وهي تسعى جهدها لاستدراج المغرب للانتصار لدعوتها واستئصال خصومها من المشهد. ولقد ظل التدين المغربي رسميا وشعبيا في مخطط هؤلاء ، تدينا بدعيا يجب القضاء عليه. وهي الرسالة التي حملها تقي الدين الهلالي وباقي حوارييه الذين أصبحوا اليوم بمثابة الدعاة لهذا الاتجاه الذي بعد أن أخذ نصيبه كاملا من تكفير المغاربة وعدم الاعتراف بعقائدهم بات اليوم يمارس التقية عبثا لإخفاء نزعته التكفيرية حيث من ردود الفعل عليها، إقدام عدد من الشباب على تبني الفكر الشيعي بوصفه محررهم الوحيد من الفكر التكفيري وعقائده الكافرة بالتعايش والتقدم. فلا ننسى دعوى هذا التيار لهدم جميع مزارات الرموز التاريخية المغربية والقضاء على التصوف بل ومحاربة ما يعتبرونه مظاهر بدعية في إسلام المغاربة التي بلغت بهم حد الاستهتار بالنسب الشريف. ثم لا ننسى أن الفكر الوهابي على عنفه في الخطاب وفي السلوك امتلك من الجاذبية ما تجاوز به التسنن التقليدي. فهو أكثر حيوية وانضباطا وحضورا ووضوحا من التسنن التقليدي. غير أن للتشيع جاذبية أخرى فاقت التسنن التقليدي بوصفه الحاضر/الغائب عن مسرح الأحداث، كما فاقت التيار الوهابي بوصفه تسطيحا للفكر والفقه، ومؤسسا للعنف في الخطاب والسلوك. يكفي مثالا جليا على ذلك أن من مظاهر هذا التسلط أن يقاد الناس إلى الصلاة بقسوة وتغلق دكاكينهم ويصل الأمر إلى الضرب والعقوبة. ومثل هذا يتناقض مع الأعراف المغربية حيث لم نشهد لهذه الظاهرة مثيلا سوى في العهد الموحدي حيث كان الناس يعاقبون حدّ القتل على الصلاة. والعرف الفقهي في المغرب حيث لا يزال يحافظ عليه كما في بعض الجوامع العتيقة التي لا زالت على التقليد نفسه أن ثمة في الظهر أو العصر أذانين. الوقت الأول للمتمكنين، والثاني وعادة ما يسمى ب" الهبوط" هو لغير المتمكنين من الحضور وهم في العادة جمهور المتكسّبين والباعة وأصحاب الصنائع والأباعد. وهذا الترخيص هو فقهي بلا إشكال وينسجم أكثر مع تعقيدات المدنية المعاصرة. ولو أنهم أضافوا إليه الجمع بين الصلاتين : الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء وهو مما صحّ في الفقه السني نظرا وسارت عليه الشيعة عملا من خبر ابن عباس، عن رؤية الرسول ص يصلّي جمعا في السفر والحضر لكان ذلك أدعى للترخيص وأنسب لتعقيدات المدنية المعاصرة ومقتضى اقتصاد الزمان. انتصرت الوهابية على التسنن التقليدي ، وانتصر التشيع على الاثنين معا من خلال اجتهاديته المنفتحة والمفتوحة وإنجازاته الشاهدة والمشهودة ، والأهم من ذلك من خلال فرصته التاريخية لتحقيق تواصل مباشر مع العالم لشرح عقائده والدفاع عن نفسه وتحرير فقهيه الأكبر والأصغر من الصورة النمطية التي سجنهم فيها خصومهم من محرري الملل والنحل. أولئك الذين قال عنهم مرّة طه حسين، أنهم قالوا في الشيعة ما يعلمون وما لايعلمون. وللأسف ما زالوا على ديدنهم حتى اليوم يقولون فيهم مالا يعلمون. كان هناك اتجاهان يتنافسان ليس في المغرب فحسب بل في المجال العربي والإسلامي كله في غياب السنة التقليدية: الوهابية والشيعة. ولم يكن بد من أن يختار المنفتحون والعقلانيون التشيع، حيث لا وجود لمن ينقذهم من خطر الوهابية غير التشيع في غياب أي عرض سنّي مغري. فالمتشيعون عادة ما عانوا الإحباط واليأس والانسداد في آفاق التصورات الرائجة في سوق الحركة الإسلامية، وعادة ما وجدوا في التشيع أجوبة على تساؤلاتهم وحيرتهم. غير أن المتشيع يظل وفيّا لذاكرته. وقد يكون المتشيع هو الوسيط الذي يمكنه أن يجسر العلاقة بين المدرستين. فالمتشيعون بإمكانهم أن يؤدوا أدوارا إصلاحية تنظر في المذهبين وتعالج ما لم يقو على معالجته من غرقوا في المذهبية والطائفية من الجانبين. فغاية المتشيّع التواسط مهما حاول أن يتشدّد طلبا للتماهي والتّكلّف في إظهار صورة شيعي أكثر من الشيعة. وهذا يتطلب سياسة توجيهية متحررة من أحكام القيمة ، السياسة التي تدفع بالمتشيع إلى منتهى العزلة والانطواء والسلبية وردود الأفعال. فأدواء المتشيعين لا تقل ضراوة عن كل الأدواء. والعناية بهم دينيا وأخلاقيا أمر آكد. وتركهم للفوضى والعزلة والحيرة فيه مضرّة. ودولة الإنسان تفي بهذا الغرض. وثقافة التسامح ودولة الحق والقانون بذلك جديرة. ورحمة الأوطان وسعة السياسة بذلك حقيقة. وعليه، فإن دعوى أن المغرب هو بلد شيعي، فمعناه أنه لا يحتاج إلى تبليغ شيعي يعيد له ثقافة المحبة والولاء للدوحة العلوية الشريفة. كما أنه يحصنه من دعوة الاستئصال التي تريد للمغرب وهو الشيعي ثقافة وولاء بالمعنى العام أن تجعل منه خصما للشيعة ، بما يسيء إلى سياسته الدينية وسمعته الدولية . فلم يكن من المجدي تحميل عبارة كهذه أكثر مما تحتمل ، لا سيما حينما تصدر عن شخص يدرك الدين في حدود العقل، وتتحكم به نماذج التفكير التاريخي والسوسيوثقافي والسياسي. فالذين أوّلوا ذلك الكلام بما لا يحتمله عاقل، إنما عبروا عن خيالهم الفقير هم ، وليس عن مرادي الذي عبرت عنه ببساطة ووضوح وصراحة. لكن يظل السؤال قائما: ما هي حقيقة أن يكون المغرب بلدا شيعيا بالمعنى التاريخي للعبارة..وكيف تم القضاء على الوجود الشيعي بالمغرب تاريخيا بالغلب لا بالإقناع؟ القراءات الطائفية والمذهبية الاستئصالية لا زالت تقدم صورة مغلوطة عن تاريخ قيام الأفكار واندثارها. فالغالب هو دائما من يكتب التاريخ (تاريخه وتاريخ غيره). وحتما حينما يقول البعض إن المغرب قضى على الدعواة المنحرفة والشاذة وقد نسوا أن التشيع ظل يتقاسم الجغرافيا الإسلامية وتاريخها ، تاركا تصميمه في ثقافتها وسياستها وعمرانها كله، وأحيانا امتلك غالبية الجغرافيا الإسلامية: في فترة تاريخية مشتركة انقسم العالم الإسلامي بين الفاطميين في المغرب ومصر والشام والقرامطة في الخليج العربي والبويهين في العراق وإيران أنه بالقضاء على اتجاهات سنية أخرى يكون هذا الغلب دليلا على فساد دعوتها. هكذا أمكننا القول إذن أن المغرب بما أنه قضى على المذهب الحنفي وفي العصر الحديث على المذهب الحنبلي يكون ذلك دليلا على فساد هذه المذاهب. إن مثل هذه القراءة الاستئصالية للتاريخ التي تجعل منه تاريخ غلب بامتياز لا تشرف الثقافة والقيم والتطور التربوي المغربي وهو يتحرك باتجاه إعلان إصلاحات تاريخية في المجال الروحي. ومن هنا سوف أحاول بعجالة أن أتحدث عن بعض المنعطفات التي تؤكد على الوجه الشيعي الممتنع التفكير فيه من تاريخ المغرب ، وهو وجه يشرفه كما تشرفه كل التجارب الأخرى لأنها جزء من تاريخه الوطني. فالمعول عليه هنا هو أن الشخوص الأساسية في هذا المشهد التاريخي سواء أكانوا سنة أو شيعة أو غيرهما يمكن أن نتحدث عن تاريخ الخوارج في المغرب أيضا هم مغاربة. إن الذين يتحدثون بكثير من الخواف من غلبة هذا المذهب على ذاك ، تستولي عليهم قناعة مغلوطة قوامها أنه بإمكان مذهب من المذاهب أن يسود وحده في هذا البلد أو ذاك ، أو قوامها أن بلدا ما حينما يكون شيعيا أو سنيا فإنه ستتغير وجهته السياسية والاجتماعية كما لو كان المذهب وحده يملك سلطة هذا التغيير بل كما لو كان الدين في مجتمعاتنا هو من يملك سلطة التغيير. فحتى لا نخطئ كثيرا ، أقول: لا يمكن تغيير الخريطة المذهبية اليوم بالمعنى التقليدي للعبارة لأي بلد ، ولكن هذا لا يمنع من وجود قناعات عند البعض يجب أن لا يتم التعامل معها بسياسة التسلط على الضمائر. قناعات تخرم المدن المحروسة سواء أتعلق الأمر بمجتمع شيعي أو سني ، فهو أمام حتمية انسياح القناعات، لا سيما لما تصبح القناعات لا تتعدى كونها حقا في الاعتقاد لا رغبة في التسلط. فالدولة الحديثة بقيمها التي عبرت عن تاريخ من النضال الإنساني الحر، جعلت لا أحد يملك أن يتسلط على الآخر بدون حق في متناول أفهام العالم ومداركه. هؤلاء باختزالهم هذا، يؤكدون على أنهم لا يدركون بأن المعول عليه في استقرار البلاد هو ما أكده الدستور لا ما في بطون كتب الملل والنحل! ***************************** [1] عبد الله العروي ، مجمل تاريخ المغرب ، ص14، ط2 2004 ، المركز الثقافي العربي، بيروت [2] لقاء مع أمين معلوف ، الحياة اللندنية، حاوره عبده وزان 11/03/2006 [3] انظر مثلا : ادريس هاني : الإسلام والحداثة : إحراجات العصر وضرورات تجديد الخطاب/ مركز فلسفة الدين والكلام الجديد ببغداد ، ط: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع/بيروت مشروع التبني الحضاري والتجديد الجذري/ منشورات أوميغا للتواصل والنشر والتوزيع المغرب 2006 [4] لا يستطيع أحد من هؤلاء أن يحارب الشيعة إلا بعد أن يذكّر بتقاليد المغاربة في محبة أهل البيت، واستدعاء تاريخه الذي هو في نهاية المطاف شيعي: كتاريخ الدولة الادريسية . إن خصوم الشيعة لا يمكنهم محاربة الشيعة إلا بعد أن يتشيعوا. ومصداقه أنهم يجتهدون لتوضيح محبتهم لأهل البيت وتوقيرهم ولو مجاملة ليس لها في واقع سنتهم العملية أثر. وبالجملة فإن غير الشيعة لا يتذكرون أهل البيت وشأنيتهم وفضائلهم إلا حينما يذكرهم أو بالأحرى يحرجهم بها الشيعة. مع أنهم يذكرون بالليل والنهار أخبار وحكايات نكرات من تراثنا من أباعد الصحابة أو التابعين وقد لا يقفون عند فضيلة لعلي أو علم من علومه مدى الدهر ولا يبالون. وقد يحفظ حفاظهم كل فضائل البلدان والخضروات ولا يحصي لك فضلا أو منقبة واحدا من فضائلهم الكبرى... [5] تفسير بن كثير ، ج 6 ص 412 تحقيق : سامي بن محمد سلامة ، الطبعة : الثانية 1420ه - 1999 م ، الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع [6] المصدر السابق ، ج6 ص 411 [7] انظر، ادريس هاني : محنة التراث الآخر، ص 66 67 68 ، ط 1 مركز الغدير للدراسات والأبحاث ، بيروت 1998م [8] للتذكير فحسب ، فإنني أستثني التسنن الشعبي لأنه ليس غاليا في حروفيته وتشدده بقدر تشدد بعض القراءات المذهبية الغالية. [9] ابن حجر ، الصواعق المحرقة ، ص 190 ، ط 2 1965 ، مكتبة القاهرة ، انظر أيضا لسان الميزان للعسقلاني ج 3 ص 237 , 395 طبعة حيدر آباد [10] المستدرك للحاكم النيسابوري ج 3 ص 153 طبعة حيدر اباد [11] الخصائص الكبرى للسيوطي، ج 2 ص 225 طبعة حيدر اباد [12] تاريخ بغداد لأبيو بكر البغدادي ج 5 ص 87 طبعة السعادة بمصر [13] . ينابيع المودة للقندوزي الحنفي، ص 244 طبعة اسلامبول . [14] صحيح الترمذي ج 13 ص 249 ، طبعة الصاوي بمصر [15] أخرجه البخاري وأحمد والترمذي والحاكم ، انظر ابن حجر في الصواعق المحرقة ، ص 190 نفس المصدر [16] الخصائص للعلامة النسائي ص 34، طبعة التقدم بمصر. [17] هذا من إخراج الشيخين ، انظر بن حجر في الصواعق المحرقة ، ص 191 ، المصدر نفسه. [18] منتخب كنز العمال بهامش المسند ج 5 ص 97 ، طبعة الميمنية بمصر، ومثله عن الحافظ أبو القاسم الدمشقي ذكره ابن حجر في الصواعق ، ص 160 ، المصدر السابق. [19] ابن خلدون ، كتاب العبر ، نقلا عن محمد المنوني في ورقات عن حضارة المرينيين ، ص 423 ، ، منشورات كلية الآداب بالرباط ، ط 3 2000 ، مطبعة النجاح الجديدةالدارالبيضاء . [20] مكنز التراث الشعبي المغربي ، ص 247 ، ط1 ، الناشر: جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية ، سكورة ، ورزازات دار القرويين 2008 ، الدارالبيضاء/ المغرب [21] إدمون دوطي ، السحر والدين في أفريقيا الشمالية ، ص 347 ، ت : فريد الزاهي ، منشورات مرسم الرباط ، بلا تاريخ [22] المصدر نفسه ، ص 350 [23] المصدر نفسه ، ص 363 [24] المصدر نفسه ، ص 350 [25] المصدر نفسه ، ص 361 [26] المصدر نفسه ، ص 362 [27] المصدر نفسه ، ص 351 [28] مكنز التراث الشعبي المغربي ، ص 248 [29] أحمد الطيب العلج ؛ الأعراف والعادات في المغرب، ص 157 ج 1، ط 2 2005 ، دار أبي رقراق الرباط [30] المصدر نفسه ، ص 158 [31] المصدر نفسه ، ص 166 [32] ياقوت الحموي: معجم البلدان ، ج 3 ص 471 ، موقع الوراق. [33] يورد ذلك العلامة مرتضى المطهري في سياق حديثه عن التحريفات التي توجد في الثقافة العامية ، انظر: الملحمة الحسينية ، ص 238 ، الدار الإسلامية، ط 2 1992، بيروت [email protected]