اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، بمواضيع تهم على الخصوص، مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي ينطلق اليوم بباريس، والتعاون المصري الخليجي، وتداعيات التفجير الإرهابي الذي وقع بالبحرين الاثنين الماضي، والمفاوضات الخاصة بالنزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وهكذا كتبت (المستقبل) اللبنانية أن مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان يشكل تظاهرة دولية حاشدة للتعبير عن دعم لبنان على مختلف المستويات ووضع آلية تقيه خطر انتقال النيران السورية إليه. أما (النهار) فأبرزت أن الحشد الدبلوماسي الدولي الذي سيشهده قصر الاليزيه ظهر اليوم في استعادة لمشهد ولادة مجموعة الدعم الدولية للبنان في نيويورك في 25 شتنبر من العام الماضي، يتخذ أبعادا ودلالات على مستوى رمزية انعقاده في وقت تتعرض فيه رئاسة الجمهورية لحملة شعواء ويعطل استكمال إجراءات تثبيت الحكومة لأغراض كيدية مكشوفة. وقالت (السفير) من جانبها "لم تعد الحكومة مهتمة لا ببيانها الوزاري ولا بثقة المجلس النيابي، ما دامت "الأمم" المجتمعة في باريس، اليوم، ستمنحها "ثقة حارة" وتمد يدها للتعاون معها، وتحثها على "معالجة التحديات العاجلة التي تواجه لبنان بشكل فعال.. ومن دون تأخير". وسجلت أن "اللافت للانتباه" هو أنه "بعد نجاح فرنسا في استدراج حضور دولي إلى المؤتمر وخاصة وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا، قررت دوائر الاليزيه نقل كل فعاليات المؤتمر واللقاءات التي تعقد على هامشه إلى قصر الرئاسة الفرنسية، بدلا من وزارة الخارجية، وهي أرادت من ذلك توجيه رسالة دعم قوية للبنان". وبمصر أكدت جريدة (المصري اليوم) وفق مصادر مطلعة أن الدول الخليجية الثلاث ، السعودية والإمارات والكويت ، قررت دعم مصر خلال المرحلة المقبلة، حال نجاح المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات وتوليه رئاسة مصر ،بمبلغ يصل إلي 160 مليار دولار تقدم علي أربع دفعات خلال أربع سنوات. وأضافت أنه هذه المبالغ ستخصص لتنفيذ المشروعات التحفيزية ودعم المشروعات القومية وزيادة فرص الاستثمار، مشيرة إلى أن الدول الخليجية الثلاث قررت ذلك رغبة في تشكيل دول عربية ذات قوة اقتصادية كبرى أسوة بالنمور الأسيوية على أن يكون مشروع محور قناة السويس بالتعاون مع مشروع جبل علي بالإمارات ومشروعات لوجيستية أخرى بالسعودية أشبه برأس الحربة للدول الأربع. وفي موضوع ذي صلة، أبرزت جريدة (الأهرام) تأكيد نبيل فهمي وزير الخارجية أن الغرب سوف يتحفظ على اسم أي مرشح للرئاسة في مصر، سواء بمرجعية اشتراكية أو عسكرية أو غير ذلك ، وأشار إلى أن هذه المسألة يجب ألا تشغل أحدا، وأن ما يجب أن نهتم به هو مسار العملية الانتخابية ذاتها وإتمامها. ومن جهة أخرى، ذكرت (الأهرام) إعلان البنك المركزي أمس، عن ارتفاع احتياطي البلاد من النقد الأجنبي في نهاية فبراير الماضي إلى 17 مليارا و307 ملايين دولار أمريكي، مقابل 15.17 مليار دولار في نهاية يناير الماضي. وفي السودان كتبت صحيفة ( الخرطوم) أن الزيارة التي قام بها وزير خارجية السودان أول أمس إلى مصر، "حققت الكثير من الفوائد التي يمكن القول معها بأنها شكلت عبورا حقيقيا إلى آفاق أرحب بعد أن سقطت معها ما يمكن أن نطلق عليه بالجفوة المفتعلة ، ليبقى علينا أن ننتظر حراكا مشتركا للبلدين على كافة الساحة العربية والإفريقية بل والدولية ، وإذا كان للسودان علاقته المتميزة على امتداد القارة الإفريقية، فإن مصر تستطيع أن تقدم الكثير للسودان على الساحة العربية والدولية وهو أمر يمكن تحقيقه في سهولة ويسر وبصور واضحة ومفتوحة يسهل تحقيقها ومتابعتها". ومن جهتها ذكرت صحيفة ( التغيير) أن السودان ومصر اتفقا، وفقا لبيان مشترك صدر عقب زيارة وزير خارجية السودان للقاهرة ، على اعتماد الحوار لتحقيق المنافع المشتركة والالتزام ببنود الاتفاقية المرتبطة بمياه نهر النيل التي تم التوقيع عليها سنة 1959 ، وشددا على تنسيق مواقفهما بخصوص التحديات المستقبلية المرتبطة بمياه النيل، وأعربا عن تطلعهما لاستئناف المشاورات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا في أقرب فرصة ممكنة من أجل التوصل إلى اتفاقات بشأن كيفية إتمام الدراسات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي . وتحدثت الصحيفة ذاتها عن توقف المفاوضات المتعلقة بالنزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق قبل يومين بأديس أبابا ، مبرزة أن مجلس السلم والأمن التابع للإتحاد الإفريقي ، سيعقد جلسة طارئة خلال الأيام المقبلة للاستماع إلى تقرير رئيس الآلية الإفريقية ثامبو مبيكي على خلفية تعليق هذه المفاوضات بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية ( قطاع الشمال) . و توقعت في هذا الصدد أن يتم الترتيب لجولة جديدة من المفاوضات بهذا الخصوص. ونقلت صحيفة ( الرأي العام) عن مساعد الرئيس السودان ، رئيس الوفد الحكومي المفاوض ، ابرهيم غندور ، قوله "إن إمكانية تحقيق السلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق تبقى قائمة وأن التوصل إلى سلام مع قطاع الشمال ليس أمرا مستحيلا فنحن لم نيأس وسنواصل الحوار من أجل السلام باعتباره غاية وسيظل الحوار هو الوسيلة الأولى لذلك" . وذكرت صحيفة ( الانتباهة) ان حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي تقدم باقتراح يقضي بإشراك طرف ثالث في المفاوضات بشأن جنوب كردفان والنيل الأزرق وتحديد النقط التي يتوجب التفاوض بشأنها مسبقا تفاديا لما آلت إليه الجولة الأخيرة التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية. ولاحظت صحيفة ( اليوم التالي) من جانبها أن " المظلة الإفريقية التي اعتمدت عليها الحكومة تفاديا لتدويل قضية جنوب كرفان والنيل الأزرق ، خذلت الحكومة" مبرزة أن "الاتحاد الإفريقي فشل فشلا ذريعا في استغلال المهلة التي أتاحها له القرار الدولي 2046 لمعالجة القضية في إطارها الإفريقي .التدويل الذي كانت تخشاه الحكومة تسبب فيه الاتحاد الإفريقي عبر توصيته لمجلس الأمن الدولي التي أصدر على ضوئها قراره المشار إليه أعلاه . الآن انكشف تآمر الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي وعمالة قطاع الشمال في جر السودان إلى مواجهة المجتمع الدولي لتوقيع المزيد من العقوبات الدولية القاسية عليه". وفي البحرين، واصلت الصحف اهتمامها بتداعيات التفجير الإرهابي الذي وقع، أول أمس الاثنين، في منطقة الديه شمال البلاد، وأودى بحياة ثلاثة من رجال الشرطة، من بينهم ضابط إماراتي كان يعمل ضمن قوة (أمواج الخليج). وأبرزت صحف (البلاد) و(الوطن) و(الوسط) و(أخبار الخليج) و(الأيام) القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء خلال جلسته الطارئة، أمس، ومنها إدراج ثلاث جماعات ضمن لوائح الإرهاب الدولية، وتكليف وزير الداخلية بمواجهة الإرهاب بلا هوادة. وأشارت الصحف إلى أن وزير الداخلية أعلن عن توقيف 25 من المشتبه في تورطهم في الاعتداء، وأكد أن "استسلام القوى السياسية لصوت العنف والإرهاب يضعها في خانة التجريم"، موردة مختلف ردود الفعل التي أدانت التفجير الإرهابي على الأصعدة المحلية والعربية والدولية. أما الصحف القطرية فأولت اهتماما بالوضع في البحرين عقب الاعتداء الارهابي الذي أودى بحياة أفراد من الشرطة ،و بالانفلات الأمني الذي تعيش على إيقاعه ليبيا ، و بالحكم الصادر عن القضاء المصري الداعي إلى حظر جميع أنشطة حركة (حماس) في مصر. وهكذا ، نددت صحيفة ( الراية ) القطرية بالتفجيرات التي اغتالت عددا من أفراد الشرطة في البحرين أول أمس الاثنين ،ووصفتها ب"الهجمات الإرهابية الجبانة الهدامة التي تهدف لزعزعة أمن واستقرار دولة خليجية شقيقة ،من خلال ترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين والعبث بممتلكاتهم ونشر الفكر الضال السوداوي الذي يهدم المجتمعات ولا يبنيها". وقالت (الراية) في افتتاحيتها " أيا كانت المبررات فإنه لا يمكن قبول مثل تلك الأفعال الإجرامية ولا حتى المنطلق الذي تنطلق منه، فكل ما من شأنه الترويج للعنف والقتل والإرهاب سيواجه بحزم حتى لا تعبث فئة ضالة مضلة بأمن ومقدرات الجميع"، مشددة على أن "من لديه مطالب يجب عليه إسماع مطالبه بكل رقي وحضارة وعبر الوسائل السلمية التي كفلها القانون في البحرين(..) ، ثم إن السبيل الوحيد لتحقيق المطالب هو جلسات الحوار الوطني التي تحظى برعاية واهتمام مباشر من أعلى الهرم في البحرين". في الشأن الليبي ، حذرت صحيفة (الوطن ) من تفاقم حالة الانفلات الأمني في ليبيا واتساع رقعة العنف ، مبرزة أن من شان ذلك "عرقلة التحولات المرتقبة والمأمولة في هذا البلد الذي نأمل له التعافي من تداعيات المراحل الثورية التي خاضها، وليتم الانتقال من مرحلة الثورة بأثمانها الكبيرة إلى مرحلة الدولة "، داعية الجميع الى احترام حق التعبير بشكل سلمي ، "والإقلاع عن عمليات العنف التي يكون ضحيتها مدنيين أبرياء، والعمل على تقوية المؤسøسات العسكرية والأمنية في ليبيا، حتى توفر هذه المنجزات الأمنية البيئة المواتية للنهوض الاقتصادي، وليمكن الاستثمار في مقدرات ليبية وافرة". و بعد أن أشارت الى حادث اقتحام مقر المؤتمر الوطني العام بطرابلس أثناء انعقاد جلسته المسائية وتخريب محتوياته واصابة اثنين من نوابه بطلقات نارية، طالبت صحيفة (الوطن) باعتماد "الحوار الوطني الجاد والرزين بين كافة مكونات الحياة السياسية في ليبيا باعتباره طوق النجاة من التفتت والشروخ السياسية، وببناء مؤسسات الدولة واستكمالها وفقا لخريطة طريق يتم الاهتداء إليها " تحقيقا للانتقال السياسي من مرحلة الثورة إلى الدولة . و في تعليقها على الحكم الصادر عن القضاء المصري الداعي إلى حظر جميع أنشطة حركة (حماس) في مصر، عبرت صحيفة (الشرق) عن أملها في أن تعيد مصر مراجعة هذا الحكم وذلك انطلاقا من دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية، مسجلة ان هذا الحكم "سيعمق الخلاف الفلسطيني وهو ما يعني عمليا وأد حلم المصالحة الفلسطينية " . ومن لندن سلطت الصحف العربية الضوء على إعلان وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. وكتبت صحيفة (الشرق الأوسط)، أنه في أقوى إشارة تفصح عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، قال قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي أمس إنه لا يستطيع أن يدير ظهره عندما يجد الغالبية تريده أن يترشح لانتخابات الرئاسة، موضحا أن الأيام القادمة ستشهد إنهاء الإجراءات المطلوب تنفيذها بشكل رسمي في هذا الإطار. وأشارت صحيفة (العرب) إلى أن قطاعا كبيرا من المصريين يعتقدون أن السيسي الذي يحظى بشعبية جارفة في البلاد سيتمكن من استعادة الاستقرار المفقود في مصر منذ أكثر من ثلاثة أعوام. واعتبرت صحيفة (الحياة) أن تأكيد وزير الدفاع المصري ترشحه للرئاسة شكل إيذانا بانطلاق سباق المنافسة في الانتخابات المرتقب أن تنطلق إجراءاتها خلال أيام، مشيرة إلى أن منافسه المحتمل حمدين صباحي طالب بانتخابات "تنافسية حرة نزيهة تكون تعبيرا صادقا عن إرادة المصريين في الانتقال إلى الديمقراطية" مشددا على ضرورة توفير كل ضمانات وشروط نزاهة الانتخابات التي طالبت بها القوى الوطنية. ومن جانبها، أشارت صحيفة (القدس العربي) إلى تلقي الرئيس المؤقت عدلي منصور مشروع قانون الانتخابات الرئاسية أمس تمهيدا لإقراره وسط جدال بشأن عدد النقاط التي قد تجعله غير دستوري، موضحة أن أبرز هذه النقاط اشتراط ان يكون المرشح حاصلا على مؤهل عال، ما قد يتناقض مع المادة 87 في الدستور المعنية بالترشح للرئاسة.