أثار انفجاران بموقعين حساسين في قطاع غزة تكهنات أمس الاحد بأنهما من تنفيذ أصوليين متحالفين مع تنظيم القاعدة ومناهضين لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم القطاع الفلسطيني. "" وفيما يلي بعض التعليقات على أسئلة رئيسية عن الواقعتين. - من وراء التفجيرين؟ لم يصدر اعلان للمسؤولية قابل للتصديق. ومنذ انتزعت حماس السيطرة على قطاع غزة في يونيو حزيران عام 2007 بعد أن تغلبت على قوات علمانية موالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس دأبت الحركة الاسلامية على القاء اللوم في تفجيرات تقع من حين لاخر وهجمات أخرى على أهداف تابعة لها على عاتق حركة فتح التي يتزعمها عباس. لكن الشكوك هذه المرة حامت حول سلفيين يدعون الى الجهاد ضد الغرب ويختلفون مع حماس في أهدافها الوطنية. وهاجمت قوات حماس مسجدا في رفح يوم 14 أغسطس اب بعد أن أعلن زعيم جماعة تطلق على نفسها اسم جند أنصار الله حكما اسلاميا في البلدة الواقعة على الحدود مع مصر. وقتل زهاء 28 شخصا منهم زعيم الجماعة. وأثارت الواقعة تحذيرات من رد فعل محتمل وتكهنات بأن يؤدي صراع مع السلفيين الى تعقيد وتعزيز اتصال حماس بالغرب. - من هم هؤلاء السلفيون؟ معظمهم يشتركون في عقائدهم مع تنظيم القاعدة ويعتقدون أن حماس خرجت على خط الاسلام بالاشتراك في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 التي فازت فيها وفرضت عليها في أعقاب ذلك عقوبات دولية. ومنذ انتزعت حماس السيطرة على غزة من الرئيس عباس العلماني عام 2007 انتقد السلفيون الحركة الاسلامية لعدم فرضها الشريعة الاسلامية. ورغم عدم وجود صلة واضحة في الهيكل التنظيمي بين هؤلاء السلفيين وتنظيم القاعدة فهم يكنون الاعجاب لزعيمي التنظيم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. والبيانات التي يعتد بها قليلة لكن ثمة جماعات مختلفة ربما تضم مئات المقاتلين بعضهم تدرب وقاتل في صفوف حماس لكن أمله خاب في الوقت الحالي في زعماء الحركة الحاكمة. وللاطلاع على دراسة كاملة عن الجماعات السلفية يمكن قراءة تقرير أعده المعهد الدولي لابحاث السلام في أوسلو. - ماهو الهدف المحتمل للتفجيرين؟ ضرب المهاجمون مجمعين أمنيين احيط بهما حراسة مشددة تابعين لحماس أحدهما معروف بأنه يضم سجنا. أما الثاني الذي يضم مقرا لاقامة الرئيس عباس فيعتقد أيضا أنه يستخدم حاليا للاحتجاز والاستجواب. واذا كان السلفيون مسؤولين عن التفجيرين فربما كانوا يسعون لاستعراض قدراتهم والمطالبة بالافراج عن عشرات الاصوليين. - هل اسرائيل أيضا هدف للاصوليين؟ كانت اسرائيل دوما هدفا لهم. واشتركت جماعة جيش الاسلام مع حماس في غارة عبر الحدود عام 2006 أسر خلالها الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط. وما زال شليط أسيرا وتجري بشأنه محاولات للتوسط في اتفاق لمبادلته بمئات السجناء المنتمين الى حماس. كما أطلقت نفس الجماعة التي تربطها صلات وثيقة بعائلة دغمش القوية في غزة صواريخ في اتجاه اسرائيل وأطلقت النار على جنود اسرائيليين. كما زعمت جماعة أخرى تسمى جيش الامة المسؤولية عن عدة هجمات صاروخية على اسرائيل. وقتل ثلاثة من أعضاء جماعة جند أنصار الله خلال هجوم في يونيو حزيران على موقع للجيش الاسرائيلي على الحدود. وكان بعض المهاجمين يركبون الخيل. - هل تواجه حماس خطرا؟ لحماس الاف من الرجال المسلحين الذين يفوق عددهم كثيرا أيا من تلك الجماعات الاصولية. لكن مباديء الاصولية وقدرة السلفيين على الاندماج في السكان يجعل السلفيين خصما عنيدا عندما يريدون تفادي مواجهة مباشرة. ومن الاسباب الاخرى لغضب حماس قدرة السلفيين على شن هجمات على اسرائيل الامر الذي يعقبه أحيانا رد انتقامي اسرائيلي في وقت ربما تسعى فيه حماس الى الالتزام بتهدئة. ويقول مسؤولون في حماس انهم يركزون على "اعادة تلقين" معتقلين أصوليين أملا في اعادتهم الى خط اسلامي أقرب الى مباديء حماس.