أردنا أم لا فالمسؤولية الأولى والأخيرة تتحملها الحكومة بشكل مباشر (... ) فالمواطن الذي يختار قوارب الموت ويسلم جسده للبحر وسمك القرش ليس بالأمر الهين . وأتحدى أي وزير أن يقوم بتلك الشجاعة لأنه لا يملك مفاتيح الإحتياج والعوز . وتبقى الهجرة بأشكالها نقطة سوداء على جبين كل من تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام . فأمام الوضع المزري وحياة الفقر والبطالة والعطالة وأمام المرارة التي تستيقظ عليها الطبقة العامة في كل فجر جديد يضطر أبناء الوطن لربط مصيرهم بالهجرة ولو بطرق غير شرعية فمن يبحث عن تأشيرة مكلفة أو عقد عمل " مضروب " أو ركوب البحر أو بالمعنى الصحيح التخلي عن بلده في ظل حكومة ناقصة عاجزة قاصرة ومصلحية (..) لعله يجد فرصة ثانية في وطن ارحم على العباد. "" فالحكومة الحالية منذ تعيينها على رأس المواطنين لم تستطع تدارس الملفات الإجتماعية لإيجاد الحلول ولو نسبيا لمحاربة الهجرة الغير الشرعية وحماية أبنائها من الانتحار . ليس الحل في العقوبات و سن القوانين الزجرية فالدول الديمقراطية الحقة تبحث الحلول كمنحى أساسي واولي وبعدها تفرض العقوبات وليس كما هو " مقلوب " عندنا المحاسبة قبل إشباع البطن . هنا افتح قوسا لأذكر خالد الناصري الوزير , ان ما يصرح به كناطق باسم الحكومة لا يجد أذانا صاغية لان المغاربة يحملون اليوم عقولا واعية ولا تطربهم سانفونيات الإعلام المدلل المخدوم ولا برامجه التافهة الملهية الماسخة ولا بعض الجرائد الحزبية التي لا تليق إلا لمسح الزجاج وتسخين حمامات البوادي اما القراءة فبزاف علينا لأننا نختلف " وكل واحد منا أقرايتو " وخاصة عندما " كتقراو حسيفة فولاد البلاد " (..) ربما يسأل الوزير أش من حسيفة ؟ نقول له أول حسيفة أين تتجلى تكافؤ الفرص في المناصب والمسؤوليات ؟ لماذا نفس الوجوه قابعة في المناصب رغم أن بعضها قيل فيها ما لم يقله مالك في الخمر ؟ لماذا تبدير المال العام في الشطيح والدرديك والمهرجانات الماسخة عوض توظيفها في مشاريع تحل أزمة المعطلين وحاملي الشواهد العليا أفوقها إجازيكم الله سبحانه؟ ألا ترى السيد الوزير بأن المشاريع الكبرى لملك البلاد غطات عليكم بزاف دوليا حيث مفاهمينش اللعبة داخليا؟ يا وزير الإتصال لو كنت تتفرج على برنامج " مختفون " لتأكدت بأن التقصير الحكومي متواجد بنسبة كبيرة (...) ولو كنت من متتبعي أخبار المهاجرين لفطنت بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب حينما اعترف بأنه مسؤول على بهيمة لو تعثرت في طريقها (...) لكن ما باليد حيلة فالحفاري عندنا بالملايين . اما واقع فيها غير الفقير . فكيف يمكن للحكومة الا تعطي اهمية لملف الهجرة وتشتغل على احياء المهرجانات والمواسيم وتوافق على ميزانيات ضخمة لهدرها في ساعتين يستفيد منها مغنيات أجانب ، عرين على نهودهن ، وتحت الحزام وكأننا والحمد لله عايشين بخير ولم يبق إلا السمر والسهر والفرجة . لم نر خرجة إعلامية واحدة لكم السيد الوزير بخصوص وضعية المهاجرين في إيطاليا وما أصيبوا به من خيبة التذليل والتحقير من قبل السلطات الأمنية وأين مجلس الجالية ورئيسه السي ادريس أم أن المسؤولية تتجسد عند الأفراح والسراء فقط ؟ الجالية المغربية في إسبانيا " تقهرات مزيان " وعانت الويلات , والمشكل أنها فضلت البقاء على أن تعود إلى المغرب في ظل حكومة لم تقم بأي شيء تنموي للبلاد ولا للعباد وكما يقول المثل الشعبي " العشا الزين ريحتو عاطيا من العصر " أما حكومة الأحزاب فالرائحة التي نشمها فهي رائحة تقضي على الأخضر واليابس شعارها في ذلك " البقاء " و " القافلة تسير حو فيكم المغاربة .