قدمت وثائق عرضتها محكمة أمريكية الجمعة المزيد من الأدلة حول الاختفاء الغامض لعشرات الشبان من أصول صومالية بالولاياتالمتحدة، وظهورهم لاحقاً في مقديشو ضمن العناصر المتشددة التي تقاتل تحت لواء "حركة الشباب" فتحدثت عن عمليات تجنيد تتم على الأراضي الأمريكية. "" وبحسب الوثائق، فإن الأماكن الأبرز لجذب مقاتلين من بين المهاجرين الصوماليين بأمريكا هي المساجد، والتي يتم من خلالها بناء صلات بينهم وبين "حركة الشباب" التي يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تستخدمهم في عملياتها القتالية وفي تنفيذ هجمات انتحارية. وكان عدد من أقارب شبان غادروا إلى الصومال قد أشاروا بأصابع الاتهام إلى مركز إسلامي في مدينة مينابوليسالأمريكية يدعى "مسجد أبوبكر الصديق،" وهو أمر نفاه شيخ عبدالرحمن شيخ عمر أحمد، إمام المسجد، الذي اعتبر أن الاتهامات "لا أساس لها." وجاءت المعلومات حول دور مراكز العبادة في تجنيد المقاتلين ضمن مذكرة دفاعية قدمها بول إينغا، محامي عبد الفتاح يوسف عيسى، المتهم مع صلاح عثمان أحمد بتجنيد مقاتلين لصالح تنظيمات إرهابية والتسبب بجرح أو قتل أشخاص خارج الولاياتالمتحدة. ولفتت المذكرة إلى أن عيسى نفسه جرى تجنيده في مسجد، وقد قصد لاحقاً الصومال حيث تدرب في صفوف حركة الشباب، غير أنه ادعى بأن ذلك جرى قبل أن تضعها وزارة الخارجية الأمريكية على قائمة التنظيمات المتهمة بالإرهاب. ودافع إينغا عن موكله بالقول إنه سافر مع عدد من الشبان إلى الصومال بهدف "مقاتلة الجيش الأثيوبي المحتل" خلال فترة تواجده على الأراضي الصومالية. ولفت في مذكرة الدفاع إشارة إينغا إلى أن أحد الأمريكيين من أصول صومالية الذين التقى عيسى بهم في معسكرات "حركة الشباب" هو شيروة أحمد، الذي قام في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتفجير نفسه في مقديشو ليكون بذلك أول أمريكي ينفذ عملية مماثلة بالصومال، ما دفع الاستخبارات في واشنطن إلى فتح هذا الملف. وكانت عدة مدن أمريكية قد شهدت خلال الفترة الماضية حالات اختفاء غامضة لشبان من أصول صومالية، اتضح لاحقاً أنهم تمكنوا من عبور الحدود والانتقال إلى الصومال، حيث يُعتقد أنهم انضموا إلى تنظيمات مسلحة تنشط في الإطار الإسلامي، وفقاً لما أكدته مصادر أمنية وعائلات. ورجّح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI أن يكون الشبان، وهم بالعشرات، قد قصدوا الصومال "للقتال، وهم يتوزعون على ولايات بوسطن وماين وبورتلاند ومساتشوستس وأوهايو، على أن العدد الأكبر منهم كان من سكان مينيابوليس، بولاية مينيسوتا. ويذكر أن الصومال تفتقر لوجود حكومة قوية منذ عام 1991، وقد انسحبت منها بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة بعد أن فشلت في أداء عملها عام 1995، لتغرق البلاد بعد ذلك في فوضى عارمة لسنوات. وفي ديسمبر/كانون الأول 2006 تدخلت القوات العسكرية الأثيوبية لدعم الحكومة الاتحادية الانتقالية الصومالية الضعيفة ضد تحالف المحاكم الإسلامية الذي يسيطر على مقديشيو. وفي العامين الماضيين تصاعد القتال إلى حد كبير، وفشلت محادثات السلام المدعومة من أطراف دولية في إحداث أي أثر على الأرض. وتقوم ميليشيات إسلامية تنشط في إطار تنظيم يحمل اسم "الشباب" حالياً بشن عمليات للسيطرة على قرى ومدن في وسط وجنوبي البلاد، ويُعتقد أنها قد تمكنت من فرض هيمنتها على مساحات واسعة، ويرى خبراء أن التنظيم قد يكون على صلة بالقاعدة.