"عْلَاشْ عَاوْتَانِي خْرَجْنَا.. حِيتْ الحُكومة حَكْرَتْنَا"، و"عْلّي الصّوت عْلّي الصّوت.. مْعَ العشْرِين مَابْقَاشْ الخُوفْ"، هكذا تغنّى عشرات الفبرايريّين والمُعطّلين ب"ثورة" لم تكتمل، حسب تعبيرهم، واحتفلوا بذكرى انطلاق حركة 20 فبراير، بلافتات التي لم تتغير شعاراتها على مدار ثلاث سنوات من انطلاق الحراك العشريني عام 2011. الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت أمام البرلمان، واختلطت فيها شعارات المعطلين بالفبرايريّين، احتفالا ب"عيد الشعب"، استحضر فيها المشاركون أبرز مطالب حركة 20 فبراير، من التشغيل والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فيما رفعت شعارات تطالب بإسقاط حكومة عبد الاله بنكيران وانتخابات برلمانية سابقة لأوانها ورفض "الدستور الممنوح". الهتافات نادت بحياة "20 فبراير" و"الشعب" وب"رحيل" الجميع، وطالبت بتحقيق مطالب لم تتحقق بعدُ في نظر الحاضرين، حيث رفعت شعارات "الحرية والكرامة والعدالة اجتماعية" و"واك واك على حالة.. الفوسفاط والبطالة"، فيما تم التركيز على مطلب محاربة الفساد بشعار "هي كلمة واحدة.. هاد الدولة فاسدة". من ضمن من حضروا في الاحتفال بالذكرى الثالثة لميلاد "20 فبراير"، آمنة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، التي قالت لهسبريس إنها تواجدها كان بصفة شخصية "لأني شاركت في الحراك منذ انطلاقه عام 2011"، مشددة على أن الحركة "لعبت أدوار كبيرة في تحريك البركة الراكدة للوضع السياسي في البلاد". وذكرت آمنة أن الحراك العشريني حقق عدة منجزات في مواجهة الفساد والاستبداد "أفضى إلى خطاب 9 مارس ودستور 2011 وانتخابات تشريعية سابقة لأوانها"، موضحة أن المغرب لا زال محتاجا للنّفَس الذي جاءت به الحركة "نحتاجه لمحاربة الفساد والاستبداد ووضع قواعد مؤسساتية جديدة وإرساء أسس ديمقراطية". هسبريس وجهت سؤال "هل حضورك اليوم يعني اعترافك ب"عيد الشعب"؟" للناشطة السياسية الإسلامية، لتقول إن وقت خروج 20 فبراير "كان الحراك شعبيّا، ويلمّ الجميع.. لكن للأسف الشديد لم تعد الحركة مفتوحة للجميع.. فهل هي فعلا صوت الشعب !؟". وأضافت آمنة ماء العينين أن الحركة أصبت "على الأقل" اليوم صوتا لفئة معيّنة من الشعب، "الآن لازالت صوتا في الشارع ويجب أن نستمع له"، مشيرة "ما دامت الحركة ترفع شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد والاستبداد فستبقى صوتا مطلوبا دائما". من جهته، قال الناشط الحقوقي أحمد ويحمان، إن نزول أعضاء ومتعاطفي حركة 20 فبراير إلى الشارع اليوم هو تأكيد "على استمرار النضال من أجل الحرية والعدالة.. وهي الشعارات التي أخرجت الحركة منذ 3 سنوات وتعبّر عن تطلعات الشعب". وأضاف ويحمان لهسبريس أن مطالب الحركة لم تتحقق بعد "والنضال متواصل حتى تحقيقها"، وهي المطالب التي لا زالت تدور في دائرة مواجهة الفساد وسيادة القانون على الجميع ووضع حد لسياسة الريع، حسب تعبيره. وفي المقابل يرى ويحمان أن الجانب الرسمي "لم يكن في مستوى تطلعات الشعب وقواه الحية بعد خطاب 9 مارس 2011"، مضيفا "يكاد يصدق من يعتبرها مجرد مناورة من الجانب الرسمي، لأن التّغيير عن النية شيء وإقرار القوانين شيء وتنفيذها على أرض الواقع شيء آخر"، مشيرا إلى أن التعبير عن الإرادة السيّاسية "يوجد بجانب امتحان لتلك الإرادة"، موضحا أن هذا الامتحان يؤكد أن "الجانب الرسمي لم ينضج بعد لإنجاز إصلاحات ضرورية في البلاد". هل ماتت حركة 20 فبراير؟ سؤال انبرى أحمد ويحمان بالرد عليه قائلا "سيكون من قبيل المزايدة واللا موضوعية القول بأن الحركة لا تزال في اتقادها الأول منذ انطلاقها.. لكنها لم تمت كذلك"، مضيفا أن ما تقوم به حاليا هو محاولة لإعطاء إشارة لبقائها على قيد الحياة، "هل حققت تحولات بناءً على تراكمات سياسية.. لا اعتقد ذلك !!". الناشط الحقوقي خلص إلى أنه ما دامت هناك سياسات للقهر والتهميش واستمرار الريع والفاسد، قائمة، على حد تعبيره، ف"ستبقى المطالب وتبقى الحركة"، مضيفا "قد نُفاجئ كما تفاجئنا في تونس مرة أخرى بانبعاث الحراك من جديد بكامل قواه.. من يدري !؟".