لم تكن فاطمة بوجناح ( 21 سنة) تتوقع، وهي في بداية مشوارها السياسي المرتبط بالاهتمام بالشأن المحلي، أن يتم انتخابها أصغر رئيس مجلس قروي على الصعيد الوطني. "" فهذه الفتاة الطموحة، المزدادة بدوار "تكنارت" قيادة "إسافن" بإقليم طاطا والمتوفرة على مستوى الباكلوريا شعبة الأدب الأصيل، انتخبت على رأس الجماعة القروية "تيزغت" الواقعة على بعد 70 كلم من مدينة طاطا . ونالت فاطمة بوجناح، التي تنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، ثقة أغلبية الأعضاء بحصولها على تسعة أصوات مقابل أربعة لصالح منافسها السيد عثمان العسل من حزب الاستقلال. وتحمل فاطمة، المنحدرة من عائلة بسيطة من أصول أمازيغية، منذ نعومة أظفارها هم ساكنة الجماعة التي ازدادت وترعرعت فيها. نفضت الإحباط واليأس وقررت بوعي حاد مبكر أن تعمل على المساهمة في تحسين الأوضاع بجماعتها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. باعتزاز واضح يخامره حياء طبيعي، تقول فاطمة بوجناح لوكالة المغرب العربي للانباء إنها ترشحت للانتخابات الجماعية الأخيرة تلبية لطلب ساكنة هذه الجماعة باعتبارها فتاة قروية متعلمة قادرة على المساهمة بشكل فعال في تنمية هذه الجماعة الجبلية. وأضافت فاطمة بوجناح، أن ساكنة المنطقة وضعت فيها الثقة الكاملة من أجل النهوض بأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية مما يبرر حصولها على 600 صوت وهو المعدل الذي لم يحصل عليه أي مرشح بإقليم طاطا. وبخصوص انتظارات ساكنة جماعة "تيزغت"، التي أحدثت سنة 1992، ويبلغ عدد سكانها أربعة آلاف و756 نسمة، يعيشون على الزراعة وتربية الماشية، أكدت فاطمة أنها ستضع في صلب اهتمامها قطاعي التعليم ومحاربة الأمية المرتفعة جدا في صفوف الفتاة القروية وذلك أمام غياب الإمكانيات الضرورية كقلة المدارس والأطر التعليمية في هذه المنطقة النائية. وأكدت أصغر رئيس مجلس قروي على الصعيد الوطني أنها ستبذل كل ما في وسعها من أجل تلبية حاجات ساكنتها من البنية التحتية وخاصة في مجالات الموصلات والكهرباء والماء الصالح للشرب والصحة، بالإضافة إلى الحد من الهجرة السرية.