دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إسماعيل العلوي مرشحي الحزب في الانتخابات الجماعية إلى الاهتمام أكثر بالعالم القروي، وإلى تكييف التوجهات العامة للحزب مع برامجهم الانتخابية المحلية وفق خصوصيات دوائرهم الانتخابية. واعتبر الأمين العام لحزب الكتاب، في تصريح ل«المساء»، أن الاهتمام بالعالم القروي لا يعتبر وعدا انتخابيا بالنسبة لحزبهم فحسب ولكنه التزام بضرورة التعريف بهموم وانشغالات فئات عريضة من المجتمع المغربي بالقرى، والعمل على تنميتها على كافة المستويات، مشيرا إلى أن برنامج الحزب أعطى اهتماما كبيرا لمختلف قضايا المواطن القروي. وأضاف العلوي أن الحزب سيولي لمسألة تنمية ساكنة القرى الاهتمام اللازم عند تقلده المسؤولية المحلية، وسيعمل على محاربة الأمية في صفوف هذه الساكنة والتخفيض من حالات وفيات النساء الحوامل وكذا في صفوف الأطفال، مؤكدا على أن انشغال حزب الكتاب سينصب كذلك على الرفع من مستوى التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي. ويطمح حزب التقدم والاشتراكية خلال انتخابات ثاني عشر يونيو المقبل إلى تحقيق عدد من الأهداف، والمتمثلة في تغطية 10 آلاف دائرة انتخابية والفوز ب 2500 مقعد وتسيير 150 جماعة، وذلك من خلال تجاوز عتبة 6 في المائة على الصعيد المحلي، و5 في المائة على الصعيد الوطني، عبر الحصول على نسبة 7 في المائة من الأصوات، بهدف تمكين الحزب من المساهمة في تعزيز الديمقراطية المحلية، وتدبير الشأن المحلي وحل مشاكل سكان المدن والقرى، ونهج سياسة القرب لمحاربة الفقر والهشاشة والفوارق الاجتماعية، كما أقرت بذلك اللجنة المركزية للحزب في دورتها التاسعة. إلى ذلك، أشار مصطفى الخلفي، المسؤول عن برنامج حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجماعية المقبلة، إلى أن المؤشرات المتوفرة لدى الحزب بخصوص التنمية على المستوى القروي هي مؤشرات مقلقة، بحيث يوجد نحو 70 بالمائة من فقراء المغرب بالعالم القروي، بينما نسبة الأمية هي ضعف تلك الموجودة في المجال الحضري. وأضاف الخلفي، الذي أعلن أن حزبه سيقدم برنامجه الانتخابي خلال أسبوع، أن الحزب سيعمل من أجل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة في الجماعات التي ستؤول فيها مسؤولية التدبير لمرشحي العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن الأولوية ستعطى لتأهيل الموارد الطبيعية بالمجال القروي وتحسين المؤشرات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، من خلال النهوض بقطاعي الصحة والتعليم عبر تخويل المواطنين إمكانية الاستفادة من خدمات التطبيب، وكذا محاربة الهدر المدرسي والأمية، خاصة في صفوف الفتاة القروية، حيث يضع الحزب كهدف له التخفيض من مستوى الأمية إلى النصف خلال مدة فترة خمس سنوات. وذكر الخلفي، الذي كان يتحدث إلى «المساء»، أن برنامج الحزب طموح ويركز بالأساس على تطوير الأوراش الجهوية وتحسين البنيات التحتية، كما سيعطي حزبه أهمية قصوى لتشجيع التعاونيات لاسيما الشبابية منها من أجل محاربة البطالة والتقليل من الهجرة القروية وهو ما يستدعي أيضا الاهتمام بالمجال الزراعي والغابوي. في سياق ذلك، لم تتمكن «المساء» من أخذ وجهة نظر حزب الأصالة والمعاصرة في الموضوع، إذ في الوقت الذي اعتذر عدد من قيادييه عن الحديث، لم يرد البعض الآخر على الهاتف. إلى ذلك، أشار محمد الفاضلي، نائب الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إلى أن موقف حزب السنبلة واضح من البادية، التي يضع قضاياها ضمن أهم قضايا الحزب التي يناضل من أجلها، مضيفا في حديثه إلى «المساء»، أنه لا بد من تقوية برنامج المغرب الأخضر الذي يعتبر مهما لمساعدة الفلاح على العيش الكريم والاستقرار بالبادية. وزاد الفاضلي بالقول إن الضرورة تقتضي تشجيع العالم القروي على القيام بزراعة تحويلية، من أجل الوصول إلى أمن غذائي، كما أن محاربة الهجرة القروية تقتضي تقريب الإدارة من المواطن القروي وتعزيز البنيات التحتية على كل المستويات الصحية والتعليمية، وهذا ما يسعى إليه برنامج الحركة الشعبية.