بعد ساعات فقط من تعبير رسمي مغربي على لسان مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية المغربية عن إدانة المملكة المغربية واستنكارها الشديدين لإقدام الجيش الإسرائيلي على قصف مخيم يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطيني قرب مدينة رفح، مُخلّفاً سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، خرجت "وقفة شعبية" بالرباط ومدن أخرى، احتجاجاً على "مجزرة رفح"، دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين". وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية، منذ بداية مساء اليوم الاثنين 27 ماي الجاري، توافد عدد من المواطنين والمواطنات، من فئات عمرية مختلفة، على الساحة المقابلة للبرلمان بالرباط، قبل رفع المتظاهرين أعلام فلسطين ولافتات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية التي قادت "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 الذي غدَا "تاريخا رمزياً مجيداً وفارقاً"، وفق توصيف قيادات ونشطاء مغاربة مناهضين للتطبيع. ورفع المشاركون في الوقفة شعارات أبرزها: "الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج والحصار المتواصل في غزة.. جرائم صهيو-نازية بشراكة عربية ودولية في حق الشعب الفلسطيني"، و"رغم القتل والتدمير والتجويع غزة انتصرت والعدو الصهيوني إلى زوال"، كما تجدد وتردد بقوة، من أمام المؤسسة التشريعية، مَطلب حلّ "مجموعة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية-المغربية" ضمن لافتة كبيرة كتُب عليها "الشعب المغربي يطالب بحل وإلغاء مجموعة العار البرلمانية الإسرائيلية المغربية"، وهو ما أكده عبد الحفيظ السريتي، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين. وأكد السريتي، في تصريح لهسبريس على هامش الوقفة، أن "المغاربة اليوم، وبصوت واحد، يجددون مطالبة الدولة المغربية بقطع كل أشكال العلاقات مع هؤلاء القتَلة المجرمين؛ لأنه عارٌ أن تُبقي العلاقات مع الذين أوْغَلوا في قتل الأطفال والنساء والشيوخ العُزّل، خاصة النازحين في خيام بمنطقة رفح"، مسجلاً أن "قتل الأطفال في رفح كان رداً على الهزيمة العسكرية والنفسية لجيش الاحتلال الذي أذلّتْه القسّام وغيرها من كتائب المقاومة الصامدة". معظم الشعارات التي صدحت بها حناجر مغاربة ومغربيات أدانت واستنكرت بشدة "مجزرة رفح" وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي للشهر الثامن توالياً في القطاع المحاصر، فيما أيّدت شعارات أخرى المقاومة الفلسطينية، خصت منها بالذكر "كتائب القسام". ومن أبرز الشعارات المرددة: "يا للعار يا للعار غزة تحت الدمار"، "كلنا فدا فدا لغزة الصامدة"، "غزة الحرة لا تنهار"، "أوقفوا المجازر افتحوا المعابر"، "الشعب يريد إسقاط التطبيع" و"الجيوش مرتاحة والشعوب في الساحة". وبحسب منظميها، تأتي هذه الوقفة "استنكاراً للمجازر والجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في مخيمات رفح ضد المدنيين النازحين من الأطفال والنساء في منطقةٍ قيل عنها إنها آمنة"، بينما سجلت المجموعة ذاتها، في بيان طالعت هسبريس نسخة منه، أن "وقفة 27 ماي بالرباط ومدن أخرى (أبرزها الدارالبيضاء وطنجة وتطوان...) استجابة لنداء المقاومة بتصعيد الفعاليات الشعبية في ساحات الأمة وعبر أحرار العالم، واحتجاجا على الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني والصمت والتخاذل الرسمي العربي والإسلامي المخزي أمام مواصلة الإبادة الجماعية ضد أهلنا في غزة". وإلى جانب أعضاء وقيادات ونشطاء "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، حضَر إلى الوقفة مناهضو التطبيع ورئيس مرصده أحمد ويحمان، فضلا عن رئيس "حركة التوحيد والإصلاح" الحالي ورئيسها السابق، مع حضور ومشاركة نسائية وشبابية لافتة. "تحدي العدالة الدولية" وفي وقت اعتبرت الهيئة الداعية للاحتجاج ما حدث في رفح ليل الأحد-الاثنين بمثابة "تحدّ صهيوني مجدداً للعدالة الدولية بعد قرار محكمة العدل الدولية الأخير بوجوب وقف إطلاق النار على رفح جنوبغزة وعدم اجتياحها عسكرياً"، أشار مصدر وزارة الخارجية إلى أن "المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس، إذ تؤكد على أهمية الامتثال لقرار محكمة العدل الدولية، الذي يطالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في رفح، فإنها تجدد دعوتها إلى الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، وتوفير الحماية للفلسطينيين وضمان النفاذ الآمن، وبدون عوائق، للمساعدات الإنسانية والإغاثية على نطاق واسع إلى قطاع غزة، عبر جميع المنافذ، بما فيها معبر رفح". ولم يتوقف عدّاد القتلى والمصابين في "حرب غزة" عن الدوران؛ فوفق وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان، فإن "حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 36050 شهيدا و81026 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي". وأضاف المصدر عينه أنه "وصل إلى المستشفيات 66 شهيداً و383 إصابة"، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة حتى صباح الاثنين؛ ضِمنُهم 45 شهيداً، بينهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، و249 مصاباً راحوا ضحية القصف العنيف الذي طال رفح.