ترقّب حقوقي مغربي للتطوّرات الممكنة في الاقتحام الإسرائيلي للجانب الفلسطينية من معبر رفح قاد إلى اجتماع موسّع لقيادة الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، عقب وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم أمس الثلاثاء. ومن بين ما حضر بقوة في الوقفة مستجد الاقتحام الإسرائيلي لرفح، وتخوّف من "إبادة جماعية مضاعفة" نظرا للكثافة السكانية الفلسطينية الحاضرة بالمعبر، مع شعارات تحيّي طلبة الجامعات الأمريكية والأسترالية والكندية والأوروبية المتضامنين مع فلسطين والمنادين بالمقاطعة الاقتصادية والأكاديمية لإسرائيل "بوصفها نظام فصل عنصري يمارس إبادة جماعية على الفلسطينيين". وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال محمد الغفري، المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إن الجبهة تنتظر التطورات لتعلن عن مسيرة وطنية، أو وقفات في مختلف أنحاء البلاد، مع تعبيره عن تقديره لأن "ما صرح به بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، ضغط على المقاومة من أجل المزيد من التنازلات، لكن سواء رضخت المقاومة أم لم ترضخ، فهو دموي وسيقتحم رفح". من جهته، صرح عبد الإله بنعبد السلام، منسق الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، لهسبريس، بأن الوقفة قد التأمت للتنديد "بالجرائم المستمرة، وبالمنتظم الدولي العاجز عن تحمل مسؤوليته والأنظمة العربية والإسلامية العاجزة". وزاد: "رفح منطقة جد صغيرة وفيها تكدس للمدنيين يهدد بإبادة مضاعفة، مما يستدعي من الجميع تحمل مسؤوليتهم بعد 214 يوما من القصف، و35 ألفا من الشهداء، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة". أبو الشتاء مساعف، قيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ذكر من جهته أن "الشعب المغربي لا يزال مستمرا في تضامنه وتفاعله مع ما يعيشه قطاع غزة بصفة خاصة، وفلسطين بصفة عامة، من قصف وتجويع وحصار وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية منذ 7 أشهر من القصف والاختباء وراء الفيتو الأمريكي وخرق القانون الدولي". وفي المقابل، يتابع مساعف في تصريح لهسبريس، "نجد من الجانب الفلسطيني 7 أشهر من الصمود والثبات وانتصار القيم الإنسانية لملايين الأحرار، وهبّة فعلا للأمة مع القضية الفلسطينية التي هي البوصلة، وتجمع بين مختلف الأطراف والتيارات". ثم أردف قائلا: "الوقفة تأتي في إطار مسلسل البرنامج النضالي التضامني الذي سطرته السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، وهي وقفة تزامنت مع التهديد باجتياح رفح، وإذا تم الاجتياح سنشهد مأساة إنسانية أخرى أمام أعين المجتمع الدولي الذي للأسف يكيل بمكيالين وهو عاجز أمام اللوبي الصهيوني والإدارة الأمريكية الشريكة في ما يعيشه قطاع غزة". وأضاف: "حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية أثبتت وقدّمت موافقتها على ما قُدّم لها من اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن مع الأسف الكيان الصهيوني مستمر في غيه وحماقته، وفي 7 أشهر لم يحقق أي هدف من الأهداف التي كان يتبجح بها مسؤولوه ورئيس حكومته، بل ما تحقق هو سفك الدماء والإبادة الجماعية، وقتل الأبرياء والمدنيين، وقصف المستشفيات وتهديمها، ومحاولة لمنع النزوح، وكلها ممارسات همجية بربرية لقيت ثباتا وصمودا من حيث المقاومة والحاضنة الاجتماعية لساكنة غزة المتشبثة بأرضها".