تستعد ساكنة المناطق المتضررة من "زلزال الحوز" لعيش أجواء غير مألوفة في أول عيد أضحى داخل الخيام؛ فيما ترتفع مطالب هيئات مدنية بتخصيص دعم استثنائي لتمكينها من اقتناء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار، ونقص المواشي التي لقيت أعداد منها حتفها بعد الفاجعة. وفي شتنبر المنصرم أكد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في حوار مع هسبريس، أن "الحكومة تعمل على إحصاء سكان القرى المتضررين من الزلزال الذين فقدوا مواشيهم من أجل تعويضهم في أقرب وقت ممكن". ومن خلال تصريحات مسؤولين جماعيين بإقليم الحوز استقتها هسبريس فإنه "لا وجود لإجراءات خاصة من قبل السلطات في الوقت الراهن من أجل تمكين الساكنة من اقتناء الأضاحي، سواء عبر تخصيص الدعم أو توفير المواشي للأسر المعوزة". وأكد المسؤولون أنفسهم، إلى جانب هيئات مدنية بالمنطقة، أن "هذا العام سيكون من الصعب على ساكنة المناطق المتضررة من الزلزال اقتناء الأضاحي"، في وقت يشير بعضهم إلى "أهمية دخول المجتمع المدني على الخط". "الجماعة فقيرة" أقرّ أنجار إيدار، رئيس جماعة أنكال، ب"غياب جهود في الوقت الحالي من أجل توفير الأضاحي لساكنة مناطق الحوز المتضررة من الزلزال". وأضاف إيدار لهسبريس أن "جماعة أنكال فقيرة، ولا تستطيع القيام بهذه الخطوة لوحدها دون جهات أخرى"، مبيّنا أن "ساكنة الجماعة لم تقدم أي طلب بهذا الخصوص إلى حدود الساعة". وأورد المسؤول الجماعي عينه أن "الساكنة ستعيش أجواء العيد بما لديها"، مستدركا بأن "الكسابة" بالإقليم "لا يمتلكون مواشي بأعداد مهمة كما السابق"، وزاد: "كل شيء جرفه الزلزال، لكن الساكنة ستشتري الأضحية بأي وسيلة". وبالعودة إلى تصريحات الوزير صديقي فإن "عملية إحصاء المتضررين جارية، فيما تمتلك الوزارة نظرة شاملة عن الموضوع"، متابعا: "كل دائرة وجماعة سترى من تضرروا فيها، وستحدد مربي الماشية والفلاحين الذين ستستهدفهم، وهذا أمر يتم العمل عليه، وسيتم التعويض عبر شراء رؤوس الأغنام والماعز والأبقار التي قضت في الزلزال. كما سيكون هناك دعم أكبر في هذا الخصوص لأن المعنيين سيحتاجون الدعم على مستوى الأعلاف، خصوصا في فصل الشتاء، حيث لا تتوفر المراعي على الكلأ". دعم استثنائي أكد محمد بلحسن، منسق تنسيقية منكوبي الزلزال بأمزميز، أن "هذا العيد سيكون صعبا، فغالبية الساكنة ليست لها القدرة المالية على شراء الأضحية". وطالب بلحسن في تصريح لهسبريس ب"تخصيص دعم استثنائي للساكنة من أجل تمكينها من شراء الأغنام"، موضحا أن "الوزارة سبق أن أعلنت عبر هسبريس وجود دعم للفلاحين في هذا الصدد". وأورد منسق تنسيقية منكوبي الزلزال بأمزميز أن "أفراد المجتمع المدني والمحسنين مدعوون هم أيضا إلى المساهمة"، مؤكدا "غياب تحركات من قبل السلطات في هذا الصدد إلى حدود اللحظة". وكشف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات "نفوق الكثير من المواشي، سواء الأبقار أو الماعز أو الأغنام؛ وفي مناطق ورزازات سجل نفوق الجمال وحتى الدجاج؛ وهذه الحيوانات كلها تشكل رأسمال الإنتاج الحيواني". وقال رشيد بلعربي، عضو المجلس الجماعي بأمزميز، إن "صلاحيات المجلس لا تصل إلى هذا الموضوع"، موردا أن "السلطات في دائرة أمزميز لم تقدم حاليا على أي خطوة في هذا الصدد". وأضاف بلعربي لهسبريس أن "الساكنة تواجه صعوبة واضحة في شراء أضحية العيد هذه السنة، بالنظر إلى ظروف الزلزال ونفوق عدد مهول من رؤوس المواشي، وهو ما يستدعي توفير دعم استثنائي لها". وخلال حلوله بالبرلمان قبل شهر أكد الوزير صديقي أن "الوزارة تترقب استيراد 600 ألف رأس من المواشي، مع إعفاء المستوردين من رسوم الاستيراد".