مال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، نحو خطاب يتسم بالهدنة الدبلوماسية إزاء المغرب، بخلاف ما كان عليه الأمر في مناسبات سابقة كثيرة لم يفتر خلالها المسؤولون الجزائريون من النفخ في النار، وإشعال فتيل العلاقات الثنائية المتنافرة منذ فترة غير قصيرة. وقال لعمامرة، في حديث لقناة روسيا اليوم، إن "الجزائر تقيم علاقات طبيعية مع الأشقاء المغاربة، وهي علاقات دبلوماسية وتجارية وثقافية، فضلا عن العلاقات بين المواطنين والأسر في كلا البلدين الجارين"، مستدركا بأن "هناك أحيانا أمور تطرأ حبذا لو تفاديناها" في إشارة إلى قضية اللاجئين السوريين وحادثة القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء. وتابع المسؤول الجزائري بالقول "عندما تحدث هذه الأمور نرغب في الحل السلمي لكافة الخلافات التي نعتبرها عابرة"، مبرزا أن قضية الصحراء مثلها مثل قضية فلسطين يمكن أن يكون اختلا فدولي حولها، لكن ذلك لا يبرر آثارا سلبية على بقية العلاقات الثنائية بين الجارين". ولفت لعمامرة إلى أن الاختلاف حول ما سماه استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء قائم منذ أربعين سنة، لكن هذا لم يمنع المغرب والجزائر من استئناف علاقاتهما والزيارات والمشاركة في المحافل الدولية وبناء علاقات تجارية واقتصادية" وفق تعبير لعمامرة. وبعد خطاب المهادنة هذا، ما لبث رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن عاد للحديث عما سماه تشبث الجزائر بحق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير"، مبرزا أن تقرير المصير يكون طبقا لفلسفة الأممالمتحدة التي تقتضي التفاوض بين الطرفين المتنازعين، أي المغرب والبوليساريو. وتابع المتحدث أن هذا ما يحصل حاليا عن طريق المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ثم يتم التحكيم إلى إرادة الشعب من خلال استفتاء حر ونزيه"، قبل أن يؤكد بأن "الجزائر ليست طرفا في النزاع ولا تملي على أي طرف كيف يتصرف أثناء الاستفتاء" على حد تعبير لعمامرة. وتطرق حديث لعمامرة أيضا في حواره مع القناة الروسية إلى رفضه وزير لمصطلح الربيع العربي، حيث اعتبره "مستوردا وكان صالحا أثناء الحرب البارة، ولكنه غير صالح للدول العربية التي يعد القرآن الكريم مرجعيتها السامية، والقرآن تحدث عن الشتاء و الصيف فقط" على حد قول الوزير الجزائري. وأفاد لعمامرة بأن الجزائر كانت بعيدة عن "الربيع العربي" لأنها "قامت بثورة تحريرية كبيرة غيّرت هياكل المجتمع الجزائري، وحضّرته لاستيعاب متطلبات العصرنة مع احتفاظه بمقومات الأصالة وأسس العدالة الاجتماعية".