علينا أن نتحسر على زمن كانت تخرج فيه الفتاة من بيت والديها لقضاء مأرب من مآربها وهي مطمئنة لحماية أبناء حومتها ولحماية أبناء مدينتها بأسرها ،لا أحد يجرؤ على مجرد النظر إليها أو تقليل الحياء عليها، وإذا "زغب" الله شابا وعاكسها فإنه يصادف شبابا غيورين على عرض كل فتاة، يرون فيهن أمهن أو أختهن، ينقضون على المعتدي وينضاف إليهم أهل نخوة آخرين فيشبعونه ضربا ليقلبها "تزاويك ورغيب" ويقسم أن لا ينظر لأية فتاة بعد ذلك وينال درسا في الأخلاق كم شبابنا اليوم في أمس الحاجة إلى مثل هذا الدرس في زمن انعدم فيه ملقنوه. "" تخرج الفتاة اليوم للعمل أو للدراسة وفيهن من تضطر للمرور بأماكن خالية أو مغادرة عملها في وقت يكون الليل قد أرخى سدوله،وخاصة فتيات المعامل، يجدن ذئابا يتربصن بهن،يتعرضن للمعاكسة وللإهانة، ومنهن من يضربن أمام الملأ لعدم الاستجابة أو للرد على قلة أدب المعاكس بكلمة "بعد مني" فيبدو له جوابها مسا لكرامته ورجولته فينقض على المسكينة ويشبعها ضربا، تصرخ أو تستنجد ذلك شغلها لأن لا أحد ستثور حميته أو نخوته لإنقاذها. وإذا حدث واقترب أحد المارة بهدف الفرجة وحب الاستطلاع وليس من أجل تغيير المنكر،يلوح المعتدي في وجهه بقبضته أو بسكينة إن توفرت وغالبا ما تتوفر، ويصرخ بأعلى صوته مستأسدا :- هذه أختي ومن اقترب مني سأدبحه وأشرب من دمه. فينصرف المتفرجون تباعا "سالتين" وعارفين أنها ليست أخته، تاركينها لمصيرها الأسود أخفه تزريقة لعينها وأخذ حقيبة يدها وأفضعه جرها إلى خلاء ثم اغتصاب أو دبحة من الوريد إلى الوريد ، وبالخصوص القاصرات، والجرائد "كثر الله خيرها" تطلعنا على قصص متنوعة في هذا المجال مصادرها من مختلف أرجاء هذا الوطن. ولا تتدخل الشرطة إلا بعدما يبلغ أهل الضحية أن ابنتهم اغتصبت أو لم تعد للبيت،فتسجل محضرا بالواقعة وتتجند للبحث عن المعتدي أو المجرم بعدما وقعت الفأس في الرأس فتجده في الغالب مقرقبا أو محششا يبحث عن فريسة أخرى، فيحكم عليه بالسجن ليغادره وقد تعلم ما هو أشنع وأفضع. تخرج الفتاة اليوم من بيتها دون حماية، بنيتها لاتمكنها من رد اعتداء المعتدين، هل حان الوقت لتتعلم فنون القتال؟ لتصبح بعضلات مفتولة وتودع أنوثتها، لأنه لا توجد فتاة في هذا الوطن لم تتعرض لبعض من هذه المواقف أهونها نشل حقيبة يدها. هل أضحت مضطرة لحمل سكينة في حقيبتها بدل زجاجة عطر وأحمر شفاه؟ . [email protected]